15 نوفمبر 2021

مؤتمر في أشرف 3 بألبانيا بمشاركة 1000 سجين سياسي سابق، وإحياء ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019 المضرجة بالدماء

Catégories // آخر الأخبار // البیانات // المواقف

مؤتمر في أشرف 3 بألبانيا بمشاركة 1000 سجين سياسي سابق، وإحياء ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019 المضرجة بالدماء

مريم رجوي:
انتفاضة نوفمبر 2019، انتفاضة مشتعلة مضرجة بالدماء، انتفاضة تحوّلت إلی حمام دم، نار لا تخمد ولن تنطفئ، ینتفض من جدید لمواصلة الکفاح، من ‌أجل محاسبة جميع آمري المجازر ومرتكبيها حتى الإطاحة بالاستبداد الديني الحاكم في إيران.
إن الملالي لم يعد بإمكانهم إخفاء الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. وفشلت محاولات معادیة رامیة لإزالة الهوية عن مجاهدي خلق السجناء الذين تم إعدامهم، وذلک من قبل وزارة مخابرات الملالي‌ سيئة السمعة وأذنابها.

انعقد يوم الأحد ١٤ نوفمبر 2021 مؤتمر لـ ١٠٠٠ سجين سياسي سابق في النظام البائد و النظام الحالي تحت عنوان «حملة من أجل محاکمة المتورّطین فی مجزرتی 1988 و2019 وضرورة محاکمة‌ خامنئي ورئیسي» في أشرف الثالثة بألبانيا، وقد تحدث 12 مجاهدا من السجناء السياسيين السابقين في المؤتمر.
وقالت السيدة ”معصومة ملك محمدي“، مديرة المؤتمر وهي من نائبات الأمينة العامة لمنظمة مجاهدي خلق والتي اعتقلت عام 1982 واحتجزت في سجن إيفين لفترة طويلة، في كلمتها: من بين السجناء الحاضرين هنا 220 امرأة منّا هنَّ من النساء المجاهدات.
ارتُكبت أكبر مجزرة في حق السجناء السياسيين في التاريخ المعاصر، في صيف عام 1988، ولم تُعرف حتى الآن أبعاد حملة الإبادة الجماعية والجريمة غير المسبوقة تلك، ولم يُعاقَب عليها أحد حتى الآن، ولم يمثل أحدا من الآمرين بها ومنفذيها أمام العدالة فحسب بل شغلوا أعلى المناصب الحكومية، ولا يزالون يتمادون في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية وذلك بسبب إعتماد سياسة الاسترضاء مع نظام الملالي.
وبدوره قال ”حسن ظريف“ الذي أمضى 12 عاما في سجني قزل حصار وإيفين: في شهر أغسطس 1988، عندما عدت إلى العنبر العام، أدركت مدى حدوث مجزرة ضخمة حيث تم إعدام 90 إلى 95 بالمائة من السجناء، ونجا أقل من 90 سجينا من 14 عنبرا في إيفين، والتي كان يقبع فيها آلاف السجناء، ومن بين 175 سجينا في عنبرنا تم إعدام 150 منهم وفي بعض العنابر لم يبقى أحدا على قيد الحياة، ولم يتبق من عنابر النساء الـ 3 التي تضم 250 فردا سوى عنبر واحد غيرمكتمل وأغلبهن من الماركسيات أيضا.
كما أكد ”محمد رابوتام“ المسجون لمدة 11 عاما في سجون إيفين وقزل حصار وجوهردشت: نحن 154 سجينا تم نقلنا من سجن جوهردشت إلى سجن إيفين في يونيو، وقد ذهبت إلى فرقة الموت في العقد الأول من أغسطس 1988، والآن جميع مرتكبو المجزرة مسؤولون تنفيذيون في الحكومة نفسها، بمن فيهم رئيسها … ومن بين 154 شخصا نقلوا إلى جوهردشت، تم إعدام 147 في مجزرة الإبادة الجماعية سنة 1988.
وفي الإطار ذاته قالت السيدة ”بروين فيروزان“، التي تم سجنها لمدة 9 سنوات ونصف في سجون إيفين، وقزل حصار وجوهردشت إن إعدام المجاهدات سرا لم يتم الحديث عنه كثيرا في المجزرة وعدد النساء اللائي نجون من مجزرة الإبادة الجماعية تلك قليل جدا، وقد تم إعدام السجينات في جميع الغرف الخمس التي تحتوي كل منها على 15-10 سجينة، باستثناء سجينة واحدة، وكان هؤلاء النساء اللائي عانين من أبشع جرائم التعذيب التي هي خارج طاقة التحمل البشري سواء نفسيا أوجسديا على مدار الساعة، بما في ذلك في الوحدات السكنية والأقفاص والحبس الانفرادي لفترات طويلة من الزمن.
في السياق نفسه قال ”اسدلله نبوي“ الذي سجن لمدة 13 عاما في سجني سمنان وإيفين، إن 30 يوليو 1988 كان بداية لعمليات الإعدام في سمنان، في بداية المجزرة كان سجن سمنان مكتظا بالسجناء السياسيين، ولكن بحلول نهاية أكتوبر 1988 لم يكن هناك سوى ثلاثة منا، وهذا هو وضع مدينة مثل سمنان ويمكن من خلالها فهم أبعاد المجازر والإبادة الجماعية وكذلك عدد أفراد مجاهدي خلق الذين تم إعدامهم في جميع أنحاء إيران.
وفي سياق متصل أكد ”عباس ترابي“ المسجون في سجون مختلفة في زاهدان وإيفين وقزل حصار لمدة 8 سنوات قائلا: كنت في سجن زاهدان وقت المجزرة وكانت السجون العامة والسرية في المدينة مكتظة بأنصار مجاهدي خلق الذين تم اعدام جميعهم تقريبا، وكل أولئك الذين اعتزموا الانضمام إلى صفوف مجاهدي خلق وتم اعتقالهم على الحدود تم إعدامهم أيضا دون محاكمة، وتابع في جزء آخر من حديثه أنهم وضعونا تحت أقصى ما يمكن من الضغوط وطلبوا منا إهانة السيد مسعود رجوي بكلمات بذيئة.
وفي سياق موازٍ قالت السيدة ”هما جابري“ ، التي اعتقلت عن عمر 18عاما وأمضت خمس سنوات ونصف في سجون إيفين وجوهردشت وقزل حصار: في عام 1962 أقيم في سجن قزل حصار سجن سري يسمى بالوحدة السكنية والأقفاص، و كانت الظروف هناك مروعة للغاية، كانوا يجلسون في صمت تام وبلا حراك طوال الوقت معصوبي الأعين، كانوا يتعرضون للتعذيب كل ليلة، وكانوا يسمحون بالنوم لمرة واحدة في اليوم، ويشنون عدة حملات هجومية مرعبة على السجينات يوميا، ويعذبونهن بشدة وقد اختل توازن بعض الأخوات اللواتي كن هناك لمدة 14 شهرا بسبب الإجهاد والضغط النفسي والجسدي، وتم إعدام بعض الناجيات في مجزرة الإبادة الجماعية عام 1988.
وفي سياق ذي صلة أكد ”محمد صادق صادقي“، الذي كان مسجونا في إيفين وقزل حصار وجوهردشت واللجنة المشتركة حتى عام 1987 قائلا: في عام 1981 كنت في العنبر الرابع بسجن إيفين، وقد نفذوا خلف العنبر الرابع في بعض الأحيان ما بين 70 إلى 100 عملية إعدام ليلا، وقد أحصينا رصاصات الرحمة التي تم إطلاقها، وبالرغم من ذلك كانت روح المقاومة عالية جدا، وفي ليلة 28 سبتمبر 1981 أحصيت 292 رصاصة الرحمة، وقد بدأ إطلاق وابل الرصاص من الساعة 9 ليلا، ودام حتى بزوغ الفجر.
وأما الطبيبة ” عاطفة آشتياني“ التي أمضت مدة 5 سنوات في سجن إيفين فقد قالت: كان شقيقي ”مهدي“ من ضحايا المجزرة، وتم اعتقاله عام 1984 عن عمر 19 عاما، اما شقيقتي ”مريم“ فكانت على اتصال بمجاهدي خلق مرة أخرى بعد إطلاق سراحها من السجن، وغادرت المنزل في 2 أكتوبر 1992، لكنها لم تعد أبدا، وقال الجلاد ”حميد نوري“ لوالدتي في 30 أغسطس 2013: ابنتك أرادت الانضمام لمجاهدي خلق ونحن قتلناها.
وأضافت الطبيبة آشتياني أن ضحايا المجزرة كانوا من أثمن الثروات البشرية بمن فيهم من متخصصين وأساتذة جامعيين وكتاب وفنانين وأطباء وممرضات.
ومتكلم آخر هو ”علي سرابي“ الذي أمضى خمس سنوات في سجون إيفين وجوهردشت وقزل حصار وقد شرح في البداية عن هروبه غير الناجح من السجن ثم قال: عندما كنت في موقع الاستجواب لمدة شهر ونصف، كان أسمع صوت إطلاق نار ورصاصات الرحمة كل ليلة تقريبا، وسجل السجناء في ذاكرتهم أنهم أطلقوا النار على ما يقارب 1500 شخص في ليالي ما بعد 27 سبتمبر 1981، وأضاف أنه إذا أردت أن ألخص السجن في جملة واحدة ، فسأقول: إنها إحدى جرائم نظام الملالي التي تفوق تصور الإنسان من جهة، ومن جهة أخرى مقاومة خارج طاقة تحمل الإنسان لسجناء مجاهدي خلق.
ومتحدث آخر هو ”رسول ابراهيميان“ الذي أمضى 17 عاما في سجون مختلفة، أكد بشأن مجزرة السجناء السياسيين في تبريز قائلا: في نهاية يوليو 1988 تم قطع اللقاءات وفترة التشمس في فناء السجن، كما تم إعدام جميع سجناء مجاهدي خلق السياسيين في سجني أورمية وشهركرد.
وفي الإطار ذاته قالت السيدة ”مهين لطيف“ التي أمضت مايقارب ست سنوات في سجن إيفين: خميني وجلاديه
لم يتصورا أن النساء المجاهدات قادرات على أن يمرّغن أنفه ونظامه بالوحل، ولم يتواني نظام الملالي ولم يدخر جهدا في إخفاء أبعاد الجرائم وإخفاء هويات ضحايا المجزرة، ولكن كما انهارت جدران سجن نظام الشاه، كذلك ستنهار جدران سجن نظام الملالي.
وفي ختام المؤتمر شاركت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية لإحياء ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019 بأكثر من 1500 شهيد وكذلك لإحياء ذكرى شهداء مجاهدي خلق المتمسكين بمواقفهم في مجزرة 1988 وقالت: انتفاضة نوفمبر 2019، انتفاضة مشتعلة مضرجة بالدماٰء، انتفاضة تحوّلت إلی حمام دم، نار لا تخمد ولن تنطفئ، ینتفض من جدید لمواصلة الکفاح من خلال تنظیم انتفاضات أقوى، من ‌أجل محاسبة جميع آمري المجازر ومرتكبيها حتى الإطاحة بالاستبداد الديني الحاكم في إيران. والاحتفاء بانتفاضة نوفمبر2019 ، يحمل رسالة خاصة. رسالتكم هي التقاضي على دماء شهداء مجزرة 1988 والقيام بانتفاضة لإسقاط نظام الملالي. من ممرات الموت إلى شوارع طهران وتبريز والأهواز واصفهان، حتى تحرير إيران برمتها لن يتنازل مجاهدوخلق عن هذا الهدف. ويعلم الجميع من الذي أمر بارتکاب هذه المجزرة، خامنئي الولي الفقيه المتعطش للدماء ورئيسي الجلّاد. من المستحيل إفلاتهما من المحاكمة والعقاب. من المستحيل ان يتنازل الشعب والمقاومة الإيرانية عن تحقيق هذا الهدف. ومن المستحيل إخماد صرخة أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019 الشجعان.
وتابعت السيدة رجوي أن الظروف الموضوعية للإطاحة بالنظام وتحقيق الثورة الديمقراطية بلغت ذروتها. ودخل اقتصاد البلاد في المأزق، وشمل الفقر والجوع الجزء الأكبر من سكان البلاد. وتعمّد خامنئي فتح الطريق لانتشار جائحة كورونا وحظر استيراد اللقاحات. وأراد بذلک كبح عصيان واحتجاج المجتمع بنشر الموتى. لكن حركة الاحتجاج عادت إلى الظهور مع انتفاضة مواطني بلوشستان وانتفاضة العطشى في خوزستان واحتجاجات المعلمين والمزارعين والعمال في جميع أنحاء إيران.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
51 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید