21 يونيو 2025

رسالة إلى مظاهرة الإيرانيين في برلين وستوكهولم في ذكرى 20 حزيران 1981

Catégories // آخر الأخبار // الرسائل // المواقف

رسالة إلى مظاهرة  الإيرانيين في برلين وستوكهولم في ذكرى 20 حزيران 1981

المعركة الحقيقية هي بين الشعب ونظام الملالي

أيها المواطنون
يا أنصار المقاومة الثائرين!
اليوم هو عيد المقاومة الشاملة، يوم الشهداء والسجناء السياسيين، ويوم تأسيس جيش التحرير الوطني.
أود أن أبدأ بكلمات قلتُها قبل 21 سنة في رسالتي إلى تظاهرتكم في برلين بتاريخ (10 شباط / فبراير 2005):
“كلامنا واضح: يجب الاعتراف بالمقاومة التحررية لشعب إيران. نقول: لا للمساومة والإبقاء على نظام الملالي، ولا للحرب“، بل ”الحل الثالث: التغيير على يد الشعب والمقاومة الإيرانية”.
“التغيير الديمقراطي هو مطلب الشعب الإيراني وحُكم التاريخ”.
أليس هذا هو مطلب الغالبية الساحقة من الشعب الإيراني اليوم؟

اليوم نحن على أعتاب تغيير كبير

لقد قلنا مرارًا إن سياسة المساومة قد جعلت نظام الملالي أكثر وقاحة في مواصلة سياساته، وفرضت الحرب على الدول الغربية. وها قد تحقق ذلك.
لذا أُكرر مجددًا: إن شرط السلام والأمن في هذه المنطقة هو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
نحن اليوم على أعتاب تغيير كبير. ليس عفويًا ولا من دون ثمن، بل من خلال مقاومة منظمة، وبأقصى درجات التضحية، في المعركة الحقيقية: معركة الشعب الإيراني، أي جبهة الشعب، ضد دكتاتورية ولاية الفقيه الدينية.
معركة بدأت منذ (20 حزيران / يونيو 1981) ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، وستظل قائمة حتى يوم إسقاط النظام ويوم النصر، دون توقف، ولو ليوم واحد أو لساعة، إنها معركة تأبى التوقّف.
حتى بعد وقف إطلاق النار في الحرب بين إيران والعراق، كنا نقولها بوضوح وبصوت عالٍ:
المعركة الحقيقية بين الشعب الإيراني ونظام خميني لا تزال قائمة وبكامل قوتها، والمقاومة من أجل الحرية مستمرة

أحقية 20 حزيران وبداية المقاومة العادلة

أيها المواطنون، أيها الإخوة والأخوات!
في الذكرى الـ44 لانتفاضة (20 حزيران / يونيو)، تشهد الأرض والسماء أن الخط السياسي والرؤية التي انطلقت منها هذه المقاومة العادلة في 20 حزيران كانت صائبة وضرورية. لماذا؟
لأنه – كما قال قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي – كان أعتى قوة رجعية في تاريخ إيران قد رفعت رأسها، وكان الوحش يبتلع كل شيء في فم دكتاتورية دينية.
لقد كانت مقاومتنا هي البطل الذي لم يرضخ للرجعية، وأبقى شعلة الحرية متّقدة، وأجبر خميني على تجرّع كأس السم في حربه المعادية للوطن، وتخطّى العقبات واحدة تلو الأخرى.
في الحقيقة، كان 20 حزيران 1981 مفترق طرق مصيريّاً أمام شعب إيران وكل مجاهدي الحرية.
من جهة، الاستسلام والانكماش أمام وحشٍ كان يزأر وجاء ليُكمل مهمة الشاه في القمع والدكتاتورية.
وقد عبّر خميني نفسه صراحة عن ندمه لأنه لم يُقم المشانق منذ اليوم الأول بعد سقوط الشاه.
ومن الجهة الأخرى، كانت المقاومة من أجل الحرية، ورفض الاستسلام. ممنوع الخنوع. فقد اخترنا المقاومة التامة، و”بذل النفس في سبيل الحرية”.
وجريمتنا – أنا وأنتم وجميعنا – هي هذه بالضبط. كل حملات الشيطنة من قبل النظام سببها ذلك.
لهذا السبب، لا يزال “الملا القاضي” في المحكمة الخاصة بـ104 متهمين، وبعد مرور 44 سنة، يقول:
“من الآن فصاعداً، إذا شارك الإيرانيون المقيمون خارج البلاد في أي مكان في العالم في تجمعٍ يُعقد بدعوة من المتهمين أو من المنظمة المتهمة في هذا الملف، فإنهم يُعتبرون مؤيدين لتنظيم مجاهدي خلق، ويمكن ملاحقتهم قضائيًا… وعلى المحكمة أن تتخذ الإجراءات القانونية بحقهم”.
لكننا، كما فعلنا بعد إطلاق سراحنا من السجن في 17 حزيران / يونيو، نُكرّر:
“إذا كانت المقاومة من أجل الحرية تُعدّ جريمة، فنحن نعتزّ بهذه الجريمة الكبرى. نعتبر دخول السجن من أجل الحرية مفخرة، ونفخر بالاستشهاد من أجل الحرية”.
السلام على أولئك العشاق المتأجّجين كـ”صديقه” و”ندا” اللتين تحلّ في هذه الأيام ذكرى استشهادهما.

التغيير والثورة أمر لا يمكن إيقافه

أيها المواطنون!
أولئك الذين يفضّلون بقاء هذا النظام يقولون إنه لا بديل له، وبطبيعة الحال يتنكرون للاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني.
لكن هذه المقاومة، التي لا يخفى برنامجها ولا سجلها الممتدّ على مدى 44 عاماً على أحد، دفعت ثمناً باهظاً لا يخفى على أحد أيضاً. إنها بحق أكبر وأطول وأعقد وأشدّ المقاومات المنظمة المضرجة بالدم في تاريخ إيران، وتستضيء بشعارها الواضح: “لا لنظام الشاه ولا لنظام ولاية الفقيه“.
لكن يبدو أن بعضهم لن يعترف أبدًا بأن لبلدنا، بشعبه المظلوم وأبنائه الشجعان، بديلًا ديمقراطيًا مستقلًا، ذا بُنية راسخة ومجربة، ما لم يصنعوه هم بأنفسهم ويفرضوه على الآخرين. ومن لا يعلم أن أي بديل يُصنع بشكل مصطنع ويُملى إملاءً، لن ينتهي إلا إلى ديكتاتورية أخرى؟
تأمّلوا للحظة:
• ماذا لو لم يكن الجنرال آيرونسايد قد صنع لنا من فرقة القزّاق ملكاً قبل مئة عام؟
• ماذا لو أن الحلفاء في أيلول / سبتمبر 1941، بدلاً من تنصيب ابن الشاه المخلوع، قبلوا بإقامة ديمقراطية أو جمهورية في إيران؟
• ماذا لو لم يتم تشويه صورة الدكتور مصدق في انقلاب 19 آب / أغسطس 1953، ولم تنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا انقلابًا ضده؟
• ماذا لو لم يَقُم الشاه بإعدام مؤسّسي منظمة مجاهدي خلق وفدائيي خلق، وسَجن من بقي منهم؟
فهل كان خميني سيتمكّن من الاستيلاء على السلطة وخطف قيادة الثورة ضدّ الشاه؟
كلا، أبداً!
وتأملوا أيضاً:
ماذا لو لم تُطبّق سياسة الاسترضاء طوال 46 عاماً ضدنا وضد شعبنا، كيف كان سيكون حال إيران اليوم؟ بل كيف كان سيكون حال الشرق الأوسط برمّته؟!
نعم، التغيير والثورة أمر لا يمكن لأحد أن يوقفه.
الحرية وصوت الشعب والانتخابات الحرة، كانت على الدوام مطلب الشعب الإيراني منذ الثورة الدستورية حتى اليوم. وحتماً سيصل الشعب الإيراني إلى هذه المطالب.
بفضل عزيمة ومثابرة مجاهدي أشرف 3، وبدعمكم أنتم مناصري أشرف، وبشجاعة أبطال وحدات الانتفاضة، وبإرادة شعبكم العزيز.
لقد نهضنا من أجل إسقاط هذا النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية، لا نووية، تقوم على فصل الدين عن الدولة، وعلى المساواة بين المرأة والرجل، واحترام حقوق القوميات، وقضاء مستقل، وإلغاء حكم الإعدام. من أجل نظام تعددي يدافع عن السلام في الشرق الأوسط.
منذ اليوم الأول، وقفنا في وجه كراهية النساء التي مارسها خميني وخامنئي، ونهضنا ضد كل أشكال الفرض القسري، ورفعنا صوتنا عالياً:
لا للحجاب الإلزامي، لا للدين القسري، ولا لحكم الجور.
نعم، إن ثورة الشعب الإيراني الديمقراطية ستنتصر.
تحية لشعب إيران، وتحية للحرية.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید