• الصفحة الرئيسية / الاحداث / كلمة مريم رجوي: لا المجزرة ولا القصف قادران على تقويض ارادة الشعب والمقاومة الايرانية للثورة والحرية
05 يناير 2014

كلمة مريم رجوي: لا المجزرة ولا القصف قادران على تقويض ارادة الشعب والمقاومة الايرانية للثورة والحرية

Catégories // الاحداث // نشاطات

كلمة مريم رجوي: لا المجزرة ولا القصف قادران على تقويض ارادة الشعب والمقاومة الايرانية للثورة والحرية

أيها الحفل الكريم!

اجتمعنا هنا لنستذكر بطولة واستبسال أربعة مجاهدين على درب الحرية في ليبرتي. ولكني أود أن أستحضر قبل كل شيء معركة جعل فيها مجاهدو ليبرتي ظلمات الهجوم والقصف مقهورة لمعنوياتهم الصلبة وحققوا النصر جريا على العادة.

في 26 كانون الأول/ ديسمبر وفي الساعة التاسعة والدقيقة الخامسة عشرة مساء أصبح دوي انفجارات الصواريخ هو السائد في سماء سجن ليبرتي حيث توالت في طرفة عين انفجارات الصواريخ ولهيب النار من الكرفانات المحترقة لتسجل 38 صاروخا سقوطها على ليبرتي كانت القوة التدميرية لبعضها أقوى من صواريخ 107 ملم بعشرين ضعفا.

ومنذ سماع أزيز الصواريخ وحتى لحظة اصابتها وتفجيرها كانت هناك ثواني فرصة لكي يوصل كل مجاهد نفسه الى ملاذ آمن.
وكان العدو حسب لكل شيء حسابه على الظاهر من جنح الليل وعامل المباغتة الى توقيت الهجوم حيث كان عشية عيد الميلاد وبدء العطل في أجزاء واسعة من العالم كما كان يعلم أن ليبرتي لاتتعدى مساحته نصف كيلومترا بكرفانات متلاصقة حيث تتحول نفسها الى شظايا.

وكان كل شيء جاهزا لكي يصاب مجاهدو ليبرتي بالصدمة والمباغتة الا أن النساء والرجال الشجعان قد أحبطوا بفعل يقظتهم وجهوزيتهم ذلك الهجوم المدمر.
الأمر الذي يعجز العدو ومازال عن حسابه هو الاستعداد ومعنويات النضال والصمود لدى مجاهدي درب الحرية.

طبعا يعتصر قلبي وقلوب جميع تواقي الحرية ألما باستشهاد أربعة مجاهدين في هذا القصف ولكن ما خططه العدو كان مجزرة واسعة النطاق غير أن المجاهدين قد أحبطوا هذه المؤامرة الاجرامية وعادوا ليثبتوا من جديد حيثما كان مجاهدو درب الحرية ، هناك معقل العزم والنضال وهناك تستمر معركة الاسقاط على قدم وساق ولا أثر من الضعف والخنوع. وكل ما يوجد هو الايمان واليقين والصمود.

اذن يا مجاهدي درب الحرية!
أيها الصناديد من النساء والرجال!

نقدم لكم أحر التحايا حيث غلبتم على الليل القارس والدموي رغم آلامه ومعاناته وجروحه وجعلتموه مقهور ارادتكم الصلبة.
وأما رسالة المجاهدين الأربعة الذين اجتمعنا هنا احياء لذكراهم فهي أنه لا المشانق ولا التعذيب ولا المجزرة ولا القصف قادر على تقويض ارادة الشعب الايراني والمقاومة الايرانية للثورة والحرية وهذه هي معركة لا تعترف بنهاية سوى التغلب الشامل على كيان ولاية الفقيه.
المجاهد بيجن تهراني ومن معاوني القائدة كيتي ومن المسؤولين الأقدمين في الحماية وأمن معلومات جيش التحرير كان يحمل سجلا نضاليا تنظيميا محترفا منذ 34 عاما.

المجاهدان عباس نامور ومحمود برنافر هما من قادة جيش التحرير مع 30 عاما من النضال المحترف والتنظيمي والمجاهد يحيى زيارتي بـ25 عاما من النضال الذي تعرض للجلطة القلبية جراء موجة الانفجار واستشهد بعد 9 أيام بعد القصف الصاروخي. وفي يوم الحادث اننا طالبنا بنقل يحيى وجريحين آخرين حالتهما متدهورة الى اوربا وقلنا اننا ندفع جميع تكاليف ونفقاتهم الا أنه لم يتم اتخاذ أي خطوة بشأن ذلك.

وحقا أن هؤلاء الشهداء الأكارم كان كل واحد منهم رمزا وقدوة في عالم الخلوص والخلاص وكل واحد منهم يرمز الى قدرة بني نوع الانسان على الثورة في أحلك وأعقد الظروف ضد الخنوع والاستسلام ويصبح نبراسا منيرا وباعثا للأمل.
ان صوتهم مدويا وهم يترنمون:
ان دوي نشيدنا غطى على ساحة المعركة
وهو ترنيمة تبشر بالانتصار في المستقبل.

الواقع أن ضحاك ولاية الفقيه وأنامل قوة القدس الارهابية يهللون بسبب هذه الهجمات مما يعكس ذعرهم من نضال المجاهدين الهادف الى اسقاط الملالي الحاكمين في ايران. اننا نقول لهم: لا مفر لكم من ملحمة وبركان أشرف ابدا.

وكما قال مسعود : «طالما مجاهد واحد باق على قيد الحياة فان معركة الاسقاط تبقى قائمة كما هي». ونقول للعدو «اذا كنتم تظنون بأن النضال الهادف الى اسقاط نظام ولاية الفقيه سيتعثر بقصف ليبرتي فأنتم في وهم كبير، واذا كنتم تظنون بأن الشاب الايراني والسجناء السياسيين يعتريهم الرعب واليأس باستشهاد أبطال المقاومة فانكم في خطل فاحش. كون اسقاط هذا النظام وحرية الشعب الايراني هو خريطة طريق رسمها المجاهدون لأنفسهم من أول مجاهد قبّل المشنقة والى آخر مجاهد سقط في ساحة القتال من أجل الحرية».

اذن دعوني أن نكرر ما قاله مسعود رجوی «انكم تعلمون جيدا وتلمسون حتى العظم بأن ليبرتي وأشرف هو ساحة الحرب والنضال وبوتقة الاختبار. مضت 48 عاما والمجاهدون اما في ساحة القتال واما في السجون والمعتقلات يتنقلون من ساحة حرب الى أخرى… ولا ينبغي للمجاهد أن يتوقف».

نقول للملالي الحاكمين في ايران اذا كنتم تظنون بأن بامكانكم أن تكتموا على آثار الجريمة ضد الانسانية في أشرف بقصف ليبرتي واذا كنتم تظنون بأنكم قادرين بالقتل واراقة الدماء على حرف الأنظار من أزمة السقوط التي يواجهها نظامكم وتغطون على جريمتكم بالقتل في أعياد الميلاد وأيام عطلة رأس السنة فانكم تغمسون في أوهامكم الباطلة كون هذه المقاومة وكل مناصريها والمتعاطفين معها يثيرون العالم غضبا واحتجاجا وصرخات..

أيها الحفل الكريم!

ان مجزرة أشرف في الأول من ايلول / سبتمبر حيث كان العدو يريدها أن تكون نهاية لهذه المقاومة فأصبحت ملحمة ساطعة للصمود. ولهذا السبب ثار كل من كان ينبض قلبه للحرية بدءا من السجناء السياسيين في عموم ايران والى الجامعات والى كل حفل ومجموعة تواقة للحرية. كما أن مئات الأشخاص من أعضاء المقاومة في ليبرتي و8 بلدان في العالم خاضوا اضرابا تاريخيا عن الطعام لا مثيل له وأصبحوا حَمَلة رسالة دماء الشهداء وجعلوا راية الحرية وحقوق الانسان ترفرف في ايران. وفي المقابل انظروا الى حكام طهران وبغداد كيف يرتعشون من ملحمة أشرف والكشف عن حقائق عنها ولو بشكل جزئي.

الحكومة العراقية ورغم مضي أكثر من 4 أشهر لم تسلم بعد جثامين الشهداء لأنها قلقة من أي تحول يستتبع ملف هذه الجريمة. انهم مهزومون أمام أشرف وليبرتي وعزم وارادة الاشرفيين.
نعم، لقد انفرط العقد لتتوالى هزائم ولاية الفقيه وهكذا تتواصل سلسلة الهزائم حتى سقوط هذا النظام. أربعة أشهر والحكومة العراقية وأسيادها يعملون على التكتم على الحقائق بينما كان من واجب المنظمات الدولية ومازال اجراء تحقيق مستقل ولكنهم لم يتخذوا خطوة في هذا المسار لحد اليوم.

وخلال هذه الفسحة فان محكمة اسبانية قد تحدت المستشار الأمني للمالكي بتهمة الجريمة ضد المجتمع الدولي وأخذ الرهائن في أشرف كما أن الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري والفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي و4 مقررين خاصين للأمم المتحدة قد طلبوا من الحكومة العراقية تحديد موقع احتجاز الرهائن الأشرفيين السبعة ولكن المجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوة في هذا السياق لحد اليوم.

جيش التحرير الوطني ومن حسن الحظ نشر تقرير موثقا وحافلا وشاملا أعاد سرد حقائق تتعلق بمجزرة أشرف والأسس الحقوقية للنضال الشرعي للأشرفيين وأثبت أن المقاومة الايرانية وبسبب عدالة وشرعية صمودها هي أول طالب وأول رابح في أي تحقيق مستقل وشامل ونزيه.
ان هذا التقرير هو في حقيقة الآمر غزو منتصر على جبهة نظام ولاية الفقيه وأنامله ويفوق عملية تبصير حول الأحداث الكبيرة التي شهدتها السنوات الفائتة.
كما انه يعد بمثابة عملية تعرية تاريخية بشأن ما تتسم به سياسة الغرب من هزالة وتخاذل ونكث مثير للخجل للعهود والالتزامات.
تقرير جيش التحرير قد فجر بالونات استعراض القوة لقادة فيالق خامنئي المذعورين وأثبت أن الاعدام الجماعي لم يكن سوى تكرارا للنهج السائد في دهاليز ومعتقلات التعذيب لدى النظام في توظيف الخونة.

لقد أظهر التقرير أن الصراع حول أموال أشرف والتحدي لحملات الافتراء واختلاق الأكاذيب من قبل خامنئي والمالكي يشكلان حلقة من الصراع من أجل حرية الشعب الايراني.
ولكن ما تجلى وبرز خلال هذا التقرير فهو اصالة جيش التحرير الوطني الذي هو بمثابة فصل الخطاب في المعركة من أجل اسقاط نظام ولاية الفقيه وتحقيق الحرية.

ان صور حية في هذا التقرير عن مشاهد للمنازلة والاستشهاد لأبطال الحرية ممن اصطفوا بأيدي فارغة أمام العدو يجعل كل انسان حر وكل ثوري وطني يشعر بالفخر والاعجاب.
لقد أبرز التقرير أن المقاومة التي ترفع الصمود عاليا ليصل ذروته في معمعة حصار شامل فهي جديرة وقادرة على تطوير جيش الحرية وتحقيق الحرية.

ايها الحضور الأفاضل!

يا ترى لماذا الملالي وصنيعوهم العراقيون يتقبلون فضيحة الجريمة ويقصفون ليبرتي؟
لأن هناك قضية أكبر من الفضيحة وهي أزمة السقوط عن السلطة. في طهران الولي الفقيه يتخبط في دوامة الأزمات حيث أن مشروع السلاح النووي الذي كان يعتقد بأنه سيكون ضمان بقائه قد تحول الى حبل لشنقه. وفي بغداد صنيعه يواجه معركة الوجود أو لا وجود حيث يواجه احتجاجات شعبية متنامية.

الملالي هم بحاجة الى الاجهاز على مثل هذه الحركة التي هي قادرة على تحرير وتوجيه الطاقة الهائلة المنبعثة من النقمات وارادة الغليان الجماهيري من أجل الحرية نحو قلب الحكومة. وفي نفس الوقت فان النظامين الحاكمين في ايران والعراق يجدان الطريق مفتوحا أمامهما في ارتكاب المجازر والجريمة كونهما اطمئنا من سياسة المساومة التي تنتهجها الدول الغربية.

انهما يستغلان الضعف والتخاذل السائد في السياسات الغربية لارتكاب الجريمة ضد الانسانية وهذا خزي وعار على جميعهم. فيما أكدنا مئات المرات للحكومة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة والحكومات في الاتحاد الاوربي أن يفوا بالتزاماتهم تجاه توفير الحماية للأشرفيين.

انهم لو كانوا قد بدأوا فعلا اجراء تحقيق هم طالبوه رسميا فلاشك أن الطريق لكان مغلقا أمام الجرائم التالية. ولو كانت تجهيزات الحماية الشخصية ومستلزمات اعداد الملاجئ في ليبرتي قد توفرت فلاشك لكانت الخسائر البشرية لهذه الهجمات في أقل حدها خاصة ويجب أن أؤكد أنه بينما عملية نقل الأشرفيين الى خارج العراق تسير ببطء للغاية وبشكل تدريجي فان حماية آرواح هؤلاء السكان هي أمر فوري وملح يجب ايجاد حل له اليوم وقبل الغد.

ان المقاومة الايرانية وخلال الثلاث سنوات التي مضت قد تفاوضت مع مسؤولين ومؤسسات رسمية معنية في أكثر من 20 بلدا ليكون لهم دور فعال في استقبال الأشرفيين الا أنه وفي كل مرة ورغم موافقتهم قد توقف العمل.
اننا نعلم أن الملالي قد طلبوا من دول عديدة خلف الكواليس بلغة الاغراء والتهديد أن لا يوافقوا على نقل حتى عضو واحد من مجاهدي خلق الى بلدانهم.

لذلك اني أؤكد من جديد «أي حادث مكروه يمس بمجاهدي ليبرتي فان الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة تتحملان المسؤولية الكاملة تجاهه» لأن من واجب أمريكا نقل جميع المجاهدين من هناك وهي قادرة على ذلك ولكنها قد امتنعت عن ذلك لحد الآن.
وعلى هذا الأساس فاني أدعو المجتمع الدولي خاصة أمريكا والاتحاد الاوربي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الى:

1-ارغام الحكومة العراقية على توفير الحد الأدنى من مستلزمات الأمن في ليبرتي وهي :
اعادة 17500 جدار كونكريتي وتوفير ملاجئ خرسانية بأعداد كافية ونقل الخوذ والسترات الواقية والآجهزة الطبية من أشرف والسماح بالبناء وبناء سقوف ثانوية في ليبرتي وتوسيع مساحة المخيم بهدف تقليل نسبة الخطورة
2-تولي الآمم المتحدة فتح تحقيق شامل ومستقل ونزيه ومحايد بشأن الجريمة في الأول من ايلول/سبتمبر في أشرف.
3-ارغام الحكومة العراقية على اطلاق سراح الرهائن الاشرفيين السبعة مباشرة.
4-نبذ الاعتبارات السياسية ونقل مجاهدي ليبرتي خاصة الجرحى والمرضى الى دول اوربية أو أمريكا.

وهنا أستذكر أختي العزيزة المجاهدة الصديقة رؤيا درودي التي قضت جراء الحصار الطبي والتأخير في العلاج. انها كانت من رموز الحيوية والحماس والنشاط الثوري ومن شواخص الصمود والمقاومة مهما كلف الثمن. كانت مجاهدة متحررة مستعدة في كل الأحوال وفي كل الأزمان لمساعدة أخواتها لتحوم حولهن كالفراش الخفيف والمغرم كما كانت بمثابة طود شامخ وقدوة لأخوانها.

أيها الحضور الكرام!

مع أن نظام ولاية الفقيه وزمرته الصنيعة له في العراق ارتكبوا عشية العام الميلادي الجديد عيد ميلاد دمويا بحق أبناء الشعب الايراني ولكنه هناك قضيتان لا لبس فيهما:
الأولى أن الملالي في العام الجديد سيغرقون في أزمة السقوط أكثر فأكثر يوما بعد يوم

الثانية أن المقاومة التي ماضية الى الأمام وفي خضم الحصار والتشريد القسري والمجزرة والقصف شامخة وصامدة ورائعة ستحقق النصر لنفسها ولشعبها وهذا هو الرد الجميل الوحيد لدماء الشهداء ومعاناة الأسرى وآلام الشعب الايراني. نعم اننا قطعنا العهد على أنفسنا أن نقف بوجه الديكتاتورية الدينية مهما كلف الثمن وأن نأتي بخارطة طريق جديدة.
التحية للحرية
التحية لمجاهدي درب الحرية في ليبرتي،
التحية للشعب الايراني،
التحية لكم جميعا.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید