15 يناير 2015

مريم رجوي: الهجمات الإرهابية في باريس تعارض في الاساس الإسلام دين التسامح والتعايش

Catégories // الاحداث // نشاطات

مريم رجوي: الهجمات الإرهابية في باريس تعارض في الاساس الإسلام دين التسامح والتعايش

ايها السادة والسيدات
ايها الأصدقاء الأعزاء
هنيئاً لكم عام 2015
أتمنى أن نحوّل السنة الجديدة وبالتضامن بين جميع القوى الديمقراطية الى سنة لهزيمة الإرهاب والتطرف والتشدد المقنع باسم الإسلام في فرنسا والشرق الاوسط وأنحاء العالم.
ان المقاومة الإيرانية التي استشهد 120 الفا من أعضائها في النضال ضد الفاشية الدينية تعرب عن مؤاساتها مع عوائل الضحايا.

ان السمة الخاصة في تنفيذ هذه الجرائم النكراء والاغتيالات الهمجية هي استهداف الكتاب والصحفيين باسم الإسلام ولهذا السبب انني ونيابة عن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية استنكرت فوراً هذه الجريمة وبأشد العبارات وأعلنت باسم امرأة مسلمة: ان تعاليم الإسلام وسنة رسول الله بعيد عن هكذا توحش والدين يكره هذه الاعمال.
أقام الشعب الفرنسي تجمعاً ضخماً اليوم ونحن شاركنا فيه وأعربنا عن تضامننا معهم. المتطرفون يحاربون الديمقراطية والحرية والمساواة والنور ليجلبوا معهم الاستبداد والظلام. لكنهم بلا شك لن ينتصروا.
وقبل سنوات كان الخميني هو الشخص الوحيد الذي أسس الإرهاب والتوحش في عصرنا وسط استغراب وحيرة العالم وذلك بإصدار فتوى وأصدر حكما باغتيال كاتب (سلمان رشدي) وجميع مترجمي الكتاب والناشرين له وبات مصدرا للشر الذي صبغ الآن شعوب الشرق الأوسط بالدم والكوارث واستهدف باريس وقيم الجمهورية الفرنسية يوم 7 كانون الثاني/يناير2015 هكذا لهجمة وحشية وصبغها بالدم.
نعم ،إن النظام الإرهابي والوحشي والمتطرف الحاكم في إيران يعد المحرك والدافع لجميع التيارات المتطرفة التي تعمل تحت لافتة الإسلام .
يا ترى مَن روّج مرة أخرى الرجم وبتر اليد والاطراف وفقء العيون في نهاية القرن العشرين؟ انه هو نظام الملالي في إيران.
من أبدع تصدير الإرهاب لبناء الخلافة الإسلامية؟ انه هو نظام الملالي في إيران.
والآن لزم قادة نظام الملالي الصمت حيال هذه الجرائم النكراء. إن جميعهم من رئيس برلمانهم إلى المشرف على صلاة الجمعة بطهران يريدون استغلال هذه الجريمة الإرهابية من اجل الابتزاز والمساومة وباتوا يطالبون فرنسا بتغيير سياستها تجاه القضية السورية من أجل الحفاظ على أمنها وأن تدعم فرنسا دكتاتورية الأسد.
ايها الأصدقاء الأعزاء
ان العام الذي مضى كان مليئا بالخطوب فيما يتعلق بإيران والمنطقة:
وفي داخل إيران فشل مشروع مهزلة الاعتدال لنظام الملالي وحصيلته هي 1200 حالة إعدام خلال الأشهر الـ 18 الاخيرة، مع موجة بالاعتداء برش الحوامض على النساء وتسونامي البطالة والغلاء وتدفق ايرادات البلد الى جيوب ديكتاتورسوريا.
فعلينا أن نذكر من جديد بكلام قائد المقاومة مسعود رجوي الشهير بأن الأفعى لن تلد حمامة ولا يخرج معتدل من الفاشية الدينية.
وكان البعض يظنون قبل 14سنة اذا منحوا تنازلات لهذا العدو للإنسانية فانه سيعتدل وكلكم تتذكرون كيف فتحوا ملفا ضخما ضد المقاومة الإيرانية في فرنسا بشنهم مداهمة واسعة النطاق في 17 حزيران/ يونيو 2003 وعمليات الملاحقة والمضايقات وتوجيه مختلف صنوف التهم لكنه من حسن الحظ بقينا صامدين وشامخين وتم توثيق درس سياسي عميق يتمثل في أنه عندما تدرج الدول الغربية مجاهدي خلق اي اكبرحركة مسلمة ومنظمة مضادة للتطرف والإرهاب بامتياز في قائمة الإرهاب وتضطهدهم ويكرسون جهد أجهزة الشرطة والجهد السياسي والقضائي ضدهم، فان التطرف والتشدد الإسلامي والإرهاب المنبثق عنه يجد الساحة مفتوحاً أمامه ويتنفس.
ومن حسن الحظ أغلق القضاء الفرنسي في عام2014 ملف أحداث 17 حزيران/ يونيو 2003 والذي كان ضد المقاومة الإيرانية لكنه بعد صدور القرار لمنع الملاحقة عاد الملالي مرة أخرى ليطعنوا القرار بالاستئناف مبدين هذه المرة رعونة أكبر لأنهم طلبوا الاستئناف باسم شخص كان قد مات قبل 9سنوات. وبحسب مجلة كاناراآنشنة « يجب القول في محكمة الاستئناف بباريس أيها الأموات انهضوا!»
أيها الأصدقاء الأعزاء؛
ان ظهور داعش في عام 2014 خلق أزمة دولية. التطرف تحت لافتة الإسلام والذي يهدد اليوم كل المنطقة عقائديا هو حصيلة النظام الإيراني الذي يسعى منذ 36 سنة لمده وتوسيعه.
وها هم الملالي الإيرانيون واللوبيات الموالون لهم يحاولون احتواء أزماتهم من خلال ما سموه بمحاربة التطرف واللوبيات التابعون لهم يوصون بضرورة اشراك إيران في التحالف الدولي للحرب ضد داعش.
فيما تؤكد المقاومة الإيرانية منذ ثلاثة عقود أن النظام الدكتاتوري الديني والإرهابي الحاكم في إيران يشكل بؤرة للتوتر وتصدير الإرهاب والرجعية في هذه البقعة من العالم.
أيها الأصدقاء الأعزاء ؛
انني أؤكد بان النظام الإيراني هو أهم عامل لزعزعة الاستقرار في المنطقة وأن الشرط الضروري لتحقيق الاستقرار في المنطقة هو قطع دابر النظام الإيراني في المنطقة ولاسيما في العراق وسوريا. حيث أن فيلق القدس الإرهابي والميليشيات التابعة لقوات الحرس يرتكبون جريمة لاانسانية يوميا في كل من سوريا والعراق ومنها ابادة الجيل من اهل السنة في العراق.
انظروا الى تقرير العفوالدولية وتقارير أهم الوكالات في العالم. كما يصرح مسؤولون أكراد عراقيون بأن تعامل الميليشيات يشبه تعامل داعش بل اسوأ منه ولديهم مهارة في أعمال القتل والحرق والنهب.
هناك حل وحيد لهذه المأساة يتمثل في الصمود أمام المصدرالرئيسي لهذه الأزمة أي النظام الإيراني. فيما يتعلق بالتطرف تحت لافتة الإسلام قيل الكثير الكثير ولكنه بخصوص الحل الفكري والثقافي والجذري لمواجهة التطرف يقال قليلا قليلا. ما هو النقيض؟ انه الإسلام الديمقراطي والمتسامح.
في إيران اي بؤرة التطرف و ادعاء الخلافة الرجعية تحت لافتة الإسلام نجد أن حركة مجاهدي خلق تمثل هذا الحل، اي الإسلام الذي لايقبل الاستبداد والاكراه في الدين بحكم القرآن الكريم: «لاَ إِکرَاهَ فِی الدِّینِ». الإسلام الذي يعد الناس مصدراً للقانون والسلطة ويحترم حقوق الناس. الإسلام يعد القتل واغتيال شخص بمثابة قتل جميع الناس مثل ما ورد في القرآن الكريم : فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا
احتفينا قبل اسبوعين بمولد السيد المسيح عيسي بن مريم عليه السلام كما احتفلنا هذا الاسبوع بالمولد النبوي الشريف محمد(ص) وبمناسبة هذين اليومين العظيمين لابد أن أؤكد على التعايش السلمي بين اتباع الأديان. الغاية الرئيسية هي التسامح والحرية والسلام. وان الذين يروجون الاستبداد والقساوة تحت غطاء الإسلام هم ألد الأعداء للإسلام. ان الذين يقتلون الصحفيين بحجة الدفاع عن نبي الإسلام ، فلم يفهموا من الإسلام شيئاً.
لا يمت خطف الفتيات في نيجيريا ولا مذبحة الاطفال في الباكستان، ولا الشنق اليومي للسجناء ورش الحوامض على النساء في إيران، ولا قطع رؤوس لرعايا الغرب ولا حملة إبادة السنة في العراق ولا هجمات باريس، للإسلام بأدنى صلة.
أيها الأصدقاء الأعزاء ؛
أريد أن أغتنم الفرصة لأناشد الفرنسيين وجميع دول العالم الغربي ان يحولوا هذا التضامن الى تضامن دولي واسع بوجه البربرية وتوحش التطرف المقنع بالإسلام والذي بؤرته هي النظام الإيراني. نظام ولاية الفقيه هو مصدر الإلهام ومصدر التمويل والتسليح للتطرف سواء عمل تحت لافتة الشيعة أو السنة. وفي حملة التضامن العالمية هذه للشعب الإيراني و شعوب الدول الإسلامية مكانة خاصة لهم.
دعوتي الأخرى موجهة الى جميع المسلمين الفرنسيين وكافة شعوب العالم لمساندة هذه الجبهة الموحدة ضد التطرف الإسلامي وعلى وجه التحديد ضد نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران.
وتتمحور هذه الجبهة على عدة ركائز بسيطة لكنها اساسية وهي: رفض الديكتاتوري الديني ورفض التمييز الديني ورفض اي ممارسة القهر والعنف والاضطهاد تحت اسم الدين ومواجهة النظام الإيراني باعتباره العدو الرئيسي لشعوب دول المنطقة. وهذا هو النداء الذي له استيعاب وطاقة جبارة لإزالة بساط التطرف المقنع تحت لافتة الإسلام . لانه يعتمد على المطاليب وايمان الأغلبية الساحقة من المسلمين.
أيها الأصدقاء الكرام ؛
لابد أن أتحدث بشأن وضعية الأشرفيين في مخيم ليبرتي الواقع في العراق. لقد شدد نظام الملالي والعناصر الموالية له من العراقيين خلال الاشهر الاخيرة الحصار الطبي المفروض على مجاهدي خلق منذ 6سنوات وهذه المضايقات تأتي رداً للملالي على نقيض التطرف، لأن المجاهدين يؤمنون بالإسلام الحنيف والمتسامح ويناضلون من أجل تحقيق جمهورية مبنية على سلطة الشعب وفصل الدين عن الدولة. أود ان أدعوكم أنتم الأصدقاء القدامى للاشرفيين فرداً فرداً ان تحثوا القيادة الفرنسية على أخذ زمام مبادرة جديدة لوضع حد للحصاراللاانساني المفروض على ليبرتي.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید