17 مايو 2025

كلمة في مؤتمر إيران الحرة 2025- إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

Catégories // آخر الأخبار // الاحداث // نشاطات

كلمة في مؤتمر إيران الحرة 2025- إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

مريم رجوي:إن هذا النظام قد أخذ حرية الشعب الإيراني، وسلام الشرق الأوسط، وأمن العالم رهينةً لديه

السيدات والسادة النواب المحترمون، أصحاب السعادة،
أرحّب بكم جميعًا، أنتم الذين جئتم من المملكة المتحدة، وإيرلندا، وكندا، وهولندا، ومالطا، وسويسرا، والبرتغال، ورومانيا.
أنتم وزملاؤكم في البرلمانات الأوروبية والأمريكية والكندية، من خلال دعمكم للتغيير الديمقراطي في إيران، قد أسستم نهجًا يحظى بالاحترام والمصداقية.
على مدى الأربعين عامًا الماضية، كانت قضية إيران من أعقد القضايا في العالم. خلال هذه الفترة، ضحّى المساومون مع الديكتاتورية الدينية بحقوق الإنسان والحزم في مواجهة الإرهاب واحتجاز الرهائن، من أجل مصالحهم الاقتصادية والتجارية، وادّعوا أنهم سيقومون باحتواء النظام. ولكنهم عمليًا ساعدوا على إغلاق طريق التغيير في إيران.
وقد أثبت التاريخ أنكم سندتم خيارًا من أشرف المواقف وأنبلها.

تجارب وحقائق مهمة

بعد تجارب كثيرة، باتت اليوم حقائق مهمّة جلية أمام العالم، من بينها:
• إن الاستبداد الديني الحاكم في إيران هو مصدر الإرهاب وإشعال الحروب في المنطقة.
• هذا النظام لا يتوقف عن الإعدام والتعذيب وقمع النساء داخل إيران، لأنه إن فعل ذلك، سيسقط.
• لا يتخلى عن برنامج تصنيع القنبلة النووية، لأنه يعتبرها من ضمانات بقائه.
• لا يتوقف عن إشعال الحروب في الشرق الأوسط، لأنه بذلك يفقد هيمنته.
• ولا يتخلى عن الإرهاب خارج إيران، لأنه بذلك يفقد أداة الابتزاز وتهديد الدول الأخرى.
في الأسبوع الأول من هذا الشهر، كشفت الحكومة البريطانية عن عملية إرهابية كان حرس الملالي ينفّذها في لندن.
وفي الشهر الماضي، أعلنت الأجهزة الاستخباراتية في هولندا أن العصابة الإجرامية التي حاولت اغتيال الدكتور أليخو فيدال كوادراس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق، كانت تتلقى أوامرها من النظام الإيراني.
إن هذا النظام قد أخذ حرية الشعب الإيراني، وسلام الشرق الأوسط، وأمن العالم رهينةً لديه.

الحل لأزمة إيران

لكن، ما هو الحل؟
استنادًا إلى تجارب أربعة عقود، فإن النظام الحاكم غير قابل للإصلاح، ولا يغيّر سلوكه. كما أن الحرب الخارجية ليست حلًّا لمشكلة إيران.
أما فيما يخصّ المفاوضات النووية الجارية، فالنظام لا يسعى إلا لكسب الوقت، ويحاول منع تفعيل آلية الزناد، ويأمل في إبطاء وتيرة تصاعد السخط الشعبي من خلال تخفيف العقوبات.
لكن هل تستطيع هذه المفاوضات أن تُرغم النظام على وقف تخصيب اليورانيوم في إيران؟
هل يمكنها إنهاء عمل منشآت نطنز وأصفهان وفوردو بشكل دائم؟
هل يمكنها فرض قبول عمليات التفتيش في أي مكان وزمان على النظام؟
خامنئي وأعوانه صرّحوا مرارًا بأنهم لن يتخلّوا عن البرنامج النووي، لأن ذلك يعني انهيار هيمنة خامنئي وزعزعة سطوة النظام، مما يزيد من الضغط عليه للتراجع في مجالات أخرى، ويمهّد الطريق نحو إسقاطه.
لهذا السبب، حتى عندما يكون تحت الضغط، يواصل النظام سرًّا استكمال برنامجه النووي.
الحل الحقيقي هو إسقاط النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
من جهة، النظام يعيش ظروف السقوط. فقد أثبتت الانتفاضات المتكررة منذ كانون الأول / ديسمبر 2017 أن المجتمع الإيراني قد نهض لإسقاط الملالي الحاكمين.
ومن جهة أخرى، فإن القوة القادرة على إسقاط النظام على أهبة الاستعداد.
النظام، العاجز عن البقاء في ظروف طبيعية، لا يجد وسيلة للبقاء سوى التوسّل بالإرهاب، وإشعال الحروب، وخاصة الإعدامات الجماعية.
من ناحية أخرى، فإن القوة التي ستُسقِط النظام قوية وجاهزة.
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو البديل الديمقراطي لهذا النظام، ويحمل برنامجًا تقدميًا من أجل إيران الحرّة في المستقبل. وتقف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في صميم هذا البديل.
هذا العام يصادف الذكرى الستين لنضال هذه الحركة وتضحياتها في مواجهة دكتاتوريتَي الشاه والملالي.
إن القاعدة الشعبية الواسعة لهذه الحركة داخل إيران تُعدّ من أهم عناصر قوتها في إسقاط النظام.
ومؤخرًا، وبالاعتماد على أنشطة أنصارها داخل البلاد، كشفت هذه الحركة أحد المواقع النووية السرية للنظام في محافظة سمنان.
وقد أثار هذا الكشف ذعرًا شديدًا في صفوف الملالي الحاكمين، وأوقعهم في مأزق كبير.
وكان هذا الكشف جزءًا من سلسلة طويلة مما قامت به المقاومة الإيرانية من أعمال الكشف بشأن البرنامج النووي للنظام.
ففي عام 2002، كشفت المقاومة مواقع النظام النووية السرية في نطنز وأراك، وهي مواقع كان النظام قد أخفاها عن أعين العالم حتى ذلك الحين.
لقد شنّ قادة النظام مرارًا هجمات ضد مجاهدي خلق الإيرانية بسبب دورهم المحوري في الانتفاضات، ولأنهم يشكلون القوة الفاعلة على الأرض التي تُعدّ عنصرًا حاسمًا في التغيير داخل إيران.
وتنشط شبكة واسعة من الشباب الشجعان من أنصار مجاهدي خلق في جميع محافظات البلاد، وهم ينفذون عمليات يومية مضادة للقمع في إطار “وحدات الانتفاضة”.

قوة منظمة تملك برنامجًا واضحًا

الضيوف الكرام!
برنامجنا هو إقامة جمهورية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، والحكم الذاتي للقوميات، وإلغاء عقوبة الإعدام، وإيران خالية من السلاح النووي.
والدعامة الأساسية لهذا البرنامج هي القوة التي تضحي بنفسها من أجل دفع هذا النضال إلى الأمام.
لقد قدّم أكثر من مئة ألف من أعضاء هذه الحركة أرواحهم في مواجهة الاستبداد الديني.
ومنذ تسلّم رئيس النظام الجديد لمنصبه بتعيين من خامنئي، تم إعدام حوالي 1200 شخص في أقل من عام.
وحاليًا، عدد من أعضاء مجاهدي خلق يواجهون أحكام الإعدام، كما يتعرض عدد كبير منهم للتعذيب في سجون النظام المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.
يحاول الملالي الحاكمون الحفاظ على سلطتهم من خلال الإعدام والتعذيب، وبث الأكاذيب وحملات التشويه.
لكن أعضاء حركتنا يقاتلون بحبهم للحرية واستعدادهم للتضحية بأرواحهم. ولهذا السبب، فإن هذا النضال سينتصر لا محالة.
وتحظى هذه المقاومة أيضًا بتضامن آلاف من النواب في الدول الغربية.
ففي الأيام الأخيرة، أعربت الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي عن دعمها للمقاومة الإيرانية وبرنامجها من أجل إيران حرّة في الغد.
ومن التطورات المهمة الأخرى، البيان الذي أصدرته الأغلبية من زملائكم في مجلس العموم ومجلس اللوردات في بريطانيا، ومجلس الشيوخ في إيرلندا، وبرلمان مالطا، وبرلمان جنيف.
وهذا البيان يمثّل نموذجًا لرؤية عميقة ومسؤولة تجاه أحد أبرز تحديات العالم المعاصر.
أنتم أيضًا وقفتم في وجه محاولات النظام لتشويه صورة المقاومة. لقد كشفتم مخططات النظام المخادعة.
كان اللورد كوربت الراحل دائمًا في طليعة هذا النضال، تمامًا كما هو حال اللجنة البرلمانية البريطانية من أجل حرية إيران التي تقف اليوم أيضًا في الصفوف الأمامية.
ومؤخرًا، أعلن نواب في برلمان مالطا وبرلمان جنيف دعمهم للمقاومة الإيرانية.
إننا ندعو أوروبا إلى اتخاذ الخطوات التالية:
• إدراج حرس النظام الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية،
• التفعيل الفوري لـ “آلية الزناد” بموجب القرار 2231، وإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن مشاريع النظام النووية،
• والاعتراف بشرعية مقاومة شباب إيران في مواجهتهم مع حرس النظام الإيراني.
أعرب عن شكري لكم على وقوفكم إلى جانب شعب إيران، وعلى جهودكم، أنتم النواب المحترمون، في دعمكم لورقة حل المقاومة الإيرانية من أجل الحرية والديمقراطية، وهو حل يخدم السلام والأمن في العالم أيضًا.
أتمنى لكم جميعًا التوفيق والنجاح.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید