29 أكتوبر 2019

مريم رجوي: على السياسة الأوروبية والفرنسية أن تكون بجانب الشعب الإيراني ومطالبه المشروعة

Catégories // الاحداث // نشاطات

مريم رجوي: على السياسة الأوروبية والفرنسية أن تكون بجانب الشعب الإيراني ومطالبه المشروعة

مؤتمر في الجمعية الوطنية الفرنسية بعنوان «إيران: القمع وإشعال الحروب وضرورة تعامل جديد»

 

السيدات والسادة أعضاء البرلمان؛
أصدقاؤنا الأعزاء،
مع تقديم الشكر على جهودكم القيمة ضد الفاشية الدينية ولدعم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، تلك الجهود التي لن تنسى.
يناضل الشعب الإيراني ومنذ أكثر من 40 عامًا ضد نظام حائز على الرقم القياسي في الإعدام في عالمنا اليوم. منذ 2013 حيث تولى روحاني الرئاسة، تم تنفيذ قرابة 4000 عملية إعدام في إيران. وفي حكم الملالي تم تنفيذ 120 ألف عملية إعدام سياسي، بما في ذلك إعدام 30 ألف سجين سياسي في صيف عام 1988.
هذا الكتاب يتضمن جزءٴا من أسماء المنتمين لمجاهدي خلق الذين تم إعدامهم في مجزرة ذلك العام. وقد صدر هذا الكتاب مؤخرًا من قبل حركة مقاضاة المسؤولين عن تلك المجزرة. وفي الوقت الحالي اقيم معرض بهذا الصدد بالقرب من هذا البرلمان.
هذه كانت أكبر مجزرة سياسية بعد الحرب العالمية الثانية.
بعض المنفذين الرئيسيين لهذه المجزرة لا يزالون يشغلون مناصب مثل رئاسة السلطة القضائية لهذا النظام أو وزارة العدل في حكومة روحاني. والآن بإمكانكم أن تتصورا ما هذه العدالة؟!
لقد سنّ هذا النظام التمييز ضد النساء في قوانينه بشكل منهجي.
لقد نفذ هذا النظام أكبر عدد إعدام النساء في العالم ومارس أبشع أعمال التعذيب ضد النساء. وتقبع الآن عدد كبير من النساء في السجون بسبب نشاطاتهن ومعتقداتهن.
ومع الأسف التزم العالم الصمت حيال جرائم هذا النظام داخل إيران. كما أن هذا النظام هو السبب الرئيسي لزعزعة الاستقرار وإشعال الحروب في المنطقة.
لقد سمع العالم عن جرائم داعش كثيرًا خلال السنوات الفائتة. تلك هي جرائم يرتكبها النظام الإيراني في بلدنا ودول المنطقة منذ 40 عامًا. داعش ونظام الملالي عقيدة واحدة في الايديولوجية المعادية للإنسانية: في الدكتاتورية والتوحش تحت غطاء الدين، والإرهاب والنزعة التوسعية ومقارعة النساء. وعندما تسيطر هذه الايديولوجية على بلد كبير مثل إيران، تصبح أخطر من داعش بمائة مرة. داعش حصيلة هذا النظام في العراق وسوريا وصمت المجتمع الدولي. وإذا تواصل التقاعس أمام هذا النظام وجرائمه داخل إيران وخارجها، فإن نظام الملالي وأعماله يعيدان إنتاج أمثال داعش على أشكال جديدة. النظام قلق للغاية من الضربة الأخيرة التي تكبده تنظيم داعش.
عناصر حرس هذا النظام والميليشيات التابعة له في العراق وسوريا ولبنان واليمن يرتكبون مجازر. ويستخدم النظام برنامجه الصاروخي لتهديد الدول الجارة. كما يحتجز رهائن لفرض سياساته ويستخدم سفاراته ودبلوماسيه لأهداف إرهابية والتفجيرات في أمريكا وأوروبا ومنها في فرنسا.
هذا النظام العائد إلى القرون الوسطى والعصور الغابرة يعتمد على تصدير الإرهاب وإشعال الحروب باعتبارهما آليتين ستراتيجتين لبقائه على الحكم.
ولهذا السبب فإنه أفشل كل الجهود الأوروبية خاصة مبادرات رئيس جمهورية فرنسا الرامية لنزع فتيل التوتر، ويواصل الهجوم على ناقلات النفط في المياه الدولية والمنشآت النفطية في الدول الجارة.
ولو كان هناك أبسط إمكانية من الاعتدال في هذا النظام، ولو لم يكن منصب رئاسة الجمهورية في هذا النظام مصدر خدمة للولي الفقيه؛ ولو كان قادة النظام يستطيعون أن يفكروا في مصالح الشعب بدلًا من بقائهم على السلطة؛ وإذا كان هذا النظام يحظى بأدنى قدر من الاستقرار، فما هي الأسباب لتصعيد أعماله القمعية والإرهابية ورفض المبادرات الفرنسية؟
وفي عملية نفاق، يستغل زعماء نظام الملالي هذه المبادرات لشراء الوقت واستمرار اعتداءاتهم في المنطقة وتطوير صواريخهم الباليستية من جهة، ومن جهة أخرى يسيئون إلى فرنسا وأوروبا في دعاياتهم الداخلية.
وهذا ما جرّبناه منذ 40 عامًا ومازلنا نجرّبه. ولو كان لدى هذا النظام أدنى قدر من قابلية الاعتدال، لم يكن هناك سبب لدفع هذا الثمن الباهظ في النضال ضده طوال السنوات الماضية.
لقد استوعب مجاهدو خلق أن القمع في الداخل واختلاق الأزمات وإشعال الحروب في خارج حدود إيران، هو ستراتيجة البقاء لهذه الدكتاتورية الدينية.
هذا النظام لا يفهم سوى لغة الحزم. الملالي الحاكمون في إيران يعتبرون الصمت والمرونة والدعوة إلى المفاوضة علامات ضعف.
إنهم يريدون أن يقنعوا بأن أوروبا بحاجة إلى هذه الوساطة، بينما بالعكس هم بحاجة إلى هذه الوساطة.
عدم اتخاذ الموقف تجاه هذه الاعتداءات وإشعال الحروب قد شجّعهم على التمادي في تصرّفاتهم.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
ألخص النتيجة التي يمكن التوصل إليها من التطورات الأخيرة في ثلاثة محاور:
– هذا النظام لا يقبل تغيير السلوك أبدًا لأنه ضعيف للغاية ومنعزل وأن تغيير السلوك بالنسبة له بمعنى تغيير النظام.
– هذا النظام غير قادر على التخلي عن تأجيج نيران الحروب وعن مشاريعه الصاروخية والنووية مقابل التنازلات الاقتصادية والسياسية. وهذا كان سبب رفضه لهذه الإمكانية في أفضل فرصة.
– إذا لم يكن هناك تبني سياسة حازمة، فهذا النظام يتشجع ويتحفز ويزيد من إثارة التوترات والأزمات.
إذن، ما هو الحل؟
الحل يكمن في التعاطف مع الشعب الإيراني الداعي إلى إسقاط هذا النظام.
أبناء الشعب الإيراني اليوم يحتجون ويضربون في المعامل والشوارع والمدن بدءا من أصفهان و”لردغان“ حتى ”أراك“ رغم قمعهم، لأنهم يرون الحل في رحيل الملالي.
إنهم وفي تظاهراتهم في الشوارع خاطبوا قادة النظام صارخين مرات عدة أن يتركوا سوريا. ولكن الملالي مازالوا يخصصون قسمًا كبيرًا من دخل البلاد في الحرب والإرهاب في سوريا والعراق وسوريا واليمن.
لقد شل الاقتصاد في إيران. معدل النمو الاقتصادي السلبي وصل إلى حوالي 10% ومعدل التضخم يتراوح بين 40 و50 بالمائة. نظام الملالي يعيش في أكبر أزمة في تاريخه.
إن الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران، لا تمثل الشعب الإيراني بتاريخه وثقافته الزاخرة.
لابد أن تنشط المبادرة الدبلوماسية الفرنسية التي تتولى قيادة أوروبا بهذا الصدد، أيضًا لفتح طريق الديمقراطية في إيران ودعم حقوق الإنسان والشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
وبهذه الطريقة وحدها يمكن أن نعيد السلام إلى المنطقة ونجعل الاستقرار يستتب في المنطقة ونجلب الديمقراطية.
يا ممثلي الشعب الفرنسي المحترمين!
هناك بديل ديمقراطي قادر على إقامة جمهورية ديمقراطية تعددية مبنية على مبادئ فصل الدين عن الدولة والمساواة بين المرأة والرجل والحكم الذاتي للأقليات الإثنية وتحقيق إيران غير نووية.
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قادر على أن يحلّ محل هذا النظام وينقل السلطة بهدوء إلى ممثلين منتخبين للشعب الإيراني.
الشعب الإيراني والمقاومة ومعاقل الانتفاضة مستعدون لتحقيق هذه المهمة، نتمنى أن تقف السياسة الأوروبية والفرنسية بجانب الشعب الإيراني ومطالبه المشروعة.
أشكركم جزيل الشكر.

مريم رجوي: على السياسة الأوروبية والفرنسية أن تكون بجانب الشعب الإيراني ومطالبه المشروعة

مريم رجوي: على السياسة الأوروبية والفرنسية أن تكون بجانب الشعب الإيراني ومطالبه المشروعة

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید