23 فبراير 2024

صمود السجناء السياسيين، مظهر من مظاهر عدم الاستسلام لديكتاتوريتي الشاه والملالي

Catégories // آخر الأخبار // مختارات // نشاطات

صمود السجناء السياسيين، مظهر من مظاهر عدم الاستسلام لديكتاتوريتي الشاه والملالي

مقاومة السجين السياسي وعدم خنوعه، لا هدف له سوى إسقاط النظام وتحرير الشعب المكبّل

في يوم السبت الموافق 17 شباط/فبراير، حكمت السلطة القضائية لنظام الجلادين أحكام بالسجن ما مجموعه 35 عاما على ثلاث نساء متعاطفات مع مجاهدي خلق مسجونات في سجن إيفين.
وحكم على كل من فروغ تقي بور ومرضية فارسي بالسجن لمدة 15 عاما وزهراء صفائي بالسجن لمدة خمس سنوات.
تحاول الفاشية الدينية الحاكمة في إيران عبثا مواجهة انتفاضة الشعب والدور الطليعي للمرأة من خلال الاعتقال والتعذيب والإعدام والسجن لفترات طويلة.
منذ بداية حكمه، أعدم خامنئي عددا كبيرا من السجناء السياسيين ومواطنينا من البلوش والكرد والعرب في إيران، وقتل الآلاف من الشباب والمراهقين في الانتفاضات.
لكن لا التعذيب ولا الاعتداء الجنسي الخسيس على السجناء من الذكور والإناث، الذي انتشر، وخاصة في ظل حكم خامنئي، تمكن من التغلب على أسطورة مقاومة السجين السياسي الإيراني.
لقد فشلت في الانتقاص من كرامة السجناء السياسيين في قلوب وعقول الشعب الإيراني.
لو كان خامنئي ونظامه يتمتعون بأقل قدر من الاستقرار والثبات، لما كانوا خائفين من السجناء السياسيين.
نعم، يجب أن يخافوا لكون سجونهم تمتلأ وتفرغ بآلاف الشباب الثائر وأبطال وحدات المقاومة.
يجب أن يخافوا من هؤلاء الشباب البالغ عددهم 30000 الذين عانوا من الانتهاكات والاعتداءات المروعة في انتفاضة عام 2022 ولكنهم أصبحوا أكثر شراسة وتحديا أثناء مرورهم عبر السجون.
ويجب أن يخافوا من الذين يقاومون في سجون إيفين وقزل حصار وجوهردشت وقرتشك، وفي سجون ديزل آباد وسبيدار وعادل آباد ووكيل آباد، وفي سجون أورميه وسنندج وزاهدان.
لأن هناك عالما من القلوب النابضة وأصحاب العزائم القوية في المقاومة.
إنهم يطبقون صمود مقاومة مجاهدي خلق وجيش الحرية العظيم على أرض الواقع.
سواء كان خميني وخامنئي أو أسلافهم في القرن الماضي، هم خائفوأفرن للغاية من السجين السياسي لأنه مظهر من مظاهر مقاومة الشعب وعدم استسلامه.
إن أهم أدوات هؤلاء الطغاة للحفاظ على قوتهم المتحللة هي التعذيب والقتل والمعاملة السادية من قبل الجلادين الذين أفرختهم هذه الأنظمة الجائرة. من رضا شاه إلى برويز ثابتي كبير المعذبين في سافاك الشاه أو لاجوردي كبير الجلادين في نظام خميني.

نظرة إلى وضع السجناء السياسيين في القرن الماضي

وبحسب كتاب “الماضي منارة المستقبل”، قتل رضا شاه 24 ألف شخص خلال فترة حكمه، وببناء سجن “قصر” كان مؤسس نظام التعذيب وقتل السجناء، وخاصة السجناء السياسيين، في بداية القرن الماضي.
عندما أصبح محمد مصدق الكبير رئيسا للوزراء، زار سجن قصر في اليوم الأول وتأثر كثيرا لرؤية مئات السجناء السياسيين هناك، وقال:
لقد كان هذا مسلخا للعديد من المفكرين الأحرار والمستنيرين.
ثم احتج في البرلمان: “هناك 400 أو 500 شخص في هذا السجن المركزي … إنهم في وضع سيء للغاية يجب عليكم أن تخجلوا بالفعل”.
تحول تعذيب وقتل السجناء السياسيين من قبل محمد رضا شاه، خاصة بعد الانقلاب السيئ السمعة في 19 أغسطس 1953 مع شرطته السرية الجهنمية (السافاك)، إلى نظام فعال مروع.
بلغت الجريمة وقذارة الاستبداد وقتل الحريات بعد الشاه ذروتها في عهد خميني، ومع أعمال القتل في ثمانينيات القرن العشرين، وخاصة مذبحة 30000 سجين مجاهد ومناضل في عام 1988، انتقم خميني من كل أولئك الذين أطاحوا بالديكتاتورية السابقة والطبقة الاستبدادية الحاكمة.
لكن هذه المرة، جعل الشعب المنتفض والمقاومة الإيرانية تجاربهم المؤلمة في التاريخ المعاصر، من الثورة الدستورية إلى الثورة المناهضة للشاه، فانوسا في طريقهم وصنعوا حركة وطنية ومقاومة منظمة في الساحة.

النظام الإيراني يخشى من دور السجناء السياسيين

واليوم، يقاوم أبطال في سجون خامنئي، حرموا لأكثر من عقدين من الحد الأدنى من الحقوق للسجين بسبب دعمهم أو تعاطفهم مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ولم يحصلوا على يوم واحد من الإجازة منذ سنوات.
اليوم يقبع الشرفاء رجالا ونساء في الأسر وتزداد عقوباتهم عاما بعد عام، لا توجد في قضاياهم تهم إلا بسبب صلاتهم بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية أو المساعدة المالية لهذه الحركة أو المقاضاة من أجل دماء الشهداء.
بما يعود إلى السجين، فهو في السجن والأسر. فما سبب خوف نظام الملالي من هؤلاء السجناء السياسيين المقاومين؟
يدرك النظام جيدا أن مقاومة السجين وعدم خنوعه، بالإضافة إلى كل ما كان في السنوات الماضية هو الاعتماد هذه المرة على حركة قاومت لأكثر من أربعة عقود وليس لها هدف آخر سوى إسقاط هذا النظام وحرية الشعب المكبل.
ولهذا السبب فهذا النظام لا يتحمل أقل رغبة أو تعاطف أو دعم للمنظمة.
إن أشد الجرائم والعقوبات، ومعظم التعذيب والمضايقات والإعدام تمارس على من يدعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
يسميهم النظام “محاربين” لأنه هناك خارج السجن مقاومة ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية فعالة.
نعم، النظام مرعوب من السجناء السياسيين لأنه يعرف أن هؤلاء السجناء المقاومين هم مسنودون من قبل الشعب الإيراني والمتظاهرين ووحدات المقاومة والمجاهدين من أجل الحرية.
إنهم مدعومون من أي إيراني طموح يريد إنهاء الشنق والتعذيب والقمع في إيران.
إنهم مدعومون بهذه المقاومة التي تناضل من أجل إيران خالية من الاستبداد، خالية من العبودية الدينية والعبودية الجنسية، حيث ألغيت عقوبة الإعدام وسادت الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة.
إن سندهم وداعمهم هو زعيم مثل مسعود رجوي، الذي بنى أقوى مقاومة لأكثر من خمسة عقود، لدرجة أن صراخ نظامي الشاه والملالي وأذنابهم والموالين لهم بلغ عنان السماء.
ليس لدى الاستبداد الديني الحاكم خيار سوى الإطاحة به على يد جيش التحرير، من خلال هذه المقاومة نفسها، من قبل جيش الحرية هذا ووحدات المقاومة نفسها.
إن هذا التعذيب والاضطهاد الرهيب، وهذا التدفق من الدماء المراقة من أجساد أبناء الشعب الإيراني في هذه السجون، يحمل في طياته بشرى للشعب من تقرير مصير عظيم.
هذا التقدير المحتوم هو أن انتفاضة الشعب ستكسر أبواب السجون وتدفن ولاية الفقيه تحت أنقاض سجونها.
دعونا نتذكر تصريحات مسعود رجوي في جامعة طهران بعد أيام قليلة من إطلاق سراحه من سجن سافاك الشاه في 20 يناير 1979، والتي تعد بالإطاحة الحتمية بالديكتاتورية والنصر الحتمي للشعب.
إنه قال: “هل من الممكن قتل الشمس، وإيقاف الرياح من الهبوب ومنع المطر من الهطول؟”
هل من الممكن منع الربيع من المجيء ومنع نمو زهرة التوليب؟
وهل من الممكن إبقاء شعب أسيرا إلى الأبد. لا أبدا.
لماذا؟ لأنها هي مشيئة الله وإرادة الشعب.
هذا ما بشرنا به جميع الأنبياء والثوريون العظماء في العالم بأن الشعوب تنتصر والمستقبل مشرق.
نعم، سينتصر الشعب، وستنتصر الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني، وإيران الغد ستكون حرة ومشرقة.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید