29 مارس 2014

كلمة مريم رجوي في احتفالية نوروز للمقاومة الايرانية

Catégories // الاحداث // نشاطات

كلمة مريم رجوي في احتفالية نوروز للمقاومة الايرانية

بسم الله وباسم ايران وباسم الحرية
يا مُقَلبَ‌القُلوب والاَبصار، يا مُدبّر الَليل وَ النَهار، يا مُحَوَل الحُول وَالاَحوال، حَوّل حالنا الي اَحسَن الْحال
يا الهي، حوّل حال الشعب الايراني الى أحسن حال! وأعط لأبناء شعبنا نوروز الإشراق والسعادة واجلب لهم ربيع الحرية والسلطة الشعبية مزدهرا.

هنيئا لكم جميعا حلول عام 1393 الايراني الجديد!
التهنئة لمواطني الأعزاء، في عموم الوطن والتهنئة لجميع الايرانيين في المهجر،
التهنئة الى السجناء السياسيين! التهنئة الى مساندي المقاومة والى مناصري أشرف داخل وخارج ايران، التهنئة لأعضاء المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والتهنئة الى مجاهدي درب الحرية في سجن ليبرتي الصامدين أمام الهجوم والحصار.

بمناسبة حلول العام الجديد تهنئة ميمونة لزعيم المقاومة الايرانية مسعود رجوي الذي يتبادر مع اسمه الى الذهن اليمن والبركة لسنوات وأشهر وأيام نضال رائع وطموح وتاريخي ضد الرجعية.
في مستهل العام الجديد نسأل الله أن يحرر شعبنا المكبل من أغلال الكبت والاضطهاد ونسأل المولى القدير نوروزا لأهلنا ووطننا وحلول ربيع الحرية والحياة في السعادة والمساواة وايران عارية عن الكبت والاعدام والفقر والقمع.
لقد كان عام 1392 (21 آذار/مارس2013 – 20 آذار/ مارس 2014) عام الهزائم المتتالية لنظام ولاية الفقيه وعام مجرة من القفزات والانجازات لمقاومة الشعب الإيراني وسيكون عام 1393 [21 آذار/مارس2014 – 20 آذار/ مارس 2015] الذي بدأناه قبل دقائق عام الانتفاضات وعام بناء ألف اشرف.
وفي الدقائق الأولى بعد نوروز نلقي الضوء في مرآة الربيع على العام الفائت:
كان عاما تبهر فيه مجرات من الصمود والنضال من أجل الحرية ومجرات من الانتصارات العظيمة. فمن جهة نرى قمة مقاومة شامخة مشروعة ومتنامية حافلة بالأماني ومن جهة أخرى نرى مستنقع الباطل الظلامي الفاسد. لقد اراد الملالي امحاء مقاومة الشعب الإيراني وإبادتها لكنهم بدلا عن ذلك رضخوا لتجرع كأس سم سقوط نظامهم. وهكذا ان طليعة الربيع تصدح بنشيد تغيير العالم وترنم الحرية والاشراق وأن عيد نوروز في رؤيتنا هو حفل لتجدد العالم ودليل على حتمية نوروز الحرية. اذن كلما يسد حراس الرث والظلام طريق حلول الربيع وكلما أراقوا الدماء واضطهدوا كلما فتح عيدنا الكبير طريقه الى الأمام وسينكسر هذا السد وستنهار قلعة الظلم وستتحرر ايران.
في هذا الربيع الجذاب ستنجلي القصائد
من المياه ومن الأحلام
ومن خلال العواصف والذكريات
تـُسمع أصوات مئات الآلاف
تـُسمع من بين هذا الحجم الهائل من الصمت
صوت من اعتلى على منصة الاعدام
الذي تغنى:
بأغنية التحسر وآلام الأمهات
أغنية شباب مئات الشباب
أغنية البراعم.
أيها المواطنون الأعزاء!
على طول عام 1392 قام العمال والطلاب وغيرهم من طبقات الشعب الذي ضاق ذرعا باحتجاجات واضرابات واغلاق الطرق والشوارع أو التحشد أمام المؤسسات الحكومية.
واظهرت مظاهرات مواطنينا البختياريين وانتفاضتهم في كل من خوزستان وكهكيلويه وبوير احمد واصفهان، والانتفاضة الشجاعة للدراويش عشية العام الجديد وتحركات ونشاطات الاربعاء الاخير من العام، اظهرت عناقيد الغضب والعصيان العاصفي الكامن في المجتمع الايراني أي أن كل ما قام به خامنئي بعد انتفاضات 2009 لتكميم الأفواه وقطع الألسن باء بالفشل وهذا يعني لا يمكن ازالة مشاعر التحمس والحب الجياش لشعب مكبل. وهذا التحمس الجياش سيحقق الحرية والسعد بدلا من شؤم وشقاء ولاية الفقيه.
لم يفت نظام ولاية الفقيه في العام الماضي أي عمل الا وأن جربه للاجهاز على المقاومة الايرانية ولم يكن سبيل الا وأن سلكه لايقاف حركة الحرية في ايران.
ولكن في نقيض منه فان المقاومة الايرانية لم تفته لحظة للوقوف بوجه هذا النظام الا وأن تغلبت فيها على الضعف والاستسلام والخنوع ولم يمر وقت الا وأن سرّت المقاومة الايرانية بتضحياتها وصمودها قلوب وعيون شعب تواق للحرية.
وخلال العام المنصرم، مقابل المجزرة العامة بحق الإنسانية في أشرف، وخلافا لما كان يريده العدو حصلت المقاومة الإيرانية على ضمان بقائها وارتفع كعب مصداقية أشرف والأشرفيين ومكانتهم وشعبيتهم والمقاومة الإيرانية قاطبة. ان بشاعة الغدر وتفاني الابطال الأشرفيين المضرجين بدمائهم هزت إيران والمنطقة والعالم ورأى خاصة الشعب الا يراني مرة أخرى وأدرك من هم الذين وقفوا على عهدهم بالحرية وأين يرى خامنئي وأذناب خميني الخطر الداهم لنظامهم المشؤوم كما رأى الايرانيون والعالم أين ينبض قلب المقاومة بوجه الاستبداد الديني. وأين يكمن علاج التطرف. وحسب قول مسعود رجوی زعيم المقاومة : «أشرف كان ملحمة خالدة لتاريخ ايران المعاصر والآن قد أصبح ملحمة خالدة لتاريخ ايران وشعوب العالم».
ان مجاهدي درب الحرية ومقابل عدة عمليات القصف بالصواريخ التي استهدفت ليبرتي، عززوا متانتهم وصلابتهم لتبلغ أعلى قممها . المقاومة الايرانية تضرجت بالدماء مرات ومرات الا أنها وقفت صامدة وقوية وآصبحت محط أمل وبعث تاريخي للعزم وارادة الشعب الايراني من أجل نيل الحرية.
الحقيقة أن المقاومة الايرانية وجدت مغزى الربيع وهو الازدهار والنمو والانبهار في أحلك الليالي وأشد أيام الشتاء عزا وزادت من عزمها في النضال في مواجهة الشقاء والقسوة و وجدت في حراجة الموقف وتلاطم الأحداث والخطوب وفي معمعة الهجمات والمؤامرات الطريق الدالة في عدم الاستسلام والنضال.
نعم. انه مغزى انجازاتنا خلال العام المنصرم كما انه معيارومؤشر لتقدمنا خلال العام الجديد: خوض المعركة والمقاومة والتعهد والعزيمة مائة مرة من أجل اسقاط الملالي وتحقيق الحرية للشعب الايراني. وهذه الوقفة هي التي قد دحرت مخططات خامنئي ومنفذيها من المالكي و أمثال كوبلر لتفتيت المقاومة والقضاء عليها وأحبطت المؤامرات والمخططات الكبيرة الموجهة من قبل رأس النظام الرجعي ومخابراته سيئة الصيت ضد قائد المقاومة الايرانية مسعود رجوي وذلك بالاعتماد على الدعم والمحبة التي يبديها مواطنوننا.
الاضراب الفريد الذي خاضه المجاهدون في ليبرتي ومناصرو أشرف وأنصار المقاومة في اوربا وأمريكا وكندا واستراليا على مدى 108 أيام آصبح مدعاة للفخر والاستحسان للايرانيين الذين رأوا بأنه في مضمار الالتزام بقضية الحرية فان تفاني أعضاء المقاومة لا يتوقف عند حد.
كما ان مقاومة الشعب الايراني أثبتت أيضا في التحرك الضخم الذي تمثل في التجمعات والمؤتمرات التي اقيمت خلال الشهرين المنصرمين من قبل مئات الجمعيات والتنظيمات للمتخصصين والخريجيين وأصحاب المهن المختلفة توسيع وتنامي المقاومة الشعبية من أجل الخلاص من الاستبداد الديني في كل العالم. كما اتسعت وتنامت الحركة الدولية المدافعة عن المقاومة الايرانية التي ينضوي تحتها آلاف النواب في البرلمانات في اروبا وكندا والشرق الاوسط وأمريكا واستراليا وامتد نطاقها بشكل غير مسبوق.
يمكن المشاهدة وبلمس اليد أن عظمة صمود الشعب الايراني ومعركة مجاهدي درب الحرية قد سجلت عام 1392 الايراني باسمها وسطرت أروع نوروز في انطلاقة عام 1393. نعم الربيع الكبير ونوروز المنتصر وعيد الحرية على الأبواب لأن أنبل أبناء الشعب الايراني قد مهدوا لذلك قلبا وقالبا وهم عازمون العقد أن يرسموا خارطة جديدة.
أجل، لقد نهض من أجل تحقيق ذلك مجاهدون حققوا الربيع والوحدة الانسانية داخل أنفسهم وفي شملهم. وأن قوة صمودهم نابعة من ذلك: تقبل المسؤولية اللاحدود لها والتعهد المحتسب لله ليس فقط في الشؤون التنفيذية والسياسية وانما في اعتلاء أواصر العلاقات الجماعية . ان مجاهدي درب الحرية أثبتوا أنهم وبالاستلهام من قائدهم ومعلمهم قد زادوا من طاقتهم القيادية في أشد الظروف حراجة وذلك من خلال تعزيز العلاقات الجماعية وترجموا ذلك على أرض الواقع. انهم اجتازوا الخطوب والأحداث الهائلة التي مرت بهم في العام الماضي وانهم سيبدأون العام الجديد مظفرين وموفقين بعزمهم لمعركة بمئات الأضعاف.
أيها المواطنون الأعزاء !
لقد ثبت في تلاطم الأحداث الكبيرة التي مرت على مدى العام المنصرم بحركة المقاومة الايرانية أنها هي الند والبديل الرئيسي في كل الظروف والأحوال لنظام ولاية الفقيه وكذلك هي الهاجس الرئيسي والدائم للملالي وأن مضمار النضال بين المقاومة والنظام الحاكم هو الجبهة الرئيسة للمعركة من أجل الحرية.
انظروا الى ما قاله خلال الأشهر المنصرمة الملالي الحاكمون وقادة قوات الحرس والمتحدثون باسم النظام ووسائل الاعلام الرئيسة التابعة له بشأن مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية :
– يقولون ان مجاهدي خلق هي التهديد والقوة المنافسة للنظام في العالم الاسلامي وأن هذه الحركة تلعب الدور الأول في علاقات الملالي مع الحكومة العراقية.
– يؤكدون أن كل ما يمر بهم من عقوبات وخفض التعاملات العالمية مع النظام هو ناجم عن نشاطات مجاهدي خلق.
– يذكرون أن الحكومة الايرانية قد أعلنت مرارا و تكرارا أنهم يعتبرون مجاهدي خلق الخط الأحمر لهم وأن أي بلد يستقبلهم فعليه أن ينتظر عواقب ذلك واننا سنعيد النظر في علاقاتنا مع تلك البلدان المستقبلة لهم.
– الملالي يصرخون بوجه اوربا وأمريكا أن مجاهدي خلق هي أحد الشواخص والمعايير الأساسية لتقييم مدى صدقية اوربا وأمريكا. نعم هذا هو العامل الرئيسي لهواجس الملالي الدائمية. انهم في مضايقة شديدة من تأثير صمود مجاهدي درب الحرية على المجتمع الايراني. انهم يخافون من حركة هي مصدر الهام للنساء والشباب في النضال من أجل نيل الحرية والمساواة.
ان تطورات عام 1392 اثبتت وأكدت بانه مقابل الصمود والمقاومة للشعب الإيراني، فان سم الهزيمة قد سرى في عروق جسد نظام ولاية الفقيه: لقد انهزم خامنئي في مهزلة الانتخابات الرئاسية. انها هزيمة للنظام برمته حيث ليس قادرا على حفظ توازنه بدون التوحد والانكماش الكامل. نظام ولاية الفقيه فشل في المشروع النووي اي اكبر مشروع سياسي وستراتيجي ومشروع اكثر تكلفة للنظام خلال 25 عاما مضت ورضخ على مضض لاتفاقية جنيف، كما فشل نظام الملالي في كبح جماح تصعيد الاوضاع في العراق لصالح الحكومة التابعة له في العراق التي تواجه الآن انتفاضة ومقاومة مسلحة لأهالي محافظة الأنبار، كما أن الملالي فشلوا في التغلب على الانهيار الاقتصادي الذي عصف بالبلاد. وقال قائد قوات الحرس التابعة لولاية الفقيه في الآوانة الاخيرة: «ان بلدنا متأزم واننا نواجه أزمة». بدوره قال رفسنجاني: «اننا فقدنا مواردنا الأساسية». وزير خارجية الملالي يقول: «ان أرصدة النظام الاستراتجية قد نفدت».
نعم. هذا هو جزء من الواقع: التأزم والانهيار وسقوط أوفى مؤسسات الحكم ونفاد البنية الاستراتيجية. أضفوا الى ذلك الاستعداد الشعبي لتغيير أساسي مع وجود بديل ديمقراطي وحركة منظمة – التي يعترف العدو بها بألف حالة -. وهذا هو معنى مرحلة سقوط نظام ولاية الفقيه وهذا هو المسألة الحقيقية للمشهد الايراني أي مسألة معركة تحريرية ستسطر ربيع الحرية في البلاد.
نستذكر شهداء وأبطال أشرف وجميع السجناء السياسيين الشهداء والمقاومين ونحن نبدأ العام الجديد بالنضال من أجل الحرية. يا ترى أي شتاء لم يغلب عليه الربيع حتى يستطيع الظلام والتجمد في نظام ولاية الفقيه أن يدوم. نعم جيش الحرية وجيش الربيع سيحل وسيبدد غيوم الظلام لكي تشرق شمس نوروز وشمس الحرية في ربوع ايران في كل بيوتها وأزقتها ومدنها.

أيها المواطنون الأعزاء!
الظلام والصفرة والرثاثة لولاية الفقيه واجلبوا البهجة والحماس لأنفسكم وابتهجوا وافرحوا كلما أمكن وانهضوا من أجل فرحة العيد.
الى أي مدى تسيل الدماء من هذا العرش والاكليل الآيل للسقوط؟
فدمروا هذا العرش واقلبوه!
رغم أن الملالي وبما يتعلق الأمر بهم قد حولوا عام 1392 الايراني الى عام الاعدامات والقمع و الفقر لأبناء شعبنا ولكنكم أنتم المواطنون المضطهدون والمنكوبون بالفقر في كل المدن والقرى بامكانكم أن تنهضوا بالفرحة واحتفالية العيد بكل امكان وفي كل حال.
وأنتم أيها السجناء السياسيون في ايفين وكوهردشت وجميع السجناء في ايران ومثل كل سنة احتفلوا بالعيد في كل الأقفاص أو زنزاناتكم الانفرادية واحتفلوا بهزيمة الملالي. وأنتم يا عوائل ضحايا مجزرة عام 1988 وجميع شهداء درب الحرية احتفلوا على قبور وأضرحة أبنائكم في مقبرة «خاوران» وغيرها من المقابر في أرجاء ايران واستذكروا اولئك الأبطال وقولوا لهم ان دربهم حافل بالسالكين أكثر من أي وقت آخر وأنتم أيها الايرانيون في المهجر ورغم الغربة والنفي أشعلوا نباريس الأمل في احتفالية نوروز.
وفي سجن ليبرتي معقل أبطال وأشاوس الشعب الايراني أنتم أيها المجاهدون في خنادق الحرية ورغم الحصار الغذائي والدوائي ورغم الانذارات المتكررة للقصف الصاروخي من جانب العدو احتفلوا بكل ما كان بوسعكم بنوروز هذا العام أكثر من أي عام مضى واحتفلوا بالربيع أكثر ابتهاجا وانشروا رسالة الحيوية وروح النضال والصمود والانتصار في كل المجتمع الايراني.
وفي مستهل العام الجديد نؤكد ونصّر على عهدنا والتزامنا الكبيرين اي التزام باسقاط نظام الولي الفقيه برمته وتحرير ايران.
حان عيد نوروز ليكن كل يوم لنا يوما جديدا
ولتسعد أيامنا
وليتسع نضالنا على نطاق العالم وليحترق العدو
وليظفر وينتصر الصمود
وليحل النهار محل ليل ايران
وليحل النهار محل ليل ايران
هنيئا لكم جميعا بعيد نوروز!

كلمة مريم رجوي في احتفالية نوروز للمقاومة الايرانية

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید