27 يوليو 2020

مریم رجوی… وجه إیران الجمیل

Catégories // في مرآة الصحافة

مریم رجوی… وجه إیران الجمیل

نجح رهان مریم رجوی، تلک المرأة الهادئة، فی إقامة مؤتمر «تحریر إیران»،بجمع الشتات الإیرانی فی أکثر من 104 بلاد شارکوا عبر الإنترنت من أکثر من ثلاثین ألف موقع وبالتالی جعله حدثاً مهماً. فقد تکون هی المرة الأولی التی یتم التعبیر فیها بهذا الزخم من قبل الإیرانیین المنتشرین فی العالم عن رغبتهم فی تغییر النظام، بشکل لا یمکن تجاهله بعد الیوم، وبذلک تتلاقی رجوی مع صوت الداخل الإیرانی الراغب هو الآخر فی قلع النظام الدیکتاتوری، لتعطیه حضوراً وصدی عالمیاً.

علی النظام الإیرانی أن یقلق..

فالمشارکة الغربیة المتنوعة والکثیفة التی رافقت أعمال افتتاح المؤتمر، والتی تمثلت فی 1000 شخصیة من القادة السیاسیین والبرلمانیین والشخصیات الدینیة والثقافیة من جمیع أنحاء العالم، تعنی أن الغرب بدأ یستمع لرجوی ومن تمثل، ویقیم لها وزناً.
من الصعب علی الغرب تجاهل حجم المعارضة الکبیرة التی ظهرت فی هذا المؤتمر کما تجاهل الحقائق التی وضعتها رجوی فی متناول الرأی العام بخصوص إجرام النظام فی الداخل، من خلال قمع وقتل المحتجین، أو تجاهل النظام عمدا لخطر «کوفید-19»والتسبب فی انتشاره وقتل أکثر من 70 ألف مواطن. لن یستطیع رئیس مثل أوباما مثلا بعد الیوم إقناع العالم بأن هذا «النظام عقلانی»ویمکن التعامل معه وإغداق ملیارات الدولارات علیه، لیکتشف العالم أنه یستعملها من أجل قتل إیرانیین وسوریین ویمنیین ولبنانیین باسم ثورة زائفة وشعارات خرافیة.

«إن التوقع بأن الفاشیة الدینیة قد تتخلی عن إرهابها ذات یوم إذا تلقت تنازلات أو حوافز وأنه ربما سیکون هناک ظهور مفاجئ للمعتدلین من معسکر المتوحشین الحاکمین قد یدفعون النظام نحو الإصلاح والاعتدال هو توقع خاطئ».

الحقیقة أن ما فعله الغرب من تجاهل للإیرانیین المنتفضین هو جریمة أکثر منه خطأ. وقد بات محرجا أمام الرأی العام العالمی عن تغاضیه عن الفظائع المرتکبة بحق الشباب الإیرانی. فکیف عساه یتجاهل سعی النظام فی إیران إلی إنزال عقوبة الإعدام بشبان ثلاثة بتهمة مشارکتهم فی احتجاجات 2019؟
الجمیع بات یشعر بأن النظام أصبح مترهلا وضعیفا، ویبدو أنه یفقد السیطرة الحدیدیة علی البلد. سلیمانی قتل، وإسرائیل تستبیح السیادة الإیرانیة، وتدمر منشأة نطنز النوویة، وتقصف مواقع أخری من دون أن یکون لإیران أی موقف، ناهیک عن المشاکل الاقتصادیة التی یعانی منها الاقتصاد، وسط عجز حکامه عن ضبط الأوضاع. الضغط الأمیرکی علی النظام الإیرانی بدأ ینال منه من دون شک، ولکن أیضا الفساد ورغبة إیران فی تصدیر الثورة ودعم الأسد والحوثی والمیلیشیات التابعة لها.

«یجب أن یتمتع شعبنا- تقول رجوی فی خطابها الافتتاحی للمؤتمر- بالحق فی أن یکون بصحة جیدة، وأن یکون لدیه مأوی، وفرص عمل، وتنظیم وتشکیل نقابات، والحصول علی الاستقلال الذاتی للأقلیات العرقیة، والحق فی المشارکة المتساویة فی إدارة شؤون المجتمع، والمساواة بین الجنسین، والسیادة الشعبیة، وإیران حیث لن تکون هناک عقوبة الإعدام».

طبعا المهمة صعبة، ولکن یبدو أن العالم الغربی، خاصة الأوروبیین، بات أکثر اقتناعا بضرورة تغییر النظام. وهی إشارة لاحت مع بدء بلجیکا محاکمة دبلوماسی تابع لنظام رجال الدین، وشرکائه الثلاثة، بتهمة التخطیط الإرهابی لقصف التجمع الإیرانی المعارض فی فیلبنت، فی یونیو (حزیران) 2018، ویعد الأمر تطورا إیجابیا للمعارضة الإیرانیة. أوروبا لم تعد تهتم کثیرا للتهدید الإرهابی الذی یمکن أن یشکله النظام الإیرانی. فأی عمل إجرامی من قبل النظام الإیرانی سیزید من عزلتها، وهی التی تسعی إلی تفادی إعادة العقوبات الأممیة علیها.
تتمنی رجوی محاکمة خامنئی وروحانی وظریف ووزیر المخابرات محمود علوی. تقول رجوی إن هذا أمر لا غنی عنه لوقف إرهاب الملالی الجامح. وحثت جمیع الحکومات والمجتمعات الدولیة علی الوقوف إلی جانب شعب إیران فی مواجهة أکبر تهدید للسلم والأمن العالمیین.
النظام الإیرانی فی مأزق کبیر. من الانهیار المالی إلی الانهیار الأمنی والعسکری إلی الانهیار الاجتماعی والاقتصادی. شعور رجوی بفرصة الإطاحة بالنظام صحیحة، ولکن علیها ومجلسها أن یکثفوا من مجهودهم وأن یفضحوا إجرام النظام وأن لا یملّوا. صحیح أن للحریة ثمناً. ولکن تستطیع رجوی أن تفتخر بوجود شابات وشبان إیرانیین مستعدین للقتال من أجل تلک الحریة. وهذا بحد ذاته الخطوة الأولی فی الإطاحة بالنظام، وأول مسمار فی نعشه.

https://bit.ly/33kUPCX

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید