20 أغسطس 2022

مریم رجوي: بديل نظام الملالي متجذّر في معركة طويلة مع الاستبداد الديني

Catégories // آخر الأخبار // الاحداث // نشاطات

مریم رجوي: بديل نظام الملالي متجذّر في معركة طويلة مع الاستبداد الديني

كلمة مريم رجوي في اجتماع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الذكرى الحادية والأربعين من تأسيس المجلس

السلام عليكم أيها الأصدقاء ورفاق النضال في المجلس الوطني للمقاومة هنا وفي دول أخرى.
الله يساعدكم جميعاً.
وتحياتنا الحارة لجميع الإخوة والأخوات الأعزاء المشاركين في اجتماع المجلس كأعضاء أو مراقبين هنا وفي مختلف الدول.
في البداية نخلّد ذكرى الدكتور منوتشهر هزارخاني رئيس لجنة الثقافة والفنون بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. بعد 41 عامًا، أصبح مقعده فارغًا في هذا الاجتماع، لكن إرثه السياسي والثقافي في المجلس الوطني للمقاومة مصدر إلهام للجيل الذي انتفض من أجل الثورة والمقاومة لإسقاط النظام وتحقيق الحرية.
نذكره بالخير أنه حيثما كانت هناك معركة ومقاومة كان حاضراً ويتحدث عن شرعية المقاومة بمنطق صارم وتعبير بليغ.
ونذكره بالخیر حیث أنه و منذ عام 1981 عام إنشاء المجلس الوطني للمقاومة كانت مساعدته الأخوية والودية والقلبية والعملية وكتاباته مع رئيس المجلس يستحق الثناء والإشادة.
كما نكرّم الذكرى الحية للدكتور صمد فتح بور الصديق الوفيّ للمقاومة وكذلك نذكر بالخير الأخ المجاهد الکبیر عباس مدرسي فر بسوابقه النضالية الطويلة وصموده في سجون الشاه حتى أشرف وليبرتي.
كما نذكر بالخير أختي العزيزة المجاهدة حميدة طاعتي التي كانت نموذجاً للنضال والشجاعة.
فكل منهم كان مظاهر المقاومة والوفاء للعهد حیث كرّسوا حياتهم لتحرير الشعب الإيراني.
كما نكرّم ذكرى الشاعر والكاتب المناضل السيد رحمن كريمي ومجيد طالقاني الذي توفّي بسبب المرض.

توسع جبهات القتال مع نظام الملالي

بين الاجتماع السابق للمجلس واجتماع اليوم عبرنا عاماً سمته البارزة کانت توسیع جبهات القتال وجهود المقاومة الإيرانية والبديل الديمقراطي وتعزيز نشاطها.
تتزامن هذه الفترة مع رئاسة إبراهيم رئيسي سفّاح مجزرة عام 1988. الفترة التي لجأ فيها نظام الملالي في بحر من الأزمات الداخلية والخارجية، إلى أسالیبه المألوفة.
الإعدام وقمع النساء بقسوة.
بلغت الإعدامات التي سُجّلت خلال ولاية رئيسي أکثر من 520 حالة، وهو ما يزيد بالتأكيد عن السنوات السابقة.
في خمسة أيام فقط (23-27 يوليو)، تم إعدام 20 سجينًا، بينهم امرأتان.
لقد اتخذ قمع النساء في بلادنا هذه الأيام أبعادا غير مسبوقة الذي يصفه الملالي بـ “الحجاب السيّئ”. والمشاهد المفجعة للاعتداء على الفتيات والنساء الحرائر الشريفات تؤلم ضمير كل إنسان.
لقد وصل الأمر إلى نقطة وصلت فيها الاعتداءات على النساء إلى المقابر حیث قام النظام بتدمیر معالم قبور النساء.
وحقاً التفاوض مع نظام يعتبر وصمة عار علی جبین الإنسانیة المعاصرة عار وسحق للقيم التي اكتسبها العالم بدفع مئات الملايين من الضحايا في القرون الأخيرة. يجب رفض هذا النظام من قبل المجتمع الدولي.

أيها الأصدقاء!
منذ عام توسعت قوة المقاومة المنظمة ضد هذا النظام العاملة على شكل وحدات المقاومة ومجالس المقاومة الشعبية.
تصاعدت الحملات والهجمات العسكريّة على قواعد قوات الحرس وبالطبع أنتم سمعتم أخبارها.
في أكتوبر من العام الماضي، عقد مكتب المجلس الوطني للمقاومة في واشنطن مؤتمراً للكشف عن مراكز إنتاج وتصنيع الطائرات المسیّرة من قبل النظام.
طوال العام الماضي، وفي كل فرصة، أحیی مجاهدو خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حملة المقاضاة في الساحات القانونية والاجتماعية والدولية من أجل ضحايا المجزرة في عام 1988. سواء كان بعقد مؤتمرات دولية أو نشر كتب أو تنظيم مؤتمرات بحضور محامين.

وكذلك نداءات إلى إجراء تحقيق فوري حول مذبحة[ السجناء‌السیاسیین في عام] 1988، کدعوة وجهها 462 من مسؤولي الأمم المتحدة الحاليين والسابقين، ومحامين مشهورين وقضاة ومسؤولين في المحاكم الدولية، والفائزين بجائزة نوبل.
وفي سبتمر الماضي، عقب الأنشطة القانونية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أصدرت المحكمة الفيدرالية السويسرية حكماً بالغ الأهمية مفاده أنه على الرغم من مرور أكثر من 30 عامًا، فإن ملف اغتيال الدكتور كاظم رجوي لن یغلق وسيتم التحقيق فيها في سياق الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وهذه الجرائم لا يشملها التقادم.
على مدار العام، وتفاعلا مع الأحداث في إيران، نظّم أنصار المقاومة العديد من التظاهرات والفعاليات في عدد من عواصم الدول .
في سياق مواجهة حملات الشيطنة وأكاذيب النظام ضد مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة، نشرت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني 26 وثيقة سرية من “برس تي في”. تُظهر هذه الوثائق تفاصیل فعاليات خلف الكواليس لإنتاج أفلام وثائقية والبرامج ومقاطع فیدیو ضد مجاهدي خلق لصالح وزارة الخارجية والسلطة القضائية، كلها بدفع مبالغ كبيرة لشبكة “المراسلين الأصدقاء”.
استطاع المجلس الوطني للمقاومة أن يلعب دورًا مهمًا في إبقاء قوات الحرس على قائمة الجماعات الإرهابية الأمريكية.
من ناحية أخرى، بجهود مجاهدي خلق وأنصار المقاومة توسّعت دائرة التضامن العالمي مع المقاومة الإیرانیة.
حضور وزير الخارجية الأمريكي السابق [مایک بومبئو]، وكذلك نائب الرئيس السابق للولايات المتحدة [مایک بنس] وبعض رؤساء الوزراء السابقين للدول الأوروبية في أشرف 3 والتأكيد على الاعتراف بحق الشعب الإيراني في مقاومة إسقاط النظام إنجاز جديد لمقاومة الشعب الإيراني.
إضافة إلى كل هذا، يجب أن نضيف ما يقرب من عام من الحملة المتواصلة في ستوكهولم، والتي تزامنت مع محاكمة جزّار [مجزرة 1988]حميد نوري.
نجح المجاهدون والمجلس الوطني للمقاومة في تحويل ما كان في البداية مؤامرة من النظام لحرف حركة المقاضاة طمس هوية شهداء المنظمة إلى هزيمة النظام[وإدانة‌ السفّاح بالحبس المؤبّد]. وفي المقابل عکست ملحمة مقاومة المجاهدين والمناضلين المتمسكين بمواقفهم أمام أعين الجميع في داخل إيران والعالم. وثبتت ضرورة محاكمة خامنئي ورئيسي بسبب ارتكابهما جرائم ضد الإنسانية.
وأخيراً، نشاطات المقاومة ضد معاهدة النظام مع الحكومة البلجيكية للإفراج عن الدبلوماسي الإرهابي أسدالله أسدي.

في المرحلة الأولى من هذه الحملة التي استمرّت لمدة 20 يومًا، احتج اإیرانیون أنصار المقاومة في مختلف البلدان في تظاهرات واعتصامات، وفي المرحلة التالية بدأت الحملات السياسية والقانونية، والتي لا تزال مستمرة. .
مدّدت محكمة بروكسل الحظر المفروض على الإفراج عن الدبلوماسي الإرهابي إلى نظام الملالي حتى 19 سبتمبر، للنظر في جوهر طلب المدعين.
وهذا إنجاز عالمي للمقاومة الإيرانية وأنصارها الثوار ولجمیع الإیرانیین، يستحق الکثیر من التهنئة.
لكن في هذه الحملة، ما أثار إعجاب الجميع، سواء بالنسبة للإعلام المحلي أو الأجنبي، أو البرلمانيين البلجيكيين في المعارضة أو الموالین للحکومة، ولنظام الملالي، كان التعبئة والقوة القيادية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

نتيجة للأنشطة التي أوردتها بإيجاز، استطاعت المقاومة الإيرانية أن يكون لها أثر كبير في تصعید أزمة إسقاط النظام خلال عام مضی.
كما زاد التوسّع الكمي للإيرانيين وخاصة الشباب الذين ینضمّون بهذه المقاومة والمستوى النوعي لتأثيرهم.
حظيت بقبول الرأي العام أكثر من أي وقت مضى الخطوط العریضة للمجلس الوطني لإقامة جمهورية على أساس الحرية والديمقراطية وتصویت الشعب، والفصل بين الدين والدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، والحكم الذاتي للقوميات المضطهدة. وحقق المجلس الوطني للمقاومة العديد من النجاحات في کفاحه من أجل تكريس البديل الحقيقي، أي في النضال اليومي لإظهار هشاشة النظام ومأزقه ومرحلة سقوطه، وإظهار أن هذا البديل هو الحلّ والأفق الحقیقي.

المجلس الوطني للمقاومة معيار النضال من أجل إسقاط النظام

أصدقائي الأعزاء!
عندما نتحدث عن البديل، فهو ليس ادعاء أو عنوانًا عامّاً لا يؤثر علينا في العبور عن المطبّات اليومية في محاربة النظام.
إنه يشكل قوة وآلية تشقّ الطريق وتحدّد اتجاه مجموعة الأنشطة النضالية وتشرح الخطوات التي ينبغي اتخاذها؛ في أي اتجاه، وبأي شعار، وتحديد القواسم المشتركة والمفارقات والأولويات.
إنه يعمل بمثابة مفتاح الحلّ لكل ما نواجهه يوميًا في أرض النضال الشائكة الصلبة، من مشاكل في الحركة. يبين الأهداف، يميز الطيب عن الخبيث، ويميز الخط الصحيح عن الانحراف، ويحمي رصيد الشعب والمقاومة من استيلاء النظام والمتواطئين معه علیها، وبكلمة واحدة: إنه المعيار في النضال من أجل إسقاط النظام.

هنا أريد أن أتحدث عن عمل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، خاصة في الوقت الذي تعیش فیه إیران حالة‌ الثورة.
فيما يتعلق بخارطة الطريق التي وضعها خامنئي لنظامه، ركز رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منذ البداية على الاستراتيجية الانكماشية للنظام كطريق يؤدي إلى سقوطه، وأكد أنه من المستحيل أن يعود النظام إلى توازنه السابق. كما شرح ظاهرة إبراهيم رئيسي الجلّاد وهي “النتيجة والمؤشر الأوضح لمرحلة إسقاط النظام”.
في الموضوع النووي، أوضح المشكلة النظرية والسياسية، بأننا قد دخلنا خلال ولاية رئيسي مرحلة لا تستطيع حتى القنبلة الذرية إنقاذ هذا النظام.
وسلّط الضوء على العنصر الأساسي للقمع، وهو قوات الحرس، التي تشكل “الجهاز المركزي للعنف والقمع العسكري والأداة الرئيسية للحفاظ على الديكتاتورية الدينية وأكد أن تصنيفه کمجموعة‌ إرهابیة لا يكفي، بل يجب دکّها وتفكيكها”.
وعلی صعید القضايا الاجتماعية والاقتصادية أطلق المجلس الوطني للمقاومة حملة مستمرة ومتواصلة ضد استراتيجية خامنئي الشرّيرة في قضية كورونا، حيث كتبت الصحافة الحكومية: ” يبذل تيار المعاند كل جهوده. .. لوضع السلطة على رأس المقصّرين في موضوع زيادة المصابين والوفيات الناجمة عن جائحة كورونا وبالتالي تقديم خامنئي كمسؤول عن هذه الوفيات”.

في نشاطاته وتفاعلاته، عزّز المجلس الوطني للمقاومة ارتباط القوميات المضطهدة بالنضال الوطني ولفت انتباه الجمهور إلى حقيقة أن الداعم الوحيد للمواطنين البلوش والكرد والعرب على المستوى الوطني هو هذا البديل الديمقراطي.
وفي مقابل قرار النظام بتقسيم سيستان وبلوشستان إلى 4 محافظات، أعلنت مقاومتنا هذه الخطة كعمل من أعمال النظام “لبث التفرقة في سيستان وبلوشستان” ودعت المواطنين البلوش الشجعان لمقاومتها.
كما عارض بشدة خطة تقسيم محافظة خوزستان إلى قسمين.
وشجّع أبناء خوزستان على الاحتجاج على هذه الخطة التي لا تعدو أن تكون سوى تشتیت المواطنين عن الانتفاضة وتقسيم أهل خوزستان.
بعد قصف نظام ولاية الفقيه لمناطق كردستان العراق، قال رئيس المجلس الوطني للمقاومة:
“من أجل دفع النظام إلى وقف قصف الأبرياء والأحزاب الكردية الإيرانية في المنطقة الحدودية بالمدفعية، لابد من الاحتجاج في مدن كردستان الإيرانية المضطهدة وفي جميع أنحاء البلاد، مثل الاحتجاجات من أجل المياه في خوزستان”.

وفي انتفاضة خوزستان، أكد المجلس الوطني للمقاومة على الدور المدمّر لقوات الحرس وقال:

“على قوات الحرس التابعة لخامنئي أن تتوقف عن تجفيف الأنهار عمدا، مما تسبب في كوارث بيئية، خاصة ضد مواطنينا العرب، ولترحل قوات الحرس”.
كذلك، فيما يتعلق بفرض الأسعار المرتفعة والتجويع وتشريد المواطنين، أوضح رئيس المجلس الوطني جوهر سياسة خامنئي.
نعم الحقيقة أنه بعد كورونا يريد خامنئي ورئيسي ارتكاب مجازر من خلال ارتفاع الأسعار والجوع.

كلمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هي:
“نؤكد على التجريد الكامل لخامنئي وعائلته من ألف مليار دولار من الأصول المتراكمة في المقر التنفيذي [لمرسوم الإمام] ومؤسسة المستضعفین وأستان قدس رضوی وتعاونيات الحرس والباسيج وقوات الشرطة وتخصيصها لكسب معيشة المواطنين والتوظيف والعلاج والتعليم لجميع سكان البلد”.

مریم رجوي: بديل نظام الملالي متجذّر في معركة طويلة مع الاستبداد الديني

محاولة خامنئي لتحويل مسار الحركة

في موضوع الانتفاضات والحركات الاحتجاجية، رأى الجميع أن الملالي يحاولون جعل الاحتجاجات غير سياسية ومحدودة الطلب قدر الإمكان.
حتى لا يتواصلوا مع القوة الرئيسية للانتفاضة وحدات المقاومة. حاول خامنئي عدة مرات فصل “مطالب الشعب” عن “الأعمال الهدّامة للجماعة”. يريد حصر الحركة المستعرة للشعب الإيراني فيما يسمى بالاحتجاج المدني والتذمر من القضايا الهامشية.
وفي المقابل، دفع المجلس الوطني للمقاومة – في مواقفهم النظرية وجهودهم وممارساتهم العملية – نضال الشعب نحو استهداف مقر خامنئي وتعزيز التضامن الوطني ضد السلطة.
كما أنه ضد تكتيك النظام الذي يرسل عناصر الباسيج بين المتظاهرين لنشر شعارات منحرفة، قامت مقاومتنا بإطلاق حملة سياسية ونظرية ضد كل أنواع العروض لتفريغ الانتفاضات من غايتها وهي إسقاط النظام. وكشفت المقاومة عن مزاعم وشعارات دعاة عدم الحرب مع النظام، التي تروّج لما يسمى بأساليب النضال غير المكلفة في خدمة بقاء نظام ولاية الفقيه، وفضحت مسرحيات موسمية لاختلاق بدائل بين عشية وضحاها.
واليوم، فإن الدعوة إلى إسقاط النظام الذي يُعرف بهذا المجلس وهذه المقاومة محفورة على جبهة الحركة الاحتجاجية.
أصبحت شعارات الموت للديكتاتور والموت لرئيسي والموت لخامنئي شائعة في حركات الاحتجاج.
ونؤكد على شعار “الموت لخامنئي – الموت لرئيسي” باعتباره الشعار الرئيسي للشعب الإيراني والشعار الشامل للانتفاضات لإسقاط النظام.
ومن الإنجازات الأخرى ربط عمليات وحدات المقاومة برد فعل المواطنين الأبرياء تجاه القمع والاضطهاد وتدمير المنازل بید عوامل النظام.
على سبيل المثال، قامت وحدات المقاومة بعملیات رداً على التدمير غير الإنساني لملاجئ المواطنين من قبل مرتزقة خامنئي في زاهدان، وخرم آباد، وبهارستان، ورباط كريم.
أو قامت وحدات المقاومة باستهداف المحاكم التي أصدرت حكم الإعدام على البطل الشهيد نويد أفكاري أو الاحتجاج على إعدام أحد شباب الانتفاضة ايمان سبزيكار في جونقان وكذلك ردا على الإهانات البغيضة وضرب النساء بدعوى سوء التحجب في مراغة ومدن أخرى.

وبهذا النهج، تستهدف وحدات المقاومة مراکز رجال الدین التابعین للنظام ومراكز الملالي باستمرار لتسليط الضوء على حقيقتين مهمتين؛ إحداهما نفور الجمهور الإيراني من المتاجرة بالدين، والثانية رغبة الشعب في فصل الدين عن الحكومة، وهو البرنامج الذي تم الإعلان عنه في مشاريع المجلس الوطني للمقاومة قبل 40 عاما.
كشفت عملية التوسع الكمي والنوعي لوحدات المقاومة، بما في ذلك الرسائل الصوتية والمرئية لأكثر من خمسة آلاف من وحدات المقاومة، مرة أخرى عن الرصيد الاجتماعي للمقاومة.
الحقيقة هي أن جيلاً شاباً ثائراً قد تحوّل إلى عنصر مناهض للنظام وأصبح القوة المقاتلة التي تريد إسقاط النظام وإلى البديل الديمقراطي والنضال من أجل قلب النظام.
وقال نائب رئيس السلطة القضائية في الشؤون الدولية: “في وقت من الأوقات كان هناك رأي بأن مجاهدي خلق هم جماعة ليس لها أنصار ولا داعي لأن نذكر اسمها، لكننا لا نعتقد ذلك ومنذ العام الماضي بدأنا بممارسة ضغوط شديدة على الدول التي تستضيف مجاهدي خلق”.
نعم، لقد أوصلت مقاومة إيران الملالي إلى نقطة أعربوا فيها عن أسفهم لخدعتهم في إنكار الدعم الاجتماعي لمجاهدي خلق لسنوات، ويقرّون بأخطائهم في هذا المجال.
وأخيراً، في موضوع وحدة القوى الشعبية ضد نظام ولاية الفقيه، رسم رئيس المجلس الوطني للمقاومة، بناءً على التجربة المؤلمة والمضرّجة بالدماء للمقاومة الإيرانية، الحل التقدمي والحقيقي كالتالي:
“الوحدة والتضامن الوطني محك اختبار في مجال العمل لإسقاط الاستبداد الديني. وتنقیة الصفوف بطريقة ذاتية من الملالي والشاه، ومن الاستبداد والتبعية، وتطهّرها من الانتهازية وقطف الثمار وركوب الأمواج”.

الحل الناجع لأزمة إيران

أود أن أستنتج أن هذا بديل ترسّخت جذوره في معركة بلا هوادة طويلة النفس مع الاستبداد الديني.
القوة التي تقف أمام الفاشية الدينية نظّمت نفسها، ولديها خطّة ودفعت ثمن الوقوف يومًا بعد يوم.
وفي بحر السنوات الماضیة، كلما أصبحت الظروف أكثر صعوبة، يزداد التزامه وقدرته على الکفاح.
كما أنه التزم بحدوده وحافظ على مبادئه وقيمه الديمقراطية والمطالبة بالحرية وحافظ على سلامته من أذى وخداع العدو.
لولا هذا الإصرار والعزيمة الراسخة على الوقوف ضد الفاشية الدينية بأي ثمن في جميع المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية، فماذا سيحدث لمصير إيران وشعب إيران بطغيان هذا الوحش الدموي الشرس؟
إذا نظرنا إلى منعطفات تاريخ النضال من 20 حزيران إلى 25 يوليو، ذكرى عملية الضياء الخالد و28 و29 يوليو ذكرى الأيام التي وقف فيها المجاهدون الأشرفيون بأيدي فارغة ضد هجوم مرتزقة نوري المالكي، وإلى 29 يوليو 1981 حيث انطلق قائد المقاومة مسعود رجوي في رحلة من قلب مطار طهران فنرى كل هذه المحطات تعبر عن حقيقة واحدة.
وهي أن تاريخ هذه المقاومة بمنعطفاته والقرارات الخطیرة المكلفة، أوصل النظام إلى هذه الهشاشة والعجز وفی المقابل وضع هذه المقاومة والبديل في موقف هجومی.
ليس من دون سبب أنكم بدءا من رئيس المجلس إلى كل واحد منكم، مستهدفون لهجمات شيطنة وأكاذيب النظام.

أيها الأصدقاء الأعزاء!
إن القدرات والمؤهلات المثبتة لدى المجلس الوطني للمقاومة في کفاح تكريس البديل تعني أن سلسلة من التناقضات الجوهرية حول مصير الشعب والثورة وإيران والإيرانيين وجدت الحل المناسب في هذا البديل. وبوجود هذا البديل، فإن إسقاط النظام يتضمن أيضًا السلام والاستقرار ووحدة أراضي البلاد وسيادتها.
أثبتت الانتفاضات المشتعلة في السنوات القليلة الماضية أن شعب إيران من المواطنين العرب إلى المواطنين الأكراد، والبلوش، والأتراك، والتركمان، وقشقايي، وبختياري، كلها أجزاء من جسد واحد ومتحدون ضد عدو إيران والإيرانيين أي ولاية الفقيه. أكد المجلس الوطني للمقاومة على الحكم الذاتي في إطار دولة واحدة غير قابلة للتجزئة.
وأخيرًا، أن هذا البديل، يشكل بمجموعة برامجه وخطوطه العریضة ووجهات نظره، وخاصة ريادته في المعركة ضد نظام ولاية الفقيه، یشکّل الردّ على مشاكل نضال اليوم وحل مشاكل إيران المستقبل.
نذكر بالخير الدكتور هزارخاني، الذي قال في اجتماع المجلس الوطني للمقاومة العام الماضي:
“عندما فتح مجاهدو خلق الأفق الضيق للمقاومة في حملتهم العالمية الثقيلة ضد خميني، قلت بوضوح وكتبت أن المجاهدين أزالوا عقل المجتمع الإيراني من العصور الوسطى ونقلوه إلى العصر الحدیث” …
مع تحيات فائقة لمهندس ومؤسس هذه المقاومة، الذي، بدأ مرة أخرى في هذا الوضع الحساس والمعقد، سلسلة تعليم جيل الشباب بلغة بسيطة وضمن تعليم الجيل الطليعي الواعد المناضل.
إن البديل أي المجلس الوطني للمقاومة نتيجة آلام ومعاناة شعب منتفض، وهو في الوقت نفسه الوثيقة الأكثر حيّة وموضوعية التي تشهد بالنصر الأكيد للشعب الإيراني.

دمتم منتصرين

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید