30 يونيو 2007

قضية كل أبناء البشر

Catégories // مختارات // نشاطات

قضية كل أبناء البشر

في خضم صولات وجولات النظام الكهنوتي  الذي يعمل وبمنتهى القسوة على ترهيب وإخافة الجميع فإن صمود هذه المقاومة ومجاهدي خلق يبشّر بآفاق مستقبل زاهر، ويوقد مشاعل الأمل في قلوب أبناء شعبنا المضطهد. واضطر حكام إيران إلى إعداد وإخراج مسلسلات تلفزيونية ليواجهوا موجة تعاطف الشباب الإيراني مع هذه المقاومة.

لا شجاعة لهم ليسألوا أنفسهم أين ذهبت كل تلك المزاعم والعروض بأن المقاومة قد انتهت؟ ولا شجاعة لهم أن يعترفوا بأن مؤامراتهم قد فشلت وأنهم قد انهزموا.
إنهم يخافون من الاعتراف بأن كل تلك المحاولات لاختلاق ملفات كيدية وإلصاق صنوف التهم بالمقاومة الإيرانية قد فشلت، فبالتالي يلجؤون إلى دعايات هسترية.

ولكن أقول لهم: حتى لو تصيحون وتصرخون ضد هذه المقاومة على مدار الساعة في إذاعاتكم وقنواتكم التلفزيونية وصحافتكم لن تستطيعوا  إنقاذ نظام «ولاية الفقيه» من السقوط.يعرف الجميع أنه ومنذ 4 سنوات وحتى الآن تلقّت حركتنا عاصفة من الضربات السياسية والعسكرية كأنها «تسونامي»، بدءًا من نزع أسلحتها وقصفها الجوي بالقنابل ووصولاً إلى انقلاب 17 حزيران 2003. ولو كانت وجّهت عشر هذه  الضربات فقط إلى نظام ولاية الفقيه لسقط هذا النظام دون أدنى شكّ. ولكن هذه الحركة انبعثت من جديد من صلب الأوضاع المعقدة وأصبحت أقوى حيث تحولت إلى خطر أكبر يهدد نظام الحكم القائم في إيران.

ترى ما هو سر بقاء واستمرارية هذه المقاومة ومجاهدي خلق؟من أين ينبع هذا الصمود؟
وكيف استطاع المجاهدون أن يستعيدوا حياتهم وقوتهم وينبعثوا  مجددًا من آلام وعناء نفوسهم ورماد وجودهم بعد احتراقهم مثل طائر الفينيق، خاصة في الوقت الذي تعرض فيه حتى أقوى الأحزاب في العالم للانشقاق والتمزّق؟. نعم، كيف حافظ  أعضاء هذه المقاومة على وحدة صفوفهم وتلاحمهم وتماسكهم الداخلي في الموقف الراهن؟إن هذا السر يكمن إضافة إلى الفداء والصدق والقيادة الكفوءة في وجود ديمقراطية متطورة في علاقات المجاهدين الداخلية التي قامت على الاختيار بالوعي والحرية لدى كل أعضاء هذه الحركة. إن الانتخاب الحر هو اللبنة الأساسية لما تتسم به هذه الحركة من المحبة والتآلف والتماسك الداخلي وهو الذي بعث فيهم روح الإبداع وتحمل المسؤوليات والصفات والميزات الإنسانية.ولهذا السبب تبشّر هذه الحركة بالاختيار الحر لدى جميع أبناء الشعب الإيراني. فقال مسعود رجوي قائد المقاومة منذ البداية إن المجاهدين جاؤوا ليضحّوا بأنفسهم من أجل توفير ظروف الاختيار الحر للشعب الإيراني.
كما وإن هذا السر يكمن في كونهم قد آمنوا حتى العَظم بحتمية الانتصار، لكنهم لم يكتسبوا دافعهم من الانتصار ولم يمضوا حياتهم في الانتصارات والطرق المعبّدة سلفاً. لو لم يكن الأمر كذلك لما كانوا قط قادرين على الوقوف بوجه غول التطرف.

فالأحرى والأجدر هنا أن أشير إلى كلام باسيوناريا يصف حال المجاهدين أيضًا بكل بلاغة وجمال حيث تقول: «اسردوا لأبنائكم قصة أولئك الذين عبروا البحار والجبال واجتازوا الحدود المحروسة بالحراب وقولوا لهم إنهم وفي الوقت الذي كانت فيه الكلاب المسعورة تلاحقهم لافتراسهم قد بذلوا النفس والنفيس وضحوا بكل ما يملكونه من الحب والبلد والديار والبيت والثروة والآباء والأمهات والأزواج والأشقاء والشقيقات والأولاد… ليقولوا لنا: نحن موجودون هنا من أجل قضيتنا التي هي قضية الإنسانية التقدمية جمعاء».فنحن أيضًا نقول: نعم، نحن موجودون هنا، نعم، إنها قضية نابعة منبعثة من أزكى وأخلص مطالب الشعب الإيراني العادلة قد ضحى من أجلها حتى الآن 120 ألف شهيد من خيرة أبناء إيران وقدوات مثل الأختين العزيزتين «نداء» و«صديقة». إن الذكرى العطرة لأولئك الأبطال ستبقى خالدة في القلوب إلى الأبد.

قضية كل أبناء البشر

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید