04 أبريل 2021

مريم رجوي: الحالة الثورية للمجتمع الإيراني، تألق البديل الديمقراطي الوحيد للنظام

Catégories // آخر الأخبار // الاحداث // نشاطات

مريم رجوي: الحالة الثورية للمجتمع الإيراني، تألق البديل الديمقراطي الوحيد للنظام

الدورة الاستثنائية لاجتماع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية

أجدّد تحياتي وتهانيّ بمناسبة نوروز لأعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المحترمين والحاضرين في الاجتماع بصفة مراقبين، وجميع الأصدقاء والرفاق والأخوات والإخوة الكرام.
بحلول العام الإيراني 1400 بلغ صمود هذا المجلس في مواجهة نظام ولاية الفقيه أربعين عامًا والذی یمثل أكبر وأقوی مقاومة منظمة في تاريخ إيران على مر‌ّ‌التاریخ.
في بداية الاجتماع، نستذکر أعضاء المجلس الذین ترکونا خلال الأشهر الأخيرة ولكنهم أحیاء فی ذاکرتنا. على وجه الخصوص، الطيار المجاهد العقيد بهزاد معزي، البطل القومي وباعث الفخر الذي نقل قائد المقاومة‌ مسعود رجوي من طهران إلى باريس خلال الرحلة التاریخیة الحافلة بالمخاطر، والذي كان عضوًا دائما في وفد تمثيل مجاهدی خلق فی اجتماعات المجلس الوطنی.
نوّجه التحیة إلی روحه الطاهرة.
وكذلك نستذکر بالأعضاء الصدّيقين الآخرين للمجلس الذين تركونا، الكاتب الشاعر والمفكّر الكبير المجاهد الصدّيق حميد أسديان، والمجاهد الصدّيق جلال براش أحد القادة الشجعان في جيش التحرير، ونوجّه التحیة إلی کل من الأختین المجاهدتین الصدّیقتین أفسانة بیجکاه وسعیدة شاهرخي اللتین تحمل کل واحدة‌ منهما علی أکتافها مسؤولیات جسیمة‌ لسنوات عدیدة في هذه المقاومة وأثبتتا کفاءة المرأة الإيرانية.
تحياتي لهم جميعًا.

العام الإیراني 1400 عام حاسم

أصدقائي الأعزاء،
العام 1400، هو عام حاسم. هذا العام، بقدر ما يمكن توقعه، ینطوي علی تطورات هامة فی المستقبل، يمكن أن يكون لكل منها آثار سياسية واجتماعية واسعة؛ بدءًا من مسرحیة الانتخابات الرئاسية للنظام ومرورًا بمصير الاتفاق النووي وإلى اشتعال نيران الانتفاضات الکامنة‌ تحت رماد كورونا.

في العام الماضي فرض كورونا والوفيات الناجمة عنه على نطاق واسع، إلى جانب تفشي الفقر والبطالة، معاناة کبیرة علی أبناء شعبنا، وبلغ عدد الضحایا حتی یومنا هذا حوالي 240 ألف شخص، ولا شکّ أن سببها كان ومازال خامنئي وروحاني.
كان من الممكن أن يكون هذا الرقم أقل بكثير لولا سياسات النظام اللاإنسانية. كما کانت حالة ملايين الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم وملايين الأشخاص الذين اصيبوا بالفقر أمرا قابلا للتفادي.
النظام مهّد الطريق لانتشار المرض في المدن الإيرانية، وتملّص من اتخاذ الإجراءات الأساسية للسيطرة على المرض، ورفض إنفاق قسم من حوالي تريليون دولار من ثروات المؤسسات التي یستولي علیها خامنئي لمكافحة المرض. کما حظر خامنئي استيراد اللقاحات، لکن رغم کل ذلک، فإن الاستعداد الاجتماعي للانتفاضة لم یفقد ولا يزال یمثل الواقع الأكثر أهمية في إيران.
وصار المجتمع الإيراني کبرميل بارود جاهز للاشتعال والانفجار في وجه ظلم الملالي. الظروف الاجتماعیة المتفجّرة مستعدّة لإسقاط النظام. هناک تناقض حادّ ناریّ بين المجتمع الإيراني والاستبداد الحاكم. والنظام هشّ بالٍ لیس أمامه حلّ .
من الواضح أن الوضع السياسي والاجتماعي مهيأ ومستعد اليوم لإسقاط النظام.

الحالة الثورية للمجتمع الإيراني

الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن المجتمع الإيراني دخل مرحلة الانتفاضة والحراک الشعبي منذ ديسمبر 2017. منذ ذلك اليوم، كانت هناك خمس انتفاضات شاملة‌ على مستوى البلاد والعديد من الانتفاضات جرت في كازرون وخرمشهر وبرازجان وسيستان وبلوشستان. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك إضرابات واحتجاجات متواصلة على مستوى البلاد نظمها مختلف شرائح المجتمع، من سائقي الشاحنات إلى المتقاعدين، وعمال مصنع الصلب في الأهواز، وعمال قصب السكر في‌ هفت تبه، والمعلمين، والطلاب والممرّضات والعاملين في صناعات النفط والغاز والبتروكيماويات، والمصافي ومحطات الطاقة.
يدرك النظام جيداً أن انتفاضات رادیکالیة تهدده. لكنه غير قادر على تقدیم حلّ سياسي واقتصادي لاحتواء الانتفاضات. کلّما كان الحل الذي يتخذه، کلّما یقوّض أسس النظام نفسه.
أحد المجالات المهمة لهذا الصراع هو انتشار فقر مدقع، يؤدي باستمرار إلى تفاقم النقمات الشعبیة التي لا يوجد لدى النظام حلّ لها. وبالأحری أن نقول إنه لا يريد ولا يستطيع أن یقدم حلا لها.
الواقع أن عشوائیات المدن الکبری، مع الجماهیر الملیونیة‌ المحرومة من أبسط مقوّمات العیش والعاطلين عن العمل وآناس لا دخل لهم، تشكل العمود الفقري الدائم للعصیان ولعمال الشغب.
وتعدّ‌ عشوائیات المدن نتيجة لسياسات التدمير والنهب لنظام معاد للشعب اعتمدها في تسعینیات القرن الماضی وبالتالي تراكمت خلال هذه العقود الثلاثة تناقضات أساسية لا يمكن السيطرة عليها.
المدن الثائرة، هذا عنوان استخدمه لأول مرة رئيس المجلس الوطني للمقاومة حول أوضاع المدن الإيرانية، والذي تجلى في انتفاضات السنوات الأخيرة، وخاصة في انتفاضة تشرين الثاني (نوفمبر) 2019.

مريم رجوي: الحالة الثورية للمجتمع الإيراني، تألق البديل الديمقراطي الوحيد للنظام

التناقض القاتل لنظام الملالي

مع تعاظم الظروف الموضوعية التي تنبئ بسقوط النظام، تدهور حال النظام إلى مستوى غير مسبوق في العقود الأربعة الماضية. إن هشاشة الحكومة، واستنزاف احتياطياته وقدرته على إعادة إنتاج قواه الحيوية، وتآكل قواه القمعية تحت ضغط الاضطرابات الاجتماعية، أغرقت النظام في دوامة تزید جهوده للحفاظ على السلطة، من نبرة الصراع الناري بين الشعب والحکم.
ومن الأحرى في هذا الصدد، إلقاء نظرة على سياسات النظام في عدة مجالات مهمة، حیث نجم کل واحدة منها من التناقض القاتل الذی هو سمة‌ النظام.
الأولى: هجمات النظام وأعمال القصف الصاروخي على القواعد الأمريكية في العراق أو المنشآت النفطية والمطارات في السعودية، والتي زادت منذ تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.
النظام بحاجة إلى هذه الهجمات للحفاظ على توازنه الداخلي والضغط على الأطراف الغربية لرفع العقوبات. فإذا استمر في إشعال هذه الأعمال الاستفزازیة، فسوف يجعل موقفه هشًا؛ وإذا تراجع، فإنه يفقد أداة للقوة و یمهّد الطريق لفقدان كل السلطة والسيادة.
الثانية، في مشروع صنع القنبلة الذرية، اتخذ النظام إجراءات مثل تخصيب اليورانيوم عالي التركيز، وإنتاج معدن اليورانيوم الذي لا یستخدم سوى لصنع القنبلة‌ النوویة، والانسحاب من البروتوكول الإضافي.
على أي حال، فإن الاستمرار في هذا المسار والسعی لصنع قنبلة سیضع النظام تحت ضغط أكبر من العقوبات ومزيد من العزلة العالمية، وسيزيد من الصراع بين الشعب والحکم وتفاقم الصراعات الداخلية بين زمر النظام. من ناحية أخرى، فإن التخلي عن برنامج صنع القنبلة، يحرم النظام من أداة أخرى من سلطته ويؤدي إلى إزالة هيمنة خامنئي وسلطة ولاية الفقيه وهي الخط الأحمر لخامنئي. وهنا یظهر التناقض القاتل للنظام نفسه.

والثالثة قضية العقوبات الدولية التي أوصلت النظام إلی حد الخناق خاصة في المجال الاقتصادي.
فمن جهة يعدّ رفع العقوبات حاجة ملحّة للنظام، ويدعو قسم كبير من الاجنحة داخل النظام، بشكل علني وسري، إلى رفع العقوبات في أسرع وقت ممكن. وقال حسن روحاني في أواسط شهر مارس: “لن نفوّت دقيقة واحدة من أجل رفع العقوبات الجائرة عن الناس”.
لكن من جهة أخرى، یتشدق خامنئي بفوائد العقوبات، قائلاً إنه بدلاً من المطالبة برفع العقوبات، يجب “تفعيل قوتنا الداخلية”. وشدّد على أنه لا ينبغي لأحد أن “يربط قضية اقتصاد البلاد برفع العقوبات”.

المسألة الرابعة هي معضلة النظام في علاقته بالولايات المتحدة. فمن ناحية، النظام بحاجة إلى العلاقات مع الولايات المتحدة، سواء بسبب الاتفاق النووی، أو بسبب رفع العقوبات، أو بسبب الاحتياجات التكنولوجية والصناعية المختلفة، ومن ناحية أخرى، لا يريد التراجع من سياساته الأساسية.
قبل فترة طويلة من الانتخابات الأمريكية، كان خامنئي وروحاني يتوهمان أنهما سيعودان إلى نفس التوازن الحاکم في عهد أوباما الذي أدی إلی التوقيع على الاتفاق النووی في عام 2015. ولكن كما قال رئیس المجلس الوطنی للمقاومة: “بعد انتفاضات نوفمبر 2019 وديسمبر 2017، کأس خامنئی قد امتلأ وإناء ولایة‌ الفقیه قد انکسر. وأن العودة إلى الفترة السابقة من المهادنة والتوازن لیس إلا سرابا وحلما”.
والآن، بعد شهرين ونصف من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، صعّد خامنئي من الهجمات علی القواعد الأمريكية.
أما المسألة الخامسة فهي اقتصاد البلاد الذي وضعه المنهار غني عن الشرح. من إفلاس النظام المصرفي، إلی إفلاس صناديق التقاعد، وإفلاس نظام الضمان الاجتماعي وانهيار سوق الأوراق المالية.
ويقول خبراء النظام: “إذا وضعنا الدعاية جانبًا، فلن يتمكن أحد في إيران اليوم – لا حكومة روحاني ولا البرلمان ولا الحرس – من إخراج البلاد من المستنقع الذي وقعت فيه”.

في هذه الحالة، يجب على خامنئي إما إنفاق عائدات البلاد وثرواتها لتحریک دوران عجلات الإنتاج، وخلق فرص العمل والرفاهية العامة، ففي هذه الحالة يجب عليه التوقف عن إعطاء الأولوية للحرس وآلة القمع والحرب والإرهاب، وبالتالي انتهاج طريق التحول وفقدان السلطة.
أو الاستمرار في المسار الحالي الذي تكون فيه كل السبل لتمويل النظام علی غرار زيادة سعر البنزين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019. أي توفیر النفقات من جيوب المواطنین.
على سبيل المثال رفع سعر الصرف الأجنبي، والذي يعتبر وفقًا لرئيس مكتب حسن روحانی سياسة متعمدة للنظام، وكذلك التحصيل على عوائد من سوق الأوراق المالية، الذي يقال إنه 1،400،000 مليار تومان، وبالطبع على حساب تضرر الملايين من الناس وإفراغ جيوب عشرات الملايين الآخرین.
لكن هذه السياسة المعادية للشعب تشعل نار السخط ضد النظام بكل أركانه يومًا بعد يوم. وهنا مرة أخرى يظهر نفس التناقض القاتل.
الحقيقة أنه بعیداً عن الاتفاق النووي أو البرنامج الصاروخي أو رفع العقوبات بل حتى استیراد اللقاحات وتوفير الوظائف والمياه والخبز لأبناء الشعب يكسر هيمنة خامنئي.
إنه يسير في طريق يجعل صراع المجتمع ضد النظام أكثر حدة مع كل خطوة يخطوها.

نعم لجمهورية ديمقراطية

أيها الأصدقاء الأعزاء،
ستکون مسرحیة الانتخابات الرئاسية التي هي أمام النظام مشهد آخر من التناقض القاتل للنظام.
خامنئي وللسيطرة على الوضع يحتاج بشدة إلى تخصیص کرسی الرئاسة لأحد الرجال المعيّنين من قبله وتشكيل حكومة من لون واحد. لكن هذا التغيير يجعل النظام بأكمله عرضة للخطر أمام مجتمع مستاء للغاية. فإذا فشل خامنئي والحرس في تنفيذ هذه الخطة، فسیتعمق الخلاف في رأس الحكومة أكثر بكثير مما كان عليه في الفترات السابقة، مما سيهزّ هيمنة خامنئي.
لكن فيما يتعلق بالشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة، فإن مهزلة الانتخابات هی مجرد وسيلة للتستر على الوجه القبيح المتعطش للدماء للاستبداد الديني.
مسرحیة‌ الانتخابات فی نظام ولاية الفقيه ليست حرة، ولا ينطبق عليها أي من المعايير الدولية للانتخابات، والشعب الإيراني لا يعطيها أدنى شرعية.
المجلس الوطني للمقاومة قاطع بشكل حازم جميع المهازل الانتخابية على مدى العقود الأربعة الماضية، وکشف عن تلاعب النظام بالأرقام بهدف تصویر زيادة الإقبال عدة مرات. هذه المرة أيضا، سیردّ الشعب الإيراني على مسرحیة الانتخابات للفاشية الدينية بالرفض والمقاطعة‌ الشاملة.
نعم، صوتنا هو إسقاط النظام!
نحن نقول: لا لحكم ولاية الفقيه ونعم لجمهورية ديمقراطية
نعم لجمهورية تعددية تقوم على انتخابات حرة، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وإلغاء عقوبة الإعدام، والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد أتباع الديانات المختلفة، والحکم الذاتي لجميع القومیات.

مريم رجوي: الحالة الثورية للمجتمع الإيراني، تألق البديل الديمقراطي الوحيد للنظام

تقدم حركة المقاومة

أصدقائي الأعزاء
تجلى استعداد الحالة الثورية الداعية لإسقاط النظام في مجالين رئيسيين:
أولاً، في توسيع وتثبيت معاقل الانتفاضة وعدم إمكانية وقف نشاطاتها. بحیث أنه في عام 1399 الإیرانی الماضي، وعلى الرغم من كل الضربات والاعتقالات، زاد عدد المعاقل کمًّا ونوعًا کما زادت أنشطتها الخارقة للاختناق زيادة كبيرة.
لكن المجال الثاني الذي تتجلى فيه الحالة الثورية هو تألق البديل الديمقراطي الوحيد للنظام، المتمثل فی المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة.
واستمرت أنشطة المجلس علی الصعیدین ال‍سياسي والدولي على مدار العام رغم القيود التي فرضتها جائحة كورونا، وحقق المجلس نجاحات كبيرة.
نشاطات أعضاء المجلس الوطني للمقاومة في فضح مؤامرات النظام وعملائه ضد مقاومة الشعب الإيراني، وعقد العديد من المؤتمرات الدولية، لا سيما المؤتمر السنوي العام للمقاومة عبر الإنترنت والأنشطة الدبلوماسية للمجلس وجهوده علی ساحة الهیئات الدولیة‌ المدافعة‌ عن حقوق الإنسان خیر دلیل علی هذه المکانة‌ المتمیزة.
إن قرار مجلس النواب الأمريكي من الحزبين بتوقيع 222 عضوًا في حزيران (يونيو) الماضي وقرار 158 عضوًا في الكونغرس الجديد دعمًا لخطة المقاومة الإيرانية المكونة من عشرمواد ورفض ديكتاتوريتی الشاه والملالي‌ هما قراران معبّران جدًا لهما دلالتهما. وينص القراران على أن “الشعب الإيراني يرفض الديكتاتورية الملكية ويعارض الديكتاتورية الدينية”.
في 20 ديسمبر الماضی أصدر 225 نائبًا من مجلس شوری خامنئي بيانًا عبّروا فيه عن غضبهم من الموقع الدولي الذي تحظی به منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة، قائلين: «البرلمان الأوروبي يدعم دائمًا مجاهدي خلق والمجموعات الداعیة‌ للانفصال ويستضيف قادة‌ المجموعات الإرهابیة‌ فی البرلمان ويسهّل نشاطهم الحرّ».
في غضون ذلك، يُعتبر إدانة الدبلوماسي الإرهابي للنظام وثلاثة من مرتزقته بتهمة محاولة تنفيذ هجوم إرهابي في التجمع السنوي للمقاومة منعطفًا هاماً. خاصة الحصول على وثائق، تؤکد تلقى أشخاص آخرین أيضًا أموالًا نقدیة مباشرة من أسدی.
وبحسب الصحافة، فقد عثرت الشرطة علی قائمة لهؤلاء الأشخاص، وأنا قلت في خطابي بمناسبة نوروز، إننا نريد من الجهات المعنية نشر جميع المحتويات والوثائق والأسماء والعناوين التي تم الحصول عليها في دفاتر دبلوماسي النظام الإرهابي دون اعتبار أي ملاحظة.

فشل البدائل المزیفة

أیها الأصدقاء،
إن موقع المجلس الوطني للمقاومة يتأتى نتيجة مواجهة الشعب الإيراني مع الاستبداد الديني أكثر من أي شيء آخر. ففي هذا الصراع، كان التطور الأهم هو انتفاضة نوفمبر الكبرى، والتي أظهرت صحة وشرعية استراتيجية المقاومة الإيرانية لإسقاط النظام في الشوارع، ولم تترك مجالًا للبدائل الزائفة والمدّعین الوهمیین.
وقد ظهر الأثر السياسي الأول لهذا الحدث في انتفاضة يناير تحت شعار “لا نريد ملكاً ولا مرشداً”.
ثم، طوال عام 1399 الإیرانی الماضي، رأينا فشل أو فضيحة أو تساقط البدائل المزیفة.
وكشف الملالي عن أسماء بعض عملاء مخابراتهم، الذين استخدموهم مرارًا وتكرارًا ضد مجاهدي خلق، واعترف وزير مخابراتهم بأن إنتاج الأفلام والمسلسلات ضد المجاهدين كان من عمل وزارة المخابرات سيئة السمعة. وفكّكت السلطة القضائية للملالي ما كان يُستخدم منذ فترة طويلة کوسیلة‌ إعلامیة معارضة للنظام بالتضحية بمدیرها.

وقال العديد من المدّعين بصراحة إنهم يفضّلون النظام على المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق وأقروا بوضوح بأنه في الحرب بين النظام والمناهضين له سيقفون بجانب النظام.
وهل تتذكرون أن قائد المقاومة مسعود رجوي كان يقول منذ اليوم الأول وفي الواقع بعد مقابلاته في عام 1980 إن المشكلة في الثورة ضد الشاه كانت تتمثل في أن جماهير الشعب وبسبب حكم دكتاتورية الشاه وأبيه لمدة 57 عاما والذي قمع التوعية الوطنية من خلال سلب الحرية ومنع تنامي الأحزاب، كانت تردد في هتافها المنتشر «الموت للشاه» وكانت تعرف ما لا تريد ولكنها لم تكن تعرف بالضبط ماذا تريد وماذا يجب أن يكون مطلوبًا.
وفي عام 1986 قال رئيس المجلس الوطني في رسالته بمناسبة 11 فبراير يوم سقوط نظام الشاه:
“لم تنضج عفوية الشعب العظيمة والضرورية إلى منظمة بسبب الافتقار إلى مستوى وعي الجماهير الذي كان في حد ذاته نتيجة لاستبداد نظام بهلوي على مدى نصف قرن. وكانت منظمة ثورية وشعبية لديها تاريخيا واجتماعيا فرصة للتقدم والفوز في المجتمع الإيراني … تم تفكيكها بالفعل من قبل حفنة من الانتهازيين لصالح الشاه ونظام خميني الذي خلفه، ولم يتم إعادة بنائها بعد. لذلك ، فإن الحدود بين الثورة والثورة المضادة لم تكن بأي حال من الأحوال واضحة ومعمقة. لأنه بينما يعرف عامة الناس ما لا يريدون ومن يجب الإطاحة به؛ لكن لم يعرف الجميع بالضبط ما يريدون وما هو نوع البديل الذي يجب أن يأتي خلفا له وما هي ماهيته وسماته.”
وهذه ترديدة لكثير من رسائل رئيس المجلس الوطني للمقاومة ومنها 11 فبراير 1998 الذي قال:
«ضعف ذلك البحر المضطرب من الحركات العفوية هو قلة العمق والوعي السياسي، وكان شعبنا يعرف ما لا يريده. کان یرفض الشاه ونظامه. لكن لم يكن من الواضح ما هو النظام الذي يريده. وهكذا، منذ غداة سقوط نظام الشاه، برزت جميع أنواع المدّعين السياسيين، ومختلف أنواع المنتفعين والانتهازيين”.
نعم ، بعد 40 عاما من 20 حزيران 1981 والمقاومة الشاملة ضد دكتاتورية ولاية الفقيه و 120 ألف شهيد ومجزرة السجناء السياسيين وانتفاضات ديسمبر2017 ونوفمبر 2019 ، والآن أصبح صوت كل إيراني، إسقاط النظام. مرة أخرى وللمرة الأربعين كما قلنا غداة يوم 20 حزيران، نقول: نعم للتغيير الديمقراطي والثورة الديمقراطية ولجمهورية ديمقراطية!».

تتذكرون قلت في الاجتماع السنوي للمقاومة عام 2018،
النهر الأحمر لدماء الشهداء، لم يفسح تاريخياً حيّزًا لنمو رجعيّة الملالي تحت ستار أخضر ولا لعودة الرجعية الملكية.
و إذاکان بالإمکان بدون تنظيمات والتنظيم القيادي، وبدون اجتياز مراحل الاختبار والامتحان، وبدون دفع الثمن والتضحية والجهاد، يمكن القضاء على هذا النظام، فنحن نقول: تفضلوا، لا تتريثوا ولو للحظة.
إذا كان من الممكن بدون سوابق ورصيد نضالي ضد النظامين، وبدون الحدود الفاصلة مع الدكتاتورية والتبعية، وبدون مقاومة شاملة وكوكبة الشهداء، وبدون خوض المعارك ضد مبدأ ولاية الفقيه والإصلاحيين المزيفين، تحقيق سلطة الشعب بدلاً من هذا النظام، فلا تتأملوا ولو للحظة.
وإذا كانت مواجهة خميني بشأن الحرب الخيانية ووضع حد لنار أتون الحرب وشعار «فتح القدس عن طريق كربلاء»، بدون فرض وقف إطلاق النار عليه من خلال تنفيذ مئة عملية على أيدي جيش التحرير الوطني، وتحرير مدينة «مهران» والتقدّم داخل البلاد حتى مشارف مدينة «كرمنشاه»، وعلى الصعيد العالمي بدون الكشف عن برامج نظام الملالي ومنشآته النووية والصاروخية والكيمياوية والجرثومية، يمكن إسقاط الملالي من عرش الحكم، نعم، لا تتريثوا ولو للحظة.
وإذا كان بالإمكان بدون الكشف على الصعيد العالمي عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم النظام في 67 قراراً أممياً وبدون حملة مقاضاة المسؤولين عن ارتكاب مجزرة السجناء السياسيين عام 1988، وبدون حملة مناصري أشرف في ربوع العالم، وبدون برامج ومشاريع محدّدة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والحکومة المؤقتة بعد نقل السلطة إلى الشعب الإيراني وأخيراً، بدون قيادة مجربّة ومحدّدة تقود هذا النضال العظيم أكثر من 5 عقود، وإذا کان بالإمکان بدون اجتياز هذه المحطات، بين ليلة وضحاها، قطع أشواط دامت 50 عاما، وإحداث تغيير حقيقي في إيران بالتعويل في الخيال فقط على الدعم الخارجي، فتفضلوا، والساحة متروكة لكم.
ولكن الحقائق والتجارب أثبتت أن هذا النظام الظلامي، لا يتحمل التغيير والإصلاحية. لا من نوع «الخضراء» ولا «المخملية».
إسقاط هذا النظام، يتطلّب دفع الثمن. يتطلّب الصدق والتضحية. يتطلّب منظمة وتنظيمات وبديل سياسي رصين. ويحتاج إلى معاقل الانتفاضة وجيش التحرير.
على أية حال، كما قال مسعود قائد المقاومة في تلخيص انتفاضة ديسمبر 2017: «نحن لسنا منافسین لأحد في الوصول إلى السلطة. وطبعاً ليس هناك منافس لمجاهدي خلق في مسار الصدق والتضحية ودفع الثمن».

مريم رجوي: الحالة الثورية للمجتمع الإيراني، تألق البديل الديمقراطي الوحيد للنظام

رئيس المجلس الوطني للمقاومة

أصدقائي والحضور الأعزاء
إن النفوذ اللائق للمجلس الوطني بشكل خاص من خلال دور رئيس هذا المجلس.
وخلال الفترة من العام الماضي، أوضح رئیس المجلس أهم المستجدّات في إيران، كلا على حدة من مرض كورونا وإلى مسار خامنئي في السياسة الداخلية والدولية، وقاد شباب الانتفاضة في ساحة المعركة إلى الإطاحة بالنظام.
وكشف رئيس المجلس عن استراتيجية النظام الشريرة فی وباء کرونا، حیث قال :”الولي الفقيه المتخلف يريد أن يجعل من كورونا عاملا لبقاء نظامه، فيما الشعب الإيراني يريد تدمير فايروس ولاية الفقيه ويجب على أبناء إيران القضاء عليه”.

ودعا الجميع بالقتال ورفع الروح الاقتحامية والنضال بأضعاف مضاعفة واستعادة إيران.
وأنه إذا كانت كل حالة وفاة بسبب کرونا فرصة ونعمة لنظام ولاية الفقيه، فعلينا أن نجعلها دقات ساعة لانتفاضة وجرس إسقاط النظام بالانتفاضة والنضال الدؤوب.

وبهذه التوجيهات الصادرة عن رئيس المجلس، في قضية كورونا، أثبتت المقاومة الإيرانية ریادتها في الدفاع عن الشعب المظلوم بأنه الند للنظام في جمیع المجالات.
وذكّر رئيس المجلس بضرورة تخصيص أصول وثروات الكيانات والمؤسسات التي يسيطر عليها خامنئي لصحة ورفاهية الشعب وتوفير رواتب الكادحين، وأصبحت هذه الدعوة مطلبًا عامًا، بل امتدت إلى داخل صفوف النظام ووسائل الإعلام التابعة له.
وأوصل مسعود رجوي مطلب وخطاب غالبية أبناء الشعب الإيراني إلى ذروته بأنه يجب تفكيك قوات الحرس للنظام. و يجب تخصيص ميزانيتها وأصولها لكورونا وصحة الشعب.
وقال إن نظام ولاية الفقيه حيوان وحشي يفترس الناس ويقتلهم ويبدّد الموارد والطبيعة وثروات إيران.
من خلال عرض بحر قزوين والخليج الفارسي وجزره وأسماكه بالمزاد، وبتدمير احتياطيات المياه الجوفية وأزمة المياه، وبالعواقب البيئية للمشروع النووي، ومن خلال غابات محترقة، ومن خلال الأدب والثقافة التي خرجت من ماكنة ولاية الفقيه …

وأمام خداع النظام بإنكار عقم كيانه، أوضح رئيس المجلس حقيقة أن ما ليس في حسبان خامنئي، هو العنصر الأساسي والحيوي المتمثل في الشعب وجيش الجياع والمحرومين. لكن خامنئي يخطأ وحتى إذا كان يحظى، مثل الشاه، بدعم الولايات المتحدة، وأوروبا، والصين، وغيرها من القوى فلن يكون له مفر من الإطاحة بنظامه وسقوطه.

الرؤية المستقبلية

الآن، إذا سألنا إلى أين سيذهب الوضع في إيران وسط مأزق النظام وعدم الحيلة له، وما هي الآفاق والمآلات، فالجواب هو أن الكلمة الأخيرة للشعب والمقاومة الإيرانية ومعاقل الانتفاضة وجيش الحرية.
خلقت انتفاضة نوفمبر2019 نموذجًا شاملاً ورائعًا لكيفية إسقاط النظام على يد قوى الانتفاضة والثورة.
سأل قادة النظام والحرس المرعوبون بعضهم البعض كيف تمكن المنتفضون من مهاجمة 900 مركز للنظام في 200 مدينة في وقت واحد. لماذا ضرب الجميع أهدافا مشابهة لبعضها البعض؟ ‌ ولماذا استخدم الجميع أساليب مشابهة؟
والحقيقة هي أن قوة الانتفاضة والثورة هذه تنبض في قلب المجتمع الإيراني وهي نتاج نفس البذور التي زرعها في المجتمع الإيراني 120 ألف شهيد طريق الحرية، والنضال والصمود المستمر الذي أبداهما مجاهدو خلق والمجلس الوطني للمقاومة. إنها قوة العصيان للمجتمع الإيراني والجيل الواعي المنتفض الذي تعتبر معاقل الانتفاضة ونشاطاتها الخارقة لأجواء القمع نبراساً أمام المنتفضين.
يفتخر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بأنه في العقود الأربعة الماضية، منذ تأسيسه، أصر على الإطاحة بنظام ولاية الفقيه بكامل أركانه، وكشف ودحض كل الأوهام حول إصلاح النظام وقابليته للتحول، وفضح أنواع الكذب والخداع عن وجود إصلاحيين ومعتدلين في الفاشية الدينية، وأن حياته الشامخة تتبلور في تمثيل الشعب الإيراني وخطاب الشعب التاريخي «لا» للشاه و«لا» للملالي.
تحية لكل الرجال والنساء الكرام الذين وقفوا بجانب هذا المجلس وأهدافه التحررية والديمقراطية. ولا سيما السجناء السياسيون الشجعان الذين يصمدون في سجون خامنئي وهم يقفون حاملين راية قضية الحرية والمساواة للشعب الإيراني دون مقابل.
وشكرًا لكم جميعًا

مريم رجوي: الحالة الثورية للمجتمع الإيراني، تألق البديل الديمقراطي الوحيد للنظام

مريم رجوي: الحالة الثورية للمجتمع الإيراني، تألق البديل الديمقراطي الوحيد للنظام

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید