29 أبريل 2017

مقتطفات من مقابلة مجلة «ويمن سايد» الفرنسية مع مريم رجوي، مريم رجوي- إيران حديثة؟

Catégories // المقابلات // نشاطات

مقتطفات من مقابلة مجلة «ويمن سايد» الفرنسية مع مريم رجوي، مريم رجوي- إيران حديثة؟

كيف وضع النساء اليوم في إيران؟
في صورة عامة، واقع حال النساء في إيران اليوم هو: طاقة متراكمة محبوسة أو نابض مضغوط ينتظر بفارغ الصبر الوثوب والتمدد، الا أن جدار ولاية الفقيه المبني من الرصاص قد عرقل انطلاقها.
في عالمنا اليوم، إيران بلد يحكمه واحد من أكثر الأنظمة التعسفية همجية ضد النساء. لأن الملالي ومنذ اليوم الأول من حكمهم فرضوا مختلف الإجبارات على المرأة واستهدفوها بالقمع والتمييز الممنهج.
إقتصاديًا، هناك 45 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم 80 مليون نسمة هم سكان غير نشطين. وقرابة 90 بالمئة من هؤلاء غير النشطين اقتصاديًا تشكلها النساء. الواقع أن المرأة هي ضحية الركود الاقتصادي العميق الذي ضرب البلاد منذ عام 2008. كما ان ثُمنًا من 24 مليون من الأسر الإيرانية يتم إعالتها من قبل النساء وكلها تعيش في فقر مؤلم.
خلال العقد الماضي فقدت عشرات الآلاف من النساء عملهن وانحصرت المشاركة الإقتصادية للنساء في إيران فقط في 14 بالمئة. نسبة البطالة لدى النساء ضعف الرجال. بيع الرضّع أصبح وسيلة لكسب لقمة العيش لدى النساء البائسات. في طهران هناك شوارع وعددها ليس قليلا نصبت فيها إعلانات لبيع الرضع. كما ان عدد النساء اللاتي يفترشن الكراتين للنوم ليلا في طهران فقط 5 آلاف ويزداد عدد النساء في الشوارع كل عام.
ومن حيث القوانين، نُظم القانون المدني للملالي على أساس التمييز بين الرجل والمرأة، فالمرأة لا يحق لها أن تصبح رئيسا للجمهورية أو قائدًا أو قاضيًا. كما انها محرومة من كثير من مزاولة المشاغل الأخرى. حصة المرأة من الإرث هي نصف حصة الرجل واعتبار شهادتها في المحكمة هي نصف شهادة الرجل وفي بعض المرافعات لا يعتد أساسا بشهادة المرأة وحتى دية المرأة المقتولة نصف دية الرجل حسب قانون الملالي.
وفي قانون الجزاء لدى الملالي فان الحقوق والقيمة الانسانية للمرأة هي نصف حقوق الرجل مما فتح الباب على العنف وقتل النساء منها ما يُعرف بجرائم الشرف. وقال أحد الملالي الكبار للنظام «مكارم شيرازي» قبل مدة بكل وقاحة «في بعض النساء توجد حالة من ”المازوخية“ تحتدم في بعض الأحيان لأسباب ما، في هذه الحالات المتأزمة والإستثنائية فان ضرب المرأة ضربًا خفيفًا جائز لما له من التأثير عليها نفسيًا».
ان أحكام شريعة الملالي، قد أشاعت الثقافة الذكورية بتقاليد تافهة مثل تعدد الزوجات، والمتعة بشكل واسع. وفي قوانين الملالي هناك تساهل سافر فيما يخص اغتصاب النساء، فمحاكم النظام لا تعير اهتمامًا بالغًا لمظالم ضحيات الإغتصاب وأن النساء اللاتي يدافعن عن أنفسهن أمام هذا النوع من العنف، يتم إعدامهن مثل ما دافعت ريحانة جباري الشابة التي أعدمت في عام 2015 في طهران شنقًا.
في الأسرة، على المرأة أن تكون تابعة لزوجها، فهي محرومة من حق الطلاق واذا افترقا فلا يحق لها رعاية الطفل. كما ان ممارسة حق الملكية والسفر والخروج من البيت وحتى أداء بعض العبادات مرهونة بقرار وإرادة الرجل.
في سبتمبر 2016 أعلن خامنئي في بيان ان دور المرأة هو ربة البيت ودور الرجل هو الأبوة ودور اقتصادي. كما انه دعا الى تعزيز سياسات الحكومة لزيادة إنجاب الأطفال.
إن السلوك المحوري لهذا النظام لقمع المرأة وتحقيرها، يتبلور في فرض الحجاب القسري. ولتنفيذ هذا القانون انهم خلقوا جوًا في البلاد بحيث تشعر المرأة الإيرانية دومًا بعدم الأمن. لأنّ هناك عملية سيطرة ورصد دائمة تطارد النساء باستمرار لمحاسبتها واعتقالها وتحقيرها ومعاقبتها. في عام 2016 قال قائد قوى الأمن الداخلي: «يتم اعتقال 2000 امرأة كمعدل يومي بسبب عدم احترام ما فرضوه من حجاب قسري. وهناك 20 مؤسسة رسمية تنشط لفرض الحجاب قسرًا».

هل من الصحيح أن هذا النظام مقارع للمرأة؟
نعم، ويجب أن أوضح سبب ذلك. الشعب الإيراني أسقطوا الدكتاتورية الملكية في عام 1979 لنيل الحرية والديمقراطية. في ذلك الوقت تمكن خميني من استغلال غياب الحركات التحررية والأحزاب الديمقراطية التي قُمعت لفترة طويلة من أجواء الكبت الذي فرضها الشاه، فسرق قيادة الثورة. كان خميني رجلًا رجعيًا مستبدًا. لذلك كان عمله الأساسي منذ استلامه السلطة رفض الطلبات الديمقراطية في المجتمع. غير أن هذه الطلبات كانت تمثلها النساء أكثر من الطبقات الأخرى حيث شاركوا بالملايين في ثورة عام 1979. النساء أصبحن واعيات ولم يعدن يتحملن الإجحاف والتحقير. فيما كان الإستبداد الديني الذي فرضه خميني، يريد تكبيل كل المجتمع بقمع النساء.
الإدعاء بتنفيذ قوانين الاسلام ليس هو السبب الحقيقي لمقارعة النساء. انهم يقدمون الإسلام دينًا يروّج عدم المساواة والإجبار ودين القمع واستغلال المرأة كأنّ الإسلام جاء للحفاظ على الثقافة الذكورية وتعزيزها. فيما هذه هي صورة مقلوبة تمامًا للاسلام. في حين يقدم القرآن والإسلام المرأة والرجل سواسية ويرفضان الإجبار والإكراه في الدين. فالإسلام اتخذ خطوات كبيرة في السنوات الأولى من رسالته لإحقاق الحقوق الإجتماعية والإقتصادية للمرأة حيث كانت ثورة كبيرة في حينها قبل 14 قرنًا. فجوهر هذه الخطوات كان يتجه نحو المساواة.

في بلد يحكمه نظام ديني وبهذه النظرة تجاه المرأة، كيف أصبحت امرأة على رأس المعارضة؟
موقع النساء تحت الإستبداد الديني الحاكم اليوم في إيران لا يتناسب إطلاقا مع المكانة اللائقة للمرأة الإيرانية ومستوى الوعي والتطور الفكري والنضال لها. النساء الإيرانيات ومن أجل نيل الحرية والمساواة بدأن النضال قبل الثورة الدستورية في إيران بعدة عقود. جهود النساء الإيرانيات خلال هذا التاريخ الطويل لازمها التحمس والعمل الدؤوب. فظهرت وجوه كبيرة ومعروفة من النساء في ميادين الشعر والأدب والتعليم والفروع العلمية وهن حاولن إثبات هوية جديدة للمرأة الإيرانية المتمثلة بالحرية والخلاص وعنصر مختار. وكانت أكثر الجهود تضحية لنساء انخرطن في صفوف النضال ضد الدكتاتورية. انهن ناضلن من أجل تحرير شعبهن وكذلك من أجل رسم هوية جديدة للمرأة الإيرانية التي تريد أن تكون مستقلة وحرّة وأن تقرر مصيرها وتلعب دورًا في تقرير مصير بلدها. في النضال ضد الإستبداد الديني للملالي الذي هو أحد أكثر الأنظمة الدكتاتورية همجية في تاريخ إيران، لعبت النساء الإيرانيات دورًا رياديًا وحاسمًا في معتقلات التعذيب وفي ساحات الإعدام وهن شاركن في الصفوف الأمامية للانتفاضات وفي الحركة المنظمة للمقاومة.
أن نرى الواقع اليوم أن نساء إيرانيات يتولين اليوم مسؤولية قيادية وفي مختلف مستويات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأن أكثر من نصفهن من أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، هو حصيلة هذه التضحيات وهذه المبادرات الريادية. الواقع أن المرأة الإيرانية قد اكتسبت وأثبتت جدارتها بعد مخاض عسير وفترة طويلة وفي مسار شائك للغاية من نضال صعب ومشوار مستمر.
منذ سنوات وأنا أعلنت باسم المقاومة الإيرانية، مشاركة نشطة ومتكافئة للنساء في القيادة السياسية أحد أهم المواد في برنامج المقاومة لإيران الغد الحرة. برأينا فان قيادة النساء ليست أحلامًا أو شعارًا جميلًا، وانما حقيقة في متناول اليد. لأنها مسنودة برصيد زاخر من نضال صعب لنساء حققن جدارتهن ضد هذا النظام.

اذا لا يتم اتخاذ أي خطوة لتحرير النساء في إيران، ما هي توصيتكم؟
انه لصحيح أن نستنتج أنه لا يمكن التوقع في ظل حكم الملالي اتخاذ أبسط خطوة لإحقاق حقوق النساء وحريتهن. كون مقارعة النساء هي من الخصائص الذاتية للدكتاتورية الدينية الحاكمة واذا أرادت أن تتخلى عن ممارسة القمع والتمييز ضد النساء، فهذا بمعنى نفي الذات. الواقع أن هذا النظام لا يتحمل الإعتدال. وهذه الحقيقة يثبتها سجل هذا النظام منذ 4 عقود، بعد ما ظهر في ثلاث ولايات مختلفة ملالي ادعوا الاعتدال مرة رفسنجاني وتارة خاتمي والآن روحاني. ولكن عمليًا ثبت أنه لا مهمة لهم سوى إطالة عمر النظام ولا يبتعدون أدنى مسافة عن السياسات القمعية للنساء. وكان رفسنجاني يقول إن دماغ المرأة أصغر. كما في ولاية الرئيس الحالي للنظام تم إعدام نحو 70 امرأة لحد الآن.

هل تريدين أن تكوني رئيسة للجمهورية في إيران؟ واذا كان الجواب ايجابيا إلى متى؟
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يتألف من حركات وشخصيات برؤى واتجاهات سياسية مختلفة وطوائف إيرانية متنوعة، والذي يمثل البديل الديمقراطي للاستبداد الديني، قد انتخبني كرئيس للجمهورية في فترة انتقالية للسلطة بعد إسقاط النظام. انها لمهمة لفترة محدودة تنتهي بعد تشكيل المجلس التأسيسي وتبني دستور جديد. والرئيس الإيراني المقبل سيتم انتخابه حسب أصوات الشعب الإيراني في انتخابات حرة.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید