• الصفحة الرئيسية / المقابلات / مقابلة صحيفة ”ال اسبانيول“ الإسبانية مع مريم رجوي: “النظام الإيراني في طريق مسدود، يبقى فقط مع القمع”
08 فبراير 2020

مقابلة صحيفة ”ال اسبانيول“ الإسبانية مع مريم رجوي: “النظام الإيراني في طريق مسدود، يبقى فقط مع القمع”

Catégories // المقابلات // نشاطات

مقابلة صحيفة ”ال اسبانيول“ الإسبانية مع مريم رجوي: “النظام الإيراني في طريق مسدود، يبقى فقط مع القمع”

غاري دوران

مريم رجوي تقود حركة المعارضة الرئيسية للنظام الإيراني منذ أكثر من عقدين. لقد قابلناها في مناسبة الأحداث التي وقعت في الأشهر الأخيرة في البلاد والتي تؤثر عواقبها ليس فقط على استقرار الحكومة، ولكن أيضًا على منطقة الشرق الأوسط بأسرها منذ ذلك الحين، أي حركة تحدث في الشرق الأوسط المعقد، يؤثر على جميع البلدان في المنطقة.

ولدت في عام 1953 في أسرة من الطبقة المتوسطة، وقتلت شقيقتها الأكبر نرجس على يد سافاك (شرطة شاه السرية) في عام 1975، كما أن شقيقتها الأخرى معصومة التي كانت حامل، اعتقلتها قوات الحرس في عام 1983 في حكم آية الله خميني وتعرضت للتعذيب الوحشي لعدة أشهر ثم تم إعدامها شنقًا.
مريم رجوي تعاطفت مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في عام 1970 من خلال شقيقها الأكبر محمود، بينما كانت لا تزال تدرس المدرسة الثانوية ثم أصبحت عضواً في المنظمة عام 1977.
بعد الإطاحة بالشاه، قدمت شاركت في الانتخابات البرلمانية الأولى وعلى الرغم من محاولات خميني حتى لا يكون هناك مرشح لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، فقد حصلت على صوت ربع مليون ناخب في طهران وحدها.

في عام 1985، أصبحت مريم رجوي المرادفة للأمين العام لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وبعد أربع سنوات تم انتخابها أمينة عامة للمنظمة، وفي عام 1993 تم انتخابها رئيسة للجمهورية من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

1. ما تعليقك على وضع النظام الإيراني حاليا؟

نظام الملالي في حالة السقوط ولا يمكن أن يغادر منها. العامل الرئيسي لهذا الوضع عدم الرضا، وهي حالة عميقة وشاملة في المجتمع.
منذ عام 2018، كانت هناك خمس موجات من الانتفاضات في جميع أنحاء إيران وآلاف من حركات الاحتجاج من قبل العمال والطلاب والممرضين والفلاحين والأشخاص الذين فقدوا مدخراتهم، والمتقاعدين، وسكان العشوائيات الفقيرة، وملايين الشباب، والخريجين ولكن العاطلين عن العمل أو مع عمل مؤقت.
يعترف مسؤولو النظام بأن 96٪ من المجتمع الإيراني يعارضون السلطة. الديكتاتورية الدينية غير مستقرة حتى ضمن النسبة المئوية الصغيرة من قاعدتها الاجتماعية. الوضع الاقتصادي متدهور جدًا. النمو الاقتصادي حاليا سالب 5 ٪. معدل التضخم هو 50 ٪. فقدت العملة الرسمية في العامين الأخيرين 3 إلى 4 أضعاف قيمتها. معظم أجزاء النظام المصرفي الإيراني مفلس أو متعثر.
هذا، إلى جانب الكوارث البيئية والبطالة وعجز النظام عن تصدير النفط (المصدر الرئيسي للإيرادات الحكومية) بسبب العقوبات الدولية،هذه العوامل كلها تجعل حالة الاستياء أكثر تفاقمًا.
ولذلك يعيش النظام في طريق مسدود. أيا مسار يسلكه، فهو يتعارض مع بقائه. على سبيل المثال، يحتاج النظام بشكل عاجل إلى زيادة دخله. في نوفمبر الماضي، رفع سعر البنزين لملء خزانته. لكن هذا القرار تسبب في انتفاضة كبيرة تسببت في أضرار سياسية واقتصادية لا رجعة فيها. يعتمد النظام للبقاء فقط على القمع.

2. هل حققت سياسة الاسترضاء مع النظام الإيراني عقب الاتفاق الموقع مع أوباما والقادة الأوروبيين نتائج إيجابية؟ هل تعتقدين أنه حدث تحسن في حقوق الإنسان في إيران بعد توقيع الاتفاقية؟

يجب أن أنبّه أن الاسترضاء مع النظام عمل دائمًا مانعًا أمام التغيير الديمقراطي في إيران. هذه كانت الحالة المتبعة مع النظام منذ ثلاثين عامًا.
تحت وهم إيجاد جناح معتدل داخل هذا النظام، قامت الحكومات الغربية بتقديم أنواع التنازلات الممكنة له. على سبيل المثال، استهداف معارضة النظام وتصنيفها بالإرهابيين، بناء على طلب النظام.
أيضا، خلال السنوات التي كان فيها معظم أعضاء المقاومة في معسكر أشرف، بالعراق، حوّلت الحكومة الأمريكية، التي كانت متعهدة بحمايتهم في تلك الظروف الحربية، هذه المسؤولية إلى حكومة المالكي الموالية للنظام الإيراني مما أدى إلى هجمات متكررة على معسكر أشرف على أيدي عناصر النظام الإيراني وقتل العديد من سكانه.
وقعت إدارة أوباما الاتفاق النووي في عام 2015 مع النظام الإيراني. قدم الكثير من التنازلات لكنه لم يحصل على أي ضمان.
في الواقع، في برنامجنا لإيران الغد، أعلنا أننا نريد إيران غير نووية. البرنامج الذري للنظام يخدم فقط لبقائه.
في عام 2002، كشفت المقاومة الإيرانية عن وجود أكبر موقع نووي سري للنظام وأقامت أكثر من مائة مؤتمر يوضح حول تفاصيل هذا البرنامج، مما أجبر الحكومات الغربية على التفاعل بالموضوع.
لسوء الحظ، بعد الاتفاق النووي لعام 2015، بالإضافة إلى الاتفاقيات الاقتصادية الهائلة التي أبرمت مع النظام الإيراني، غمض الغرب أعينه واختار الصمت حيال قيام الملالي بإذكاء الحروب والتدخل العسكري والإرهابي لهم في سوريا واليمن.
لو كانت الدول الغربية حازمة، لما كان أمام النظام الإيراني خيار سوى التخلي عن السباق النووي.

3. ماذا يعني مقتل الجنرال قاسم سليماني لمعارضي النظام؟ ما هو الدور الذي لعبه في السياسة العراقية في السنوات الأخيرة؟

في هيكل السلطة الحالي، كان عمليا الرجل الثاني في حكم الملالي وكان عرّاب الإرهاب وإثارة الحرب في المنطقة وكان مسؤولاً بشكل مباشر عن تطور الحرب في سوريا وكذلك الحرب في اليمن وأيضًا خطة الاحتلال العراقية السرية التي بدأت عام 2003.
لقد كان أيضًا وراء أكبر الهجمات على أعضاء المقاومة الإيرانية في العراق، وخاصة مجزرة أشرف في سبتمبر 2013.
قاسم سليماني ليس له بديل في النظام وبموته، استراتيجية تصدير الإرهاب والحرب، التي تشكل أحد أركان بقاء النظام، تلقت ضربة لا يمكن تعويضها.
حاول الملالي أن يخلق إيهامًا من خلال عرض تشييع جنازته (بمشاركة إلزامية من جنود وسجناء وعائلات الحرس) بأنه كان يحظى بشعبية، ولكن في مظاهرات يناير 2020 مزّق الشباب في العديد من المدن، صوره أو أشعلوا النار فيها. كان على خامنئي أن يدافع عن نفسه وقال إن الذين أضرموا النار في صور هذا المجرم لم يكن سوى جزء ضئيل من سكان البلاد.

4. كيف تطورت الاحتجاجات الأخيرة ضد النظام الإيراني ؟ ما هو الدور الذي لعبته النساء في الاحتجاجات؟ وكذلك حركة المعارضة التي تقودينها؟

بعد الانتفاضة التي حدثت في ديسمبر 2017 واستمرت في يناير 2018، شهدنا قفزة حقيقية في الحراك الشعبي في إيران المناهض للنظام. المحتجون بدأوا بشعارات مطلبية محددة (عمالية، اقتصادية) لكنهم هتفوا فيما بعد بمطالبة بنهاية الديكتاتورية في إيران.
من وجهة النظر السياسية، أبرزت هذه الانتفاضات ثلاث نقاط جوهرية. الأول: عزم الشعب الإيراني الثابت على الإطاحة بعلي خامنئي ونظامه. والثاني: رفض جميع أجنحة الحكومة الدينية، بما في ذلك حسن روحاني الذي يلعب ورقة “الاعتدال”، رغم أنه شارك في كل أعمال القمع السياسي والاجتماعي. النقطة الثالثة هي رفض ورثة دكتاتورية الشاه.
كان سليماني مسؤولاً عن الإرهاب والحرب في المنطقة. كان هلاكه بمثابة ضربة لا يمكن تعويضها للنظام.
بالنسبة للنساء، فقد لعبن دورًا مهمًا في كل هذه الانتفاضات. تؤكد العديد من الشهادات والصور ومقاطع الفيديو دورهن الريادي في المظاهرات. حتى الحرس و وزارة الاستخبارات (وكالة التجسس والتعذيب في نظام الملالي) ووسائل الإعلام التابعة للنظام قد اعترفوا مرارًا وتكرارًا بالوجود الواسع والنشط للمرأة في الانتفاضات.
قبل وقت طويل من اندلاع هذه الأحداث في عام 2018، اختارت حركتنا استراتيجية معاقل الانتفاضة والمدن المنتفضة. ورغم القمع ومناخ الإرهاب، إلا أن عدد الشباب الذين ينضمون إلى صفوف معاقل الانتفاضة أكثر من معتقلي حملات الاعتقالات التي يشنها النظام.
لا يمكن أن يحدث الإطاحة بالنظام تلقائيًا وبدون حركة منظمة.

5. ما الثمن الذي دفعه الإيرانيون الذين عارضوا النظام خلال الأربعين سنة الماضية؟

منذ الأيام الأولى للحكم الديني، عارضنا الحجاب الإجباري للمرأة، وكذلك عارضنا مبدأ ”ولاية الفقيه“ الذي يمنح السلطة المطلقة لأحد الملالي وهو يتعارض مع الحرية والكرامة الإنسانية.
من 1978 إلى 1980، حاولت حركتنا خوض نضال سياسي سلمي ضد الاستبداد الجديد الذي كان يتوسع. لكن القمع زاد يوميًا، إلى أن ارتكب خميني، مؤسس النظام، القتل الجماعي للمعارضين، بدءًا بإطلاق النار على فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و 16 عامًا ورفضن الكشف عن أسمائهن للجلادين.
خلال صيف عام 1981، تم اعتقال عشرات الآلاف من أعضاء ومؤيدي مقاومتنا. لقد كانت بداية “الإرهاب الأسود” وعمليات الإعدام الجماعية والتعذيب على غرار العصور الوسطى. تم إعدام 100، أو200، وحتى 400 من أعضاء المقاومة بالرصاص في بعض الأيام. وكشف السجناء الذين تم إطلاق سراحهم لاحقًا أنهم أحصوا عدد طلقات الرحمة كل ليلة لمعرفة عدد الأشخاص الذين أُعدموا.
كان أكثر ما يصدم هو المجزرة التي بدأها النظام في صيف عام 1988 حيث طالت 30 ألف سجين سياسي بأمر من خميني. إن غالبية ضحايا هذه الإبادة الجماعية، التي نُفذت لعدة أشهر سراً، كانوا أعضاء أو مؤيدين لمنظمة مجاهدي خلق والذين كانوا يقضون عقوبة السجن. أو كانوا من الذين تم إطلاق سراحهم لكنه تم اعتقالهم من جديد وإعدامهم على الفور.

لقد وقّع خميني للتو على قرار لوقف إطلاق النار مع العراق. وأراد من خلال إبادة السجناء السياسيين القضاء على مصدر الدافع والمعارضة للمجتمع، وترويع الجميع وتجنب الإطاحة بنظامه بعد هزيمته في الحرب.
تم دفن القتلى في مقابر جماعية سرية. منذ عام 1988، لم يقدم النظام أي تفاصيل عن موقع هذه المقابر أو عدد الأشخاص الذين أعدمهم أو ينشر لائحة عن أسمائهم وهوياتهم. لكن حركتنا المقاومة تمكنت في ظل مناخ الخنق والكبت السائد من جمع أسماء الآلاف من الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم.
في مؤتمر في البرلمان الأوروبي، في العام الماضي، قدمت للمرة الأولى كتابًا يحتوي على أسماء خمسة آلاف من مجاهدي خلق الذين أعدمهم النظام في عام 1988.
لسوء الحظ، ظلت الحكومات الغربية صامتة حيال هذه المجزرة. حتى الأمم المتحدة لم ترد على إدانة هذه المذبحة الجماعية للسجناء السياسيين في إيران، على الرغم من أن شيئًا كهذا لم يكن غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك، لا نزال نصر على أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لابد أن يحيل القضية إلى محكمة العدل الدولية لتقديم المسؤولين، بمن فيهم خامنئي، زعيم النظام الحالي إلى العدالة.
وكان الرئيس الحالي للقضاء، إبراهيم رئيسي، ووزير العدل الحالي، علي رضا آوايي، عضوين في لجان الإعدام لعام 1988 وهم من بين المسؤولين الكبار في هذه المجزرة. وبالتالي، فإن “عدالة” الفاشية الدينية احيلت إلى أسوأ الجلادين في البلاد.
في الواقع، تم إعدام أكثر من 120،000 معارض سياسي خلال هذه العقود الأربعة من قبل النظام الديني.

6. كقائد لحركة المعارضة الرئيسية، ما هو بديلكم للنظام الديني لخامنئي وروحاني؟ ما الذي يميز حركتكم عن حركات المعارضة الأخرى في ليبيا أو العراق أو سوريا والتي أسفرت عن حروب أو دول فاشلة؟

اسمحوا لي أن أجيب على الجزء الثاني من سؤالكم أولاً. حركتنا لها جذور عميقة في المجتمع الإيراني. طوال 55 عامًا، خاضت قتالًا لا هوادة فيه من أجل الحرية ضد دكتاتوريتين. خلال كل هذه السنوات استندت على قاعدة اجتماعية واسعة. تلعب النساء دوراً رئيسياً في حركتنا المقاومة، والتي هي بالفعل ضمان لإيران الغد.
يتمتع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ببناء هيكلي قوي وخبرة كبيرة وخطط ملموسة للمستقبل، ويتعاون معنا نخبة من الإيرانيين المتخصصين سواء داخل إيران أو خارجها. هذه القوة التي تجمع بين تنوع كبير من المجتمع الإيراني هي أفضل ضامن للسيادة الشعبية بعد سقوط النظام.
ولكن فيما يتعلق بالجزء الأول من سؤالكم، كانت الحرية والاستقلال والجمهورية هي السبب الرئيسي لثورة 1979. وطالب المتظاهرون بجمهورية، ولكن ليس بإسلام الملالي.

حتى الحرس ووزارة الاستخبارات سيئة الصيت للنظام يعترفان بالوجود النشط والواسع للمرأة في الانتفاضات

في تلك الفترة لحقت ضربات قوية لحركة المعارضة بسبب القمع الواسع والمستمر لدكتاتورية الشاه. بقي قادة “مجاهدي خلق” في السجن حتى الأيام الأخيرة قبل سقوط الشاه. استغل خميني هذا الفراغ لاغتصاب قيادة الثورة وإقامة قوة دينية لا علاقة لها بمطالب الشعب الإيراني.
لهذه الديكتاتورية استراتيجية ثلاثية الأبعاد للبقاء في السلطة: القمع الوحشي للمجتمع، تصدير الإرهاب والتطرف إلى بلدان المنطقة وبرنامج الحصول على القنبلة الذرية. تمكنت حركتنا المقاومة من بناء بديل سياسي يتحدى النظام على هذه الجبهات الثلاث ويقدم منظوراً مستقبليًا قائماً على الحرية والديمقراطية والمساواة.
في عام 1981 أسسنا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو تحالف من الأحزاب والجماعات والشخصيات ذات المعتقدات السياسية المختلفة لكنهم متحدون في المطالبة بالإطاحة بالنظام وخطة تقدمية لإيران الغد تبناه هذا المجلس. نحن نطالب بجمهورية تقوم على الفصل بين الدين والدولة، والتعددية السياسية، والمساواة بين الجنسين، وحقوق الإنسان، وإلغاء عقوبة الإعدام، والحكم الذاتي للقوميات العرقية المضطهدة في إطار السلامة الإقليمية لإيران، تكافؤ الفرص في المجال الاقتصادي، حماية البيئة، إيران غير النووية وعلاقات التضامن والتعايش السلمي مع الدول المجاورة.
هذا المجلس وأعضاؤه أثبتوا ليس في صياغة البرامج؛ وإنما في العمل السياسي والنضالي ضد النظام ومن خلال اعتماد أسس ديمقراطية ومتسامحة في النضال، جدارته لكونه بديلا لهذا النظام. القوة المحورية لهذا البديل – مجاهدي خلق– لها شبكة منظمة في إيران، هزت الأرض تحت أقدام الملالي مرات عدة من خلال قيادة الحراك السياسي والنضالي والانتفاضات الشعبية. كما قلنا
إن وجود بديل ديمقراطي كهذا يضمن ألا تغرق إيران في نفس الوجهة التي ذكرتها فيما يخص تلك الدول.

7. حاول النظام الإيراني مهاجمة أولئك الذين حضروا المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في فيلبينت في يونيو 2018، هل بإمكانك التعليق على هذه المسألة؟

في كل مرة تحدث فيها انتفاضة في إيران، يكون الرد الوحيد من الملالي هو مهاجمة حركة المقاومة. إنهم يعتبروننا بحق الحركة الوحيدة القادرة على قيادة الانتفاضات نحو الإطاحة بهم ووجود هذه المقاومة هو يجعل هذه الانتفاضات خطرًا حقيقيًا للإطاحة بالنظام.
بعد انتفاضة يناير 2018، أطلق كبار مسؤولي النظام صراحة تهديدات، مثل علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي أو رئيس جهاز الاستخبارات في قوات الحرس.
منذ ذلك الحين، تقوم وزارة الاستخبارات، بدعم من قوة القدس الإرهابية للحرس، ووزارة الخارجية وسفاراتها، بتخطيط مؤامرات كبيرة.
وكان من المقرر أن يحدث أول هجوم كبير خلال احتفالات نوروز (رأس السنة الإيرانية الجديدة) التي تحتفل بها المقاومة الإيرانية في تيرانا، عاصمة ألبانيا. لكن المؤامرة أحبطت من قبل أجهزة الأمن الألبانية. كان من المفترض أن يكون هناك هجوم رئيسي ثانٍ أثناء المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في فيلبينت، في ضواحي باريس الذي حضره المئات من الشخصيات من أكثر من 50 دولة، من أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط.
قام النظام بتنشيط إحدى خلاياه النائمة في أوروبا لهذه العملية. تم تسليم العبوة الناسفة إلى هذه الخلية من قبل أحد دبلوماسيي النظام كان يعمل في فيينا. ومع ذلك، اكتشفت الشرطة البلجيكية الإرهابيين واعتقلتهم في الوقت المحدد. وألقت الشرطة الألمانية القبض على هذا الدبلوماسي لدى عودته من مهمته لتسليم المتفجرات للإرهابيين. وهو لا يزال في السجن في بلجيكا.
وكشفت المقاومة الإيرانية عن تفاصيل العملية، وكذلك هوية القادة الرئيسيين للنظام الذين أمروا بتنفيذها.
هاتان الحالتان لم تكونا المبادرات الإرهابية الوحيدة ضد المقاومة الإيرانية. بل شهدنا مؤامرات إرهابية أخرى من النظام ضد المقاومة خلال العامين الفائتين ؛ منها تم القبض على اثنين من عملاء النظام على وجه التحديد في الولايات المتحدة.
في أكتوبر 2019، كشفت الشرطة الألبانية عن محاولة إرهابية جديدة قام بها النظام، قادها في هذا البلد خلية لقوة القدس. طردت ألبانيا مؤخرًا دبلوماسيين آخرين للنظام من أراضيها.
نشرت وكالات الاستخبارات الألمانية والهولندية مرات عديدة تقارير عن المؤامرات التي تقوم بها سفارات النظام ضد المقاومة الإيرانية.
في الوقت نفسه، تشارك وزارة الاستخبارات ووزارة الخارجية وقوات الحرس وعشرات من الوكالات والأجهزة الإرهابية والسياسية في النظام في حملة كبيرة من الشيطنة والتشهير ضد المقاومة الإيرانية.
من خلال هذه الحرب القذرة، يريد الملالي كبح التضامن الدولي مع نضال الشعب الإيراني من أجل الإطاحة بالنظام.

تتبع هذه الديكتاتورية استراتيجية ثلاثية الأبعاد للبقاء: القمع الوحشي، تصدير الإرهاب وبرنامج الحصول على القنبلة النووية

8. بعد عقود من الصمت، هل تعتقدين أن الرأي العام يدرك أخيرًا حالة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران؟ هل تعتقدين أن هناك الآن المزيد من الدعم للمعارضين الإيرانيين من الرأي العام؟ وكيف من جانب الحكومات الغربية؟ ما هي الإجراءات التي يجب أن تتخذها المنظمات الدولية فيما يتعلق بالنظام الإيراني؟

إن حجم الجرائم والمجازر واضطهاد المرأة والتحرر في إيران واستمراره لسنوات عديدة ليس مخفيا عن أعين العالم.
على سبيل المثال، أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها من هيئات الأمم المتحدة حتى الآن 65 مرة انتهاكات النظام لحقوق الإنسان في إيران. بفضل جهود المقاومة الإيرانية، أدانت العديد من البرلمانات في جميع أنحاء العالم القمع الذي يمارسه النظام.
المقاومة الإيرانية تعمل على لفت الانتباه إلى هذه الجرائم. على سبيل المثال، أصدرت قوائم ضحايا عمليات الإعدام، ووثقت عشرات أنواع التعذيب في سجون النظام، والمقابر الجماعية السرية التي دفن فيها ضحايا عمليات الإعدام هذه، ونشرت شريط فيديو للرجم من قبل قوات الحرس والملالي.
المشكلة هي أنه على الرغم من كل هذا، فإن الحكومات، وفي مقدمتها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تجاهلت الوضع الخطير لحقوق الإنسان في إيران من أجل المصالح الاقتصادية والدبلوماسية.
نناشد الحكومات الأوروبية وأمريكا أن تشترط علاقاتهما مع نظام الملالي بإنهاء عمليات اعتقال المحتجين والإفراج عن الآلاف من المحتجزين أثناء انتفاضة نوفمبر وبعدها.

9.هل تعتقدين أنه سيكون من الممكن تهدئة المنطقة إذا تغير النظام الإيراني؟

يشكل تصدير الإرهاب والتطرف جزءًا مهمًا من استراتيجية النظام للبقاء في السلطة. أشار خامنئي وقادة الحرس مرارًا وتكرارًا إلى أنهم إذا لم يخوضوا الحرب في سوريا أو العراق أو اليمن، فعليهم القتال في طهران ومدن أخرى في إيران للحفاظ على نظامهم.
لمتابعة هذه السياسة، تخصص الحكومة جزءًا كبيرًا من دخل البلاد في الأعمال العسكرية.
إن انخراط باسدران – قوات الحرس – في سيناريوهات الحرب المختلفة منذ عام 2011 خلق ضغطًا قويًا جدًا على الاقتصاد الإيراني.
وبينما تعاني البلاد من الإفلاس والركود الاقتصادي العميق، تواصل الحكومة إنفاق مبالغ فلكية على هذه السياسة. لقد رفض المجتمع الإيراني التدخل الإجرامي في بلدان المنطقة.
أما بالنسبة لحاجة النظام إلى الحفاظ على سلطته، فسوف يستمر النظام في عدوانه وإرهابه وانتهاكاته لسيادة دول المنطقة حتى الإطاحة به. ولهذا السبب من الضروري أن تعارض حكومات الغرب والشرق الأوسط بشدة هذا التدخل وأن تطرد النظام من بلدان المنطقة بأكملها.
في الحقيقة، من بيروت إلى بغداد وطهران، تهتز الأرض تحت أقدام الملالي.

https://www.elespanol.com/mundo/20200208/maryam-rajavi-regimen-callejon-sin-mantiene-represion/465454417_0.html

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید