21 سبتمبر 2016

رسالة مريم رجوي بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2016-2017

Catégories // الرسائل // المواقف

رسالة مريم رجوي بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2016-2017

أتمنى لكم أن تكون في العام الدراسي الجديد جهودكم القيمة للتعلم أو التعليم مقرونة بمزيد من العزم الجازم لنيل الحرية والمقاومة.
مع بدء العام الدراسي الجديد، سيذوب جمود الصمت والخوف الذي فرضه الملالي الرجعيون وحراس الجهل والظلم الحاكمون في ايران بفعل تحمسكم الجماعي وروحياتكم الباحثة عن الحداثة والتجدد وأنتم تبدأون يدا بيد في الأزقة والشوارع والمدارس والكليات أنشط وأحر جهد وتحرك جماعي.
لنتذكر خيرا اولئك الفتيات والفتيان من طلاب المدارس والجامعات الذين كانوا روادا وطلائع في المقاومة وهم يدرسون في مدارسكم وكلياتكم وهم كانوا دوما في الصف الأول من الاحتجاجات والانتفاضات أمام الرجعيين والطغاة.
وكان خميني يظن أنه وبارتكاب حملة اعدامات في ثمانينات القرن الماضي ومجزرة 1988 يستطيع ضمان بقاء نظامه ولكن من العجب أن في بداية العام الدراسي نرى غليان دماء الشهداء الطاهرة وحملة المقاضاة خاصة بعد نشر الوثيقة الصوتية للسيد منتظري الذي هز المجتمع الايراني وها نحن نسمع الآن من جديد صوتهم ورسالتهم بأن: الدرس الأول في كل صف وفي كل مدرسة وكلية هو درس الحرية.
يا أبنائي صناع مستقبل ايران،
أيها المعلمون والاساتذة الأكارم!
يبدأ العام الدراسي هذا العام في وقت نرى فيه الأزمة والتوجس سائدين في النظام التعليمي للبلاد أكثر من أي قطاع آخر.
نشهد في المدارس فوضى متصاعدة وفقرا وذبولا يعاني منه الأطفال والأحداث وعدم المساواة في منتهى الدرجة وهبوطا في المنسوب الدراسي وأجواء تعليمية ضيقة وخانقة ومعلمين طافح كيل صبرهم.
وفي الجامعات نرى هذا الوضع على شكل تدني مستوى التحصيل العلمي وركود واحباط لمستقبل الحاضنات التعليمية وحرمان الطلاب والأساتذة.
ومقابل 13 مليون طالب مدرسي ايران يتوجهون الى المدارس، هناك 4 ملايين طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 6و14 عاما لم يصلوا الى مقاعد دراسية. العديد منهم هم أطفال العمل قسم منهم أوليائهم مدمنون أو فقراء للغاية وعدد آخر منهم حتى يفقدون الجنسية.
قلة المساحات التعليمية هو من أهم معضلات التعليم والتربية. ماعدا قسم محدود من المدارس، فان فقدان امكانات التربية البدنية وامكانات النزهة هو القاسم المشترك لكل المدارس. مدارس البنات ومدارس المناطق المحرومة لاسيما في محافظات سيستان وبلوتشستان وهرمزغان وأذربايجان الغربية قائمة في مساحات ضيقة ومحدودة بعيدة كل البعد عن معايير التعليم والصحة.
32 ألف مدرسة أي ثلث مدارس البلاد هي مدارس متهالكة تفتقر الى وسائل السلامة والأمان تتطلب الهدم واعادة اعمارها. في طهران هناك قرابة 17 ألف صف دراسي تنتظر دورها للتصليح. ولكن بالنظر الى المحدودية في موازنة الدولة تتوقع سلطات النظام أن اعادة اعمار مدارس العاصمة تحتاج الى 32 عاما. كما ان تحديث المدارس في كل البلاد وبالتخصيصات الحالية يحتاج الى نصف قرن من الوقت.
الملالي يستنزفون عوائد وثروات البلاد في نفقات قوات الحرس واثارة الحروب والقتل في سوريا والعراق. وفي المقابل يرغمون العوائل الفقيرة التي لا تتمكن حتى من توفير لقمة عيش لأنفسها على دفع جزء من نفقات المدارس.
الواقع الحاسم الآخر هو القمع والخناق الحاكم واقفال الفضاء الفكري والسياسي بالكامل والمعاملة القسرية في التعاليم ومناهج التدريس والتعامل مع الطلاب.
ان تفشي الكآبة والمشاكل النفسية وفقدان النشاط والحيوية والبهجة هو من آثار هذا الخناق. اضافة الى الجوع وسوء التعذية ومشاكل جسمية يعاني منها طلاب المدارس بقامات نحيفة كلها تعكس النتائج المخيفة لعدم المساواة والتعسف والضغوط الاقتصادية والسياسية المفروضة على المجتمع الايراني مما أصابت نتائجها الاطفال أكثر من الشرائح الأخرى.
وحسب التقييم الرسمي هناك واحد بالمئة من طلاب المدارس البالغ عددهم 13 مليون هم مدمنون. ونسبة طلاب الجامعات المدمنين تبلغ 206 بالمئة. لذلك وحسب الاحصائيات الحكومية التي هي عادة أقل من الواقع، هناك ما مجمله أكثر من 250 ألف مدمن من طلاب المدارس والجامعات.
يا ترى ماذا حصل بالمجتمع الايراني؟ أي طاعون وأية بلية وأية حرب مدمرة حصلت حيث أصبح كل شيء ذابلا ونحيفا وخامدا؟ انها بلية ولاية الفقيه التي تعيث فسادا وتهلك الحرث والنسل الايراني كلما طال حكمها.
مع ذلك فان النظام الحاكم لم يكن نظاما مرتاح البال من جيل الشباب والمراهقين ومن المعلمين المنتفضين ومن المدارس التي يمكن أن تكون كل واحدة منها مركزا للاحتجاج والعصيان. ولهذا السبب تم تطبيق خطة تعيين ملالي في كل مدارس البلاد. وهذا العام يفرض أكثر من 20 ألف ملا أنفسهم على مدارس عموم البلاد ليحاولوا لتشديد الخناق ونشر الاباطيل الرجعية تحت اسم الاسلام.
ومن حسن الحظ ان أخواتنا واخواننا المعلمين واصلوا في العام الدراسي الماضي احتجاجاتهم واضراباتهم المثيرة للاعجاب. انهم تحدوا السياسات الرجعية والقمعية لولاية الفقيه في التعليم والتربية ورفعوا راية المطالبة بالحق في مختلف المدن، مصرين على اطلاق سراح المعلمين المسجونين وطالبوا بالاعتراف بحق التربويين في الاحتجاجات المهنية ورفع عدم المساواة بشأن المعلمين. أحييهم جميعا وأدعو طلاب الجامعات والمدارس وعموم المواطنين الى التضامن والدعم للمطالب الحقة للمعلمين والتربويين الايرانيين الشرفاء.
يا جيل الشباب يا دعاة الحداثة في ايران، ايها التربويون والأكاديميون الأحرار!
ان الأزمة الكبيرة في النظام التعليمي قد جعلت الجامعات والتعليم العالي يصيبها انحطاط يستدعي الأسف. رغم زيادة عدد الجامعات التي جاء قسم أكبر منها مثل الجامعات المسماة بالحرة لجهة الحصول على منافع للملالي النهابين الحاكمين، فان مراكز التعليم العالي قد هبطت علميا.
من جهة أخرى فان تخصيصات التعليم العالي قليلة الى حد لا تتمكن بعض الجامعات من دفع رواتب الاساتذة. وفي العام الجاري تخصيصات أهم جامعات البلاد جامعات طهران وشريف الصناعية وجامعات شيراز واصفهان وتبريز وفردوسي بمدينة مشهد واصفهان الصناعية وامير كبير والعلم والصناعة أقل في المجموع من التخصيصات الحكومية للحوزة المسماة بالعلمية والمؤسسات التي تتاجر بالدين.
فقر الطلاب وتردي فحوى دروس جامعية ومعضلة البطالة الحادة للخريجين تشكل أجزاء أخرى من نتائج انحطاط التعاليم العالي. وحسب تقرير لمصادر حكومية هناك 5.5 مليون خريج جامعي عاطلون عن العمل هم في عداد حوالي 40 مليون من نسمة البلاد غير النشطين.
وفي واقع الأمر قد وصل هذا النظام التعليم الى طريق مسدود وانفرط عقده. انه لهزيمة لا تستطيع ولاية الفقيه الخروج منها ولا تسمح له أولوياته العسكرية والارهابية بذلك.
النظام التعليمي في ايران ومن أجل استئناف النشاط والتقدم الحقيقي، يحتاج الى نفحات الحرية المنعشة قبل كل شيء. وأول خطوة لانقاذ التعليم والتربية والتعليم العالي في ايران يكمن في نبذ الملالي الحاكمين واسقاط حكومة ولاية الفقيه. النضال من أجل الاطاحة بهذا النظام وكما قال قائد المقاومة مسعود: «شكل ويشكل النواة المركزية للحملة الوطنية والقومية ضد هذا النظام».
ان طلاب المدارس والجامعات الشجعان الذين ضحوا بأرواحهم منذ 20 يونيو 1981 ولحد اليوم في مقاومة النظام الحاكم هم يشكلون روادا وطلائع هذا النضال وهم يشكلون القسم الأعظم من الذين اعدموا في مجزرة عام 1988 وهم نهضوا من أجل تحقيق هذه الأمنية الرائعة أي حرية ايران واقامة مجتمع ديمقراطي.
وكما أشرت ان استذكار اولئك الشهداء ودربهم ، قد استنهض مجتمعنا اليوم أكثر من أي وقت آخر للحملة لمقاضاة المجرمين والغاء عقوبة الاعدامات لمقاضاة المسؤولين عن اعدام أمثال «ريحانة» و قتل أمثال «ندا» و«ستار» و«بهنود» والى شهداء انتفاضة 20 يونيو و 21 اكتوبر في عام 1981 و قتل 30 ألف وردة حمراء في مجزرة 1988…
انها موجة طاقات تنبعث من دماء الشهداء وتربة مقبرة خاوران الطاهرة لكي تدوي صرخة المقاضاة و «لا للاعدام وترويع الملالي» في ايران والعالم وتقدم الجلادين الى طاولة العدالة وتصب كأس سم حقوق الانسان في بلعوم ولاية الفقيه وتجعل لهيب الدعوة للحرية يستعر أكثر فأكثر…
في بداية العام الدارسي أدعو كافة طلاب المدارس والجامعات والمعلمين والأساتذة الأحرار الى المشاركة الأنشط في حملة المقاضاة. ان مكانتكم ومبادراتكم باعتباركم حملة نباريس الوعي في مقدمة هذه الحركة بدءا من أي نشاط ابداعي على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ضد الاعدام ومقاضاة المجرمين في الاعدامات والى أعمال التعرية في المدارس والجامعات وكتابة الشعارات في الأزقة والشوارع وتوعية الناس بخصوص الشهداء والسجناء والى اقامة تجمعات احتجاجية لاعاقة عمليات الاعدام والجلد وكل الأعمال الموهنة والحاطة بالكرامة الانسانية…
وهكذا يفتح طريق تحقيق ايران الغد الحرة على أساس الحرية والديمقراطية والمساواة وفصل الدين عن الدولة واقامة نظام تعليمي متطور.
نظام تعليمي متطور مجان والزامي لكل الايرانيين من أبناء هذا الشعب.
ونظام تعليم عالي قائم على حرية الاكاديمية ونظام رياضي شامل يوفر الشروط لنشاط حر أمام الفتيات والفتيان في المدن والقرى في مختلف الأصعد الرياضية.
نظام تعليمي يوفر الفرصة:
– لعموم المواطنين من طوائف ايران المتنوعة لكي يحتفظوا بهويتهم الثقافية والدينية واللسانية وأن يتكلموا بلسانهم الأم وأن يعملوا ويدرسوا وأن يشيعوا ذلك.
– لطالبات وطلاب المدارس والجامعات من أي طائفة كانوا وبأي عقيدة أو موقع اجتماعي ومالي للتمتع بفرص متكافئة في التعلم والتربية والتعليم العالي وفرص العمل.
– للمعلمين والأساتذة للتمتع بامكانية التدريس والتحقيق بعيدا عن القيود واستعادة شأنهم اللائق اجتماعيا وسياسيا.
– للشباب واليافعين أن يتعلموا ممارسة الحياة الديمقراطية لاسيما قيم المساواة بين المرأة والرجل وأن يكنوا الاحترام المتبادل والتسامح وبثبات الجأش للديانات والعقائد الأخرى وأن يعتمدوا روح التفاني من أجل مصالح المجتمع وأن يكسبوا القدرات اللازمة للمشاركة السياسية.
– وللفنون الجميلة في مختلف فروعها لتأخذ مجالها لتكون من مواد التعليم في المتوسطات والجامعات حتى تزدهر الأجيال وتنتعش.
وها أنتم أيها الشباب الواعون الآحرار في ايران تشكلون طاقة هذا التحول العظيم. ندعو جميعكم الى النضال من أجل اقامة ايران حرة وديمقراطية.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید