08 مارس 2015

مريم رجوي: نظام الملالي يرى القوة التحررية والمطالبة بالمساواة أهم خطر اجتماعي يهددهم

Catégories // الاحداث // نشاطات

مريم رجوي: نظام الملالي يرى القوة التحررية والمطالبة بالمساواة أهم خطر اجتماعي يهددهم

لان طاقة النساء في الحركة التحررية والمساواة في إيران وسائر نقاط العالم تعد نبراساً لامعاً يضيء درب اولئك الذين يقولون «لا» للديكتاتورية والتخلف والتمييز وهم مصممون في سحب البساط من تحت أقدامهم.
وطالت خلال العام المنصرم تحديات كبيرة حياة ومصير النساء المسلمات والعربيات لاسيما في سوريا والعراق. ولهذا السبب من الضروري أن نستوعب جميعاً حقائق تتعلق بطبيعة التطرف المعادية للمرأة ودور النساء في مواجهتها.
أنا حاولت أن أجيب باختصار خلال مؤتمر يوم أمس على سؤال بأنه ما الحل أمام بلية التطرف؟ واليوم أريد أن أوضح أداء التطرف على أساس التجربة الإيرانية، خاصة وأن أداء المتطرفين في إيران بدأ تكرره المجاميع التي تتبع نفس النهج في دول أخرى.
الحقيقة الأولى الهامة هي أن معاداة المرأة تعتبر احدى السمات الرئيسية للتطرف والديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. وأظهرت خيانة الخميني لثورة الشعب الإيراني وجهها الكريه في أول ذكرى ليوم 8 آذار/ مارس بعد انتصار الثورة ضد الملكية بقمع النساء في شوارع طهران بشعار التحجب القسري و «الحجاب أو القمع» الا أن النساء المجاهدات اللواتي كن أنفسهن متحجبات قد وقفن بجانب النساء بوجه بلطجية الخميني.
ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا أصبحت النساء الإيرانيات معرضات لأكثر أعمال القمع وحشية وأكثرها ازدراء وتمييزاً. إن ممارسة التعذيب وإعدام عشرات الآلاف من النساء المجاهدات والمناضلات ومعظمهن من النساء المسلمات لها أبعاد مثيرة لا نظير لها في العالم المعاصر.
كما وعلى صعيد الحريات المدنية والحقوق الفردية والاجتماعية قد أعاد هذا النظام دائماً مكانة النساء الإيرانيات إلى الوراء بانتهاكه المعاهدات الدولية خاصة معاهدة القضاء على التمييز ضد المرأه. ويشكل تحقير النساء واعتقالهن وضربهن بالسوط لفرض التحجب القسري عليهن جزءا من قوانين هذا النظام.
وفي العام الماضي أكد زعيم النظام الخامنئي أن المساواة بين المرأة والرجل أمرا خاطئا وأضاف قائلا: يجب أن نبتعد جداً عن الأفكار الغربية في أمور مثل الوظيفة والمساواة بين الجنسين. وحسب هذه السياسة تم منع دخول الفتيات إلى أكثر من 70 فرعاً دراسياً في الجامعات حيث تضاعف القيود عليهن مقارنة بما كان عليه سابقا. إلى جانب أنه تم تفعيل سياسات وقوانين متشددة تهدف إلى قبوع النساء في البيت بحيث باتت تغلق أبواب العمل والوظفية بوجه النساء بشكل مستمر. ولهذا السبب قد بقيت حصة النساء من القوة العاملة في إيران بنسبة 16 بالمئة فقط. بينما حسب الاحصائات الحكومية هناك 3 ملايين من النساء الإيرانيات يتحملن مسؤولية الإعالة وتعاني غالبيتهن من الفقر المدقع.
ومن جهة أخرى وحسب أوامر اصدرتها ولاية الفقيه المتخلفة تم تنفيذ خطة بهدف ازدياد النسمة، تم بموجبها تبني قوانين تمنع توظيف الفتيان العزب والفتيات العزباوات ويتم جر الموظفات إلى زيادة الإنجاب بحيث ان أول وأهم أثرعملي لهذا المشروع هو تهميش النساء وجعلهن يقبعن في البيوت.
ان النساء محرومات من معظم الحقوق والحريات العامة وحتى مشاهدة المباريات الرياضية أو الغناء ويتم حذفهن من النشاط الاجتماعي، كما يتعرضن لعملية المراقبة والتجسس حتى في خفايا حياتهن الشخصية.
إن الحقيقة الثانية الهامة هي أن معاداة النساء تشكل محوراً لقمع المجتمع بأكمله وبقاء نظام الملالي الاستبدادي مرتهن بذلك.
وليست معاداة النساء في هذا النظام بسبب التعصب الديني الأعمى أو المحاولة للاحتفاظ بعفاف المجتمع أو الكيان الأسري، وانما الحقيقة هي أن المجتمع الإيراني شهد تفككاً وانهياراً في القيم وكذلك إشاعة الدعارة خلال عهد الملالي. ان معاداة المرأة بذريعة الدين أصبحت ممنهجة ومتواصلة كونها تعمل كأداة حكرية لسلطة ولاية الفقيه. كما تعمل عشرات المؤسسات القمعية للنظام على محور معاداة النساء.
وهذا هو ما يبرر عملية المراقبة الدائمة على المواطنين في الشوارع والشغل الشاغل للدوريات في الشوارع ومؤسسات من أمثال «دائرة المنكرات» أو «شرطة الأمن الاخلاقي» و20مؤسسة شرطوية أخرى.
كما ان مواجهة النساء بذريعة سوء التحجب تعتبر من أكثر الآليات تأثيرا لفرض الخناق على المجتمع واسكات أي صوت معترض من قبل النظام.
وفي الخريف الماضي أظهر الملالي توحشهم وبربريتهم برش الأسيد على رؤوس ووجوه النساء في مدينة اصفهان. إن تكبيل النساء بحجج مايسمى دينية قد أزال أي حدود ووازع أخلاقي لدى الملالي أو بالأحرى تفتح أياديهم للتدخل والمراقبة في كل مكان منها في مجالات التعليم والتربية والإدارة والإنتاج وفي تعيين الموظفين أو طردهم وفي الرقابة الدائمة على تنقلات النساء والشباب في الشوارع وفي اقتحام تعسفي لمنازل المواطنين وفي فرض الرقابة على الكتب والأفلام والمسرحيات والموسيقى وفلترة المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي وفي فتح ملفات كيدية أو اقتحام الحفلات.
ولهذا السبب ان مراقبة الحجاب إكتسبت أهمية قصوى إلى هذا الحد في سياسات وقوانين نظام الملالي. ولهذا يصف الملالي بوضوح السافرات بأنهن يماثلن معادات للثورة.
ولهذا عندما يُمنى النظام بفشل سياسياً ودولياً أو عندما يواجه انتفاضات وعصيانا اجتماعياً يرفع عدد الإعدامات من جهة ويكثف عملية مكافحة سوء التحجب من جهة أخرى.
ووصف رئيس النظام الملا روحاني التحجب القسري بأنه يرتبط بكيان النظام قائلا: «الحجاب هو من أجل أمننا». ويعرف الملالي الحاكمون أنه اذا تخلوا عن التحجب القسري أو أي من قوانينهم وسياساتهم المناهضة للمرأة فان الجهد النسائي سيتفاعل بسرعة وينهض بالمجتمع بأسره.
نعم الاحتفاظ على أمن نظام ولاية الفقيه هو الحقيقة الثانية الهامة في ما يتعلق بإدراك أسباب معاداة نظام الملالي للمرأة.
وأما الحقيقة الثالثة الهامة فهي أن نظام الملالي يرى القوة التحررية والمطالبة بالمساواة أهم خطر اجتماعي يهددهم بحيث هذا هو أحد أهم أسباب حقد الملالي تجاه النساء. فيجب ان أذكر أنه ما حدث خلال ثورة جماهير الشعب الإيراني في عام 1979 ضد ديكتاتورية الشاه كان يشبه الربيع العربي والانتفاضات التي جرت خلال السنوات الأخيرة في الشرق الاوسط ضد الطغاة والفساد.
وفي هذه الأثناء ان النساء اللواتي كن معرضات للتمييز والتحقير تاريخياً كان ولايزال لديهن أكثر وأعمق المطالبات جذرية تتمثل في المساواة والخلاص خاصة وأننا نعيش في عهد أصبح تحقيق التقدم الواقعي للمجتمع بالمساواة بين المرأة والرجل أمراً متيسراً. لذلك ان طلبات النساء وصمودهن يشكلان أقوى تهديد للنظام. ولهذا السبب فان الفاشية الدينية الحاكمة في إيران حطمت الرقم القياسي بشكل لا نظير لها في قتل النساء السياسيات في تاريخ العالم المعاصر.
خلال العام الأول لانطلاق المقاومة أي قبل ثلاثة عقود كان عدد السجينات يصل إلى الآلاف.
وبعد ذلك قام الملالي بارتكاب أي جريمة تفوق التصور ضد النساء الا ان المرأة الإيرانية لم تستسلم. وهذا هو أهم وأكثر حصيلة تبعث على الاعتزاز في تحدي المرأة الإيرانية نظام ولاية الفقيه.
نعم ان القمع متواصل الا أن الملالي قد باءوا بالفشل في فرض نهجهم الرجعي المتخلف على المرأة الإيرانية.
ولاتزال تنفذ قوانين التحجب القسري الا أن المرأة الإيرانية تقاوم فرض الملبس القسري عليها حيث يزداد الاشتباك مع قوات القمع يوماً بعد آخر.
وهناك احتقان وكبت عام يسود المجتمع ولكنه لم يتمكن من تخفيف مطالبات النساء وان الطلب الملح للنساء هو ترجمة المبدأ الثابت لتغيير الوضع الموجود أي إسقاط نظام ولاية الفقيه.
حضور ألف امرأْة باسلة في المجلس المركزي لمنظمة مجاهدي خلق في الخطوط الأمامية للنضال بوجه الفاشية الدينية هو خير دليل على دور النساء المفصلي وتحملهن المسؤولية ونبالة النساء في المجتمع الإيراني وذلك يعتبر بالضبط على عكس هذا النظام الذي يريد دائما تحقير واقصاء النساء. دور النساء في حركة المقاومة خاصة في أشرف وليبرتي كان ولايزال الساحة الحاسمة للمواجهة بين النساء الإيرانيات وهذا النظام المقارع للمرأة والمعادي للاإنسانية. ويعتبر ذلك نموذجا للصمود حيث يدعو النساء جميعا إلى النضال من أجل الحرية والمساواة وتحمل رسالة تحرير المجتمع بأسره على عاتقهن.
أخواتي العزيزات؛
أريد ان أؤكد على رسالة كبيرة تقع على عاتق النساء في كل المنطقة. إن السجال المصيري الحالي خلق ظروف يجعل النساء أن يتحملن مسؤولية أكثر بكثير للنضال من أجل كسب الحرية والمساواة لأنفسهن.
واليوم أصبح إنقاذ جميع شعوب المنطقة من بلية التطرف على عاتق النساء كرسالة عظيمة. وفي هذا النضال أكبر سلاح للنساء وأقوى طاقتهن وقدراتهن هو التضامن والمزيد من التعاطف العميق في ما بينهن وذلك رغم اتباعهن مختلف المذاهب والقوميات والعقائد والثقافات وبوجود كل هذه الفوارق الا أن الأمر الذي يوفر قوة ذات تأثير استثنائي هو هذا الاتحاد والتضامن.
اذن أدعو مجددا جميعكم إلى تشكيل وتوسيع جبهة قوية ضد التطرف الاسلامي والارهاب والبربرية تحت يافطة الإسلام.
آملة من صميم قلبي وانني على يقين من أن نضال النساء سيأتي بمستقبل مشرق رغم الظلام والواقع الحرج الذي يسود إيران والشرق الاوسط وبفضله سيتمتع شعوب المنطقة بالحريةْ والديمقراطية والمساواة. أشكركم جميعاً.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید