20 يونيو 2020

مريم رجوي: لماذا يعتبر 20 يونيو منعطفًا تاريخيًا في تاريخ إيران؟

Catégories // الاحداث // نشاطات

مريم رجوي: لماذا يعتبر 20 يونيو منعطفًا تاريخيًا في تاريخ إيران؟

20 يونيو رسم حدًا بين مصيرين ومنظورين تاريخيين

  

بعد ظهر يوم السبت الموافق 20 يونيو/حزيران 2020، في الذكرى الأربعين لانطلاقة مقاومة الشعب الإيراني ضد الفاشية الدينية، تم عقد مؤتمر دولي بحضور مريم رجوي من خلال التواصل عبر الإنترنت مع 2000 بقعة في مختلف البلدان وأشرف الثالث.
واحتفى المشاركون والمتحدثون بالذكرى الأربعين لانطلاقة المقاومة الوطنية، وبيوم الشهداء والسجناء السياسيين، وبالذكرى السنوية لتأسيس جيش التحرير الوطني الإيراني، وهو منعطف مصيري من منعطفات مقاومة الشعب الإيراني الصامدة للإطاحة بديكتاتورية الملالي. وأعربوا عن دعمهم لنضال الشعب والمقاومة الإيرانية للإطاحة بنظام الملالي.
وشارك في هذا المؤتمر مواطنون وممثلون عن الجاليات الإيرانية في مختلف الدول حول العالم، فضلًا عن الشخصيات السياسية والبرلمانية والمدافعين عن حقوق الإنسان والمؤيدين للمقاومة الإيرانية من مختلف دول العالم. وألقى بعضهم خطابات، وأرسل بعضهم رسائل يعبرون فيها عن تضامنهم مع المقاومة الإيرانية وانتفاضة الشعب الإيراني.
كما تحدث في هذا المؤتمر عدد من الأخوات المجاهدات المسجونات في عقد الثمانينيات، المقيمات في أشرف الثالث، وممثلين عن الجاليات الإيرانية في مختلف دول العالم.
وألقت مريم رجوي كلمة في المؤتمر وقالت:

أيها المواطنون!
أيها المنتفضون ويا صانعي الانتفاضة ويا أعضاء معاقل الانتفاضة!
عوائل الشهداء والسجناء السياسيين!
بورك لكم يوم 20 يونيو، ذكرى العام الأربعين لانطلاقة المقاومة الوطنية ضد الاستبداد الكهنوتي، ويوم الشهداء والسجناء السياسيين والذكرى السنوية لتأسيس جيش التحرير الوطني الإيراني.
تحية لصانعي هذا المنعطف الكبير في التاريخ المعاصر، وخاصة مسعود، قائد هذه الانتفاضة التاريخية!
تحياتي المتواصلة إلى جيل 20 يونيو وكوكبة الشهداء من أشرف وموسى إلى صديقة ونداء وإلى آخر شهيد من أعضاء معاقل الانتفاضة!

في تاريخ إيران المعاصر، لم يسلط أي حدث مثل 20 يونيو الضوء على الحدود العميقة بين جبهة الحرية وبين الاستبداد.
لم نجد في تاريخ إيران منعطفًا تاريخيًا نهض بالمجتمع الإيراني نحو الحرية والعدالة، مثلما فعل هذا المنعطف.
هذه المواجهة كانت حاضرة في حركة ثورة الدستور أيضًا؛
كما كانت أيضًا في الحركة الوطنية لتأميم النفط بقيادة الدكتور مصدّق الراحل؛
لكن خلال مئة عام مضى، لم تبرز المواجهة إلى هذا الحد من الاصطفاف الواضح بين الجبهتين.
إذن كان الـ 20 يونيو، نقطة الفصل بين الغثّ والسمين ورسم حد بين مسارين ومصيرين ومنظورين تاريخيين:
حدًا بين الاستبداد والحرية،
حدًا بين الخرافة والتخلف وبين الإسلام الداعي للحرية والتحرر
حدًا بين الانتهازية والتشدق باليسارية والعروض الفارغة، وبين الاستعداد للتضحية ودفع الثمن
حدًا بين التركيع أمام الفاشية الدينية، والتماشي مع الملالي والشاه وبين الحدود الصارمة من المثابرة والشموخ والتضحية.
حدٴا بين ما لا يجب فعله وما يجب فعله.
حدًا بين الاستسلام والتنازل وبين المقاومة بأي ثمن كان.
حدًا بين الندم والتخاذل وبين الجهاد والنضال والتمسك بالموقف، أي البقاء على العهد والمبادئ التي لا يجوز انتهاكها.
تاريخيًا،20 يونيو يمثل الرد التاريخي ونقطة النقيض لانقلاب 19 أغسطس1953 ضدالدكتور مصدق. في 19 أغسطس 1953، تخاذلت الأحزاب الناشطة وقتها باعتماد الانفعال والإحباط واليأس فخرجت من الساحة. لكن في 20 يونيو، يمكن الرؤية بوضوح أن نتيجة الصمود والمقاومة: النصر حليفنا، والغد لنا …
وفي نموذج آخر ذكّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل يومين في الذكرى الثمانين لنداء الجنرال دوغول الموجه للشعب الفرنسي ودعوة الجنرال النساء والرجال الفرنسيين أصحاب الإرادة إلى عدم قبول الهزيمة والاستسلام.

أيها المواطنون،
الأصدقاء الأعزاء،
مرآة التاريخ على مدار 40 عامًا أبرزت ضرورة وأحقية 20 يونيو. ولهذا السبب، بعد كل هذه السنوات، بقي 20 يونيو شفافًا رافضًا غبار أفكار عفى عليها الزمن:

في غداة يوم 20 يونيو / حزيران، نشر مكتب المدعي العام لثورة خميني، صوراً لفتيات نصيرات لمجاهدي خلق تتراوح أعمارهن بين 16 و 17 عاماً تم إعدامهن وطلب من العوائل الحضور للتعرف على جثث بناتهن.
لأن هؤلاء الفتيات، رفضن عن كشف أسمائهن، وقدمن أنفسهن على أنهن من مجاهدي خلق وعنوانهن في قلوب الناس ولحظة الرمي عليهن هتفن: “تحيا الحرية”.
كشف نشر صور هؤلاء الشهداء في الصحف في ذلك الوقت، عن قسوة خميني وحرسه ووحشيتهم، لكن مع مرور التاريخ تم الكشف أيضًا عن حقيقة أكبر: هؤلاء الفتيات الصغيرات، وبتلك القبضات المشدودة، وبتلك الهتافات المرفوعة ”تحيا الحرية“، وحتى عدم البوح بأسمائهن إلى الجلادين، قدّمن نمطًا جديدًا ورائعًا في عالم الثورات.
انموذج صادق ومحتسب وبريء، ومظلوم، ومتفاني الذات، ومعارض لخميني بكل وجوده، والأهم من كل ذلك، متمسك بمبادئه وموقفه- حسب اعتراف خميني- أي صامد ورافض للاستسلام. ترجمتها التاريخية في كلمة واحدة: انموذج لا يُقهر.

انهم كانوا طلائع جيل جديد خاض ساحة النضال والثورة في إيران، لكسر انجماد تاريخي وصنع مقاومة في وجه أقوى قوة متخلفة رهيبة في تاريخ إيران.
المدعون السابقون بمختلف أشكالهم الذين اصيبوا بالإرهاق والفشل وخرجوا من دورة التاريخ. فظهر جيل جديد في المشهد، اختارمنذ اليوم الأول طريق دفع الثمن.
عزيزتي مرجان، الفنانة التي انتقلت إلى رحمة الله هذا الشهر، وكرّمها الملايين من مواطنينا وأشادوا بفنها وتعهداتها النضالية، سردت قصة عن أيام أسْرها: «رأيت شابة تُدعى شهين في الزنزانة. كانت تبلغ من العمر أربعة وعشرين أو خمسة وعشرين سنة فقط وقد نقلوها للتو من مستشفى إيفين بعد إنجاب طفلها. لقد أراد زوجها قبل إعدامه، تسمية طفلهما ”سولماز“ باسم شقيقته التي استشهدت في 27 سبتمبر1981».
وأضافت مرجان: «في اليوم الذي أرادوا فيه أخذ شهين للإعدام، قبّلت جبهة طفلتها سولماز وهي كانت نائمة بين ذراعيها، تماماً مثل تمثال مريم العذراء من عمل ميكيلانجيلو. لم أستطع بعد ذلك تحمل المشهد. أخفيت وجهي بين يديّ حتى لا يسمعون بكائي، حتى انتبهت بعد ما لمست شهين رأسي بيدها. للحظة نظرت إلى وجهها الهادئ والابتسامة المريرة التي ارتسمت عليه. وضعت سولماز الصغيرة في ذراعي وذهبت..»..
وقد وقعت مشاهد مماثلة آلاف المرات في غرف التعذيب التي بناها خميني وخامنئي.
إن مجزرة 30.000 سجين سياسي في عام 1988، وكان أكثر من90 في المائة منهم من مجاهدي خلق، هي واحدة من قمم هذه التضحية من أجل الحرية.
لم تكن هذه المجزرة جرائم مثل أعمال القتل العرقي أو الاثني حيث يتم استهداف الضحايا بغض النظر عن مواقفهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم.
بل وكما ينص حكم خميني، فإن كل عملية شنق تتم حسب اختيار السجناء فردًا فردًا بعد التعرف على تمسكهم بموقفهم الدفاعي عن مجاهدي خلق.
هذا هو الجانب الأهم الذي يميّز مجزرة عام 1988 عن المجازر الجماعية الأخرى.
في الواقع، نفذ خميني خطة للقضاء على مجاهدي خلق بهدف إبادتهم بالكامل. ولكن على الرغم من سفك الدماء بكل وحشيته، إلا أنه مني بالفشل في مساعيه للقضاء على مجاهدي خلق.
كما أن مجزرة عام 1988 أبرزت الحد الذي رسمه 20 يونيو. أي رسم خط أحمر بين مجاهدي خلق والمناضلين من أجل الحرية وبين أعداء الحرية.
الجيل المنتفض الذي جاء إلى ساحة انتفاضات الشعب الإيراني ارتوى من ينبوع تلك الدماء المطالبة بالعدالة.
لا تزال تلك الدماء تغلي على قدم وساق، وفي ذكرى مجزرة عام 1988 تعهد الشعب والمقاومة الإيرانية بمواصلة حركة العدالة؛ حتى اليوم الذي يُحاسَب فيه قادة نظام ولاية الفقيه أمام الشعب في إيران.

عشية 20 يونيو قال خميني مخاطبا مجاهدي خلق: «لو كنت أتوقع واحدًا بالألف بأنكم تكفون عما تريدون فعله، لكنت مستعدٴا للتفاهم معكم…» (خطاب خميني في 12 سبتمبر 1981)
كان التطبيق العملي لكلماته على أرض الواقع، كما أدرك المجاهدون في ذلك اليوم: عليكم أن تكتبوا وصاياكم، وكونوا على استعداد للأسر في الأقفاص، والتوابيت والوحدات السكنية [الخاصة للتعذيب القاسي]، وستعلق أجسادكم من صخور مضيق جهارزبر، وإذا صمدتم حتى على الجانب الآخر من الحدود الإيرانية أي في أشرف ستنالكم أعمال القصف والصواريخ والهجمات وتُسحقون تحت عجلات هامفي والشفلات والتعذيب الصوتي بـ320 مكبر صوت.
سيتم اغتيالكم أيضًا في باكستان وتركيا وإيطاليا وسويسرا. وفي ألبانيا وفرنسا و…، يستقبلكم الدبلوماسيون الإرهابيون ومرتزقتهم بالقنابل والمتفجرات، بالإضافة إلى حملات الشيطنة والتشهير للتوصل إلى نتيجة بأن هذا النظام نفسه أفضل من مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية!

الآن انظروا إلى المجاهدين في مرآة مقاومة الشعب الإيراني اللامعة على مدار 40 عامًا، كيف قبّلوا بالآلاف أعواد المشانق في مجزرة 1988، وعندما فرض عليهم الخيار بين الاستسلام وبين اسم مسعود رجوي وطريقه، اختاروا اسم قائد المقاومة ودربه أي درب الحرية والمقاومة.

نعم، صدق خميني في قوله حيث لم يحصل احتمال من ألف احتمال بأن يتخل المجاهدون عن النضال ولن يكفوا عن ذلك حتى يوم تحرير إيران.

نعم، هذا يعني دفع الثمن وهو خلاصة تاريخ هذه السنوات الأربعين المضرجة بالدماء.
بعد كل هذا، بعد تحقيق الانتصار في 20 محكمة دولية ومن خلال العبور من 33 هجمة نارية طالتهم في أشرف وليبرتي وتقديم العديد من الشهداء والجرحى، تمكنوا من الهجرة إلى ألبانيا حاملين 20 كيلو غرامًا من الأمتعة لكل فرد فقط، وتركوا ملايين الدولارات من ممتلكاتهم التي كانت حصيلة عمرهم على مدى 30 عامًا، ليصنعوا في أشرف الثالث حماسًا آخر من أجل الحرية.

إرادة من أجل التغيير

أيها المواطنون الأعزاء!
لو لم تكن التضحية مسلك الشعب الإيراني، لكان المشهد السياسي في إيران مليئاً باليأس والسلبية.
أولئك الذين درسوا الآثار النفسية والاجتماعية للغزو المغولي لإيران أفادوا أمثلة مؤلمة لزوال إرادة الصمود في المجتمع آنذاك. وقد أوردوا في كتب التاريخ لهذه الفترة: «إذا ألقيت فجأة قبعة مغولية بين ألف خوارزمي، فإن جميعهم سيهربون من الخوف». (التاريخ الكامل لابن الأثير)
ولكن اليوم تركت المقاومة المنظمة للشعب الإيراني، بصمودها على المدى الطويل، وتقديم أسوة للمقاومة أثرها على الضمير الجماعي للشعب الإيراني وخلقت وضعًا مختلفًا.
سلسلة الانتفاضات المناهضة للحكومة في كل هذه السنوات هي استمرار منطقي وتاريخي للحد الذي رسمه يوم 20 يونيو.
الانتفاضات التي بدأت في يناير 2018، وعلى رأسها، انتفاضة نوفمبر الدامية في عام 2019، هي نفس استراتيجية 20 يونيو، والتي انتشرت في الشارع وتتحدث بلغة واضحة.
كانت انتفاضة نوفمبر، التي اندلعت فجأة في 900 نقطة في البلاد في غضون 48 ساعة فقط، هي نفس النوع من صوت الرعد الذي سمع في سماء طهران في 20 يونيو 1981.
في ذلك اليوم من نوفمبر، قتلت قوات الحرس ما لا يقل عن 1500 من المنتفضين بناء على أوامر خامنئي. ولكن العدد الحقيقي، بالطبع، أكثر من ذلك.
نظام ولاية الفقيه لا يمكن له إخماد حركة إسقاط النظام التي وصلت ذروتها واستمرت في معاقل الانتفاضة.

نعم، لولا انتفاضة 20 يونيو والمعركة التاريخية النابعة عنها، لأنحلّ الجميع في داخل النظام. وكان العبث والابتذال ينتشر بين كل الأوساط.
على غرار نفس العبثية في تيار 2 خرداد (وصول خاتمي إلى الرئاسة عام 1997) والإصلاحات المزعومة والحركة الخضراء وايديولوجية عدم دفع الثمن وأخيرًا القلم الأخضر لخامنئي. ولكن شباب الانتفاضة قد وضعوا نهاية لكل جناحي نظام ولاية الفقيه من الإصلاحيين المزيفين والأصوليين في انتفاضتهم في يناير 2018.
في ديكتاتورية الشاه أيضا وقبل وجود نضالات مجاهدي خلق وفدائيي خلق وتضحياتهم، كان السقف المطلوب لجميع الأحزاب والسياسيين آنذاك الإصلاح الذي لم يكن متصورًا في تلك الديكتاتورية غير القابلة للإصلاح أيضًا، بأن يبقى الشاه مجرد ملك وليس حاكمًا. بينما الشاه الذي لا يحكم البلاد فلم يعد شاهًا!
في زمن الملالي، لولا هذه المقاومة و20 يونيو، لما كان يطرح الحديث عن إسقاط نظام ولاية الفقيه بأكمله، وكان سقف الكفاح مطالبة الملالي بإلقاء الوعظ والصلوات ولا أن يحكموا البلاد.

إذن، من دون وقوع 20 يونيو والنهر الهادر لدماء شهدائه، لما كان للإطاحة بالنظام بأكمله أن يصبح مطلبًا عامًا للشعب الإيراني، ولما كان هناك مزيد من الانتفاضات اللاحقة.
ولم يسقط القناع عن وجه خميني الدجال على هذا النحو. ولما كان هناك نقيض وحل لظاهرة التخلف والتطرف في إيران والمنطقة.
لولا 20 يونيو لما كان يؤسَّس البديل الديمقراطي للنظام أبداً. ولم يتم إنشاء المجلس الوطني للمقاومة، ولم تكن هناك خطة تقدمية لمستقبل إيران.
ولم يظهر جيل ثوري، وخاصة آلاف النساء المناضلات المنتفضات، في الساحة ليقلّبن صفحات التاريخ الإيراني بهذه الطريقة. ولما كان ينفتح طريق أمام قضية المساواة والخلاص للمرأة.
لذلك لم نكن ولسنا نحن في حالة حرب مع خميني كشخص. بل على وجه التحديد، كما قال قائد المقاومة مسعود، نحن نتصارع مع «بالوعة التاريخ». مع عالم من التخلف ونظام الملالي الكهنوتي. ومع عالم من التعاون مع هذا النظام وسياسة الاسترضاء.
لكن بالرغم من كل هذه المؤامرات والقمع والمجازر وأعمال القتل والقصف وإذكاء الحروب والإرهاب وحملات التشهير والشيطنة وكم هائل من الأكاذيب والملفات الكيدية…
يا للسعادة، رفعت راية المقاومة وراية الإطاحة بنظام الملالي بتنظيم منظمة مجاهدي خلق وبديل النظام المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
حبذا لتربية جيل من الرجال والنساء المتفانين الأتقياء الذين يصمدون في الخط الأمامي للمعركة.
وأهلا بقيم النضال والفضائل الإنسانية.
قيم مثل التضحية والصدق والمساواة والتسامح ورفض الفكرة الذكورية والجنسوية، والأنانية، والمساواة بين الجنسين والانتخاب الحر وتجنب حب الجاه والسلطة.
وطوبى لمقاومة حققت هذه الإنجازات بقيادة مسعود وستبقى صانعة لقيم حديثة حتى النصر النهائي.

أيها المواطنون!
والآن، ونتيجة لسياسات خامنئي وروحاني اللاإنسانية، ينتشر كورونا في عموم إيران ويحصد أرواح المواطنين في جميع أنحاء إيران.
ويعترف بعض مسؤولي النظام أن العدد الحقيقي للمصابين يتراوح بين 16 و20 مليون مواطن والبعض الآخر يقول إن عدد المصابين 20 ضعفا لما يقدمه النظام في الإحصاءات الرسمية، أي ما يعادل 4 ملايين.
في الحرب الإيرانية العراقية، كانت استراتيجية خميني تتمثل في منع تحقيق مطالب الشعب الداعي للحرية من خلال فرض مليون قتيل وملايين من الجرحى والمعاقين والنازحين؛
والآن اتخذ خامنئي وروحاني استراتيجية الزج بالمواطنين في أتون كورونا وإلحاق خسائر بشرية جسيمة ليتصدى بذلك لخطر الانتفاضة والإطاحة بنظامهما.
لكن هذا الحاجز لا يدوم. لأن الملالي غارقون في دوامة السقوط.

حملات التشهير

إنهم ومن موقع الضعف، لجأوا مرة أخرى إلى تكرار عمليات شيطنة فاشلة ضد مجاهدي خلق.
في ورش عمل وزارة المخابرات وقوة القدس الإرهابية سيئة السمعة، أعدوا عريضة بتوقيع 8000 عائلة لسفر عوائل مجاهدي خلق إلى ألبانيا. ويكلفون العملاء الساقطين المجندين في خارج البلاد ببث تخرصات ضد المقاومة الإيرانية.
في مواجهة الترحيب الواسع النطاق للراحلة مرجان والتزامها بالنضال، أصدروا نشرة مزورة باسم مجاهدي خلق لدفع الفنانين إلى اتخاذ موقف ضد المنظمة خوفًا من هذا الاسم المحظور للغاية.
يهاجمون المهندس بازركان بسبب دعمه لمسعود رجوي في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية أو يزورون باسمي تغريدة بشأن المهندس بازركان من أجل منع تسمية شارع باسم المهندس.
باختصار، لا يمر يوم إلا ويبث فيه النظام أكاذيب وشيطنة ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.

ولكن بهذه الطريقة ومن دون قصد وبكلمة معكوسة، يقود النظام المجتمع الإيراني وخاصة الشباب الذين يبحثون عن الحرية والعدالة إلى عنوان البديل الديمقراطي. والنظام يرى بوضوح أن الجيل الصاعد النامي وجد المستقبل والحرية في النضال الكامل ضد النظام على غرار نضال 20 يونيو.
قال خامنئي مؤخرا في خطاب ألقاه يوم 17 مايو «إنهم (مجاهدي خلق) يعملون على الشباب (الشباب) ويخططون له».
في المقابل، يخطط بيت ولاية الفقيه العنكبوتي أيضًا. ويلجأوون إلى حملات الاعتقالات بين صفوف الطلاب والشباب وحملة المؤامرة ضد المقاومة الإيرانية.
قلت قبل أربعة أيام أن نظام الملالي بتعبئة أجهزته السياسية والاستخبارية، يريد إغلاق ملف اغتيال الدكتور كاظم رجوي، الشهيد الكبير لحقوق الإنسان، في حين أن هذه القضية هي واحدة من أقوى الحالات من حيث الوثائق القانونية المتعلقة بإرهاب النظام. لكن المقاومة الإيرانية ستحطم المؤامرات المستلسلة في آخر أيام حكم الملالي.
في هذه المرحلة، يعد القضاء على بديله الديمقراطي الوحيد الهدف الرئيسي للنظام المتأزم، من أجل البقاء على السلطة.
وفي هذه الفترة نواجه في الصراع بين العقارب تبادل الهجمات ”متعددة الجوانب“ بحيث إذا كان المرء لم يكن على علم بوضع النظام وأزماته وخوفه من المقاومة الإيرانية، قد يستغرب كيف أن هذا النظام ومن أجل ايجاد توازن في الإساءة والعداء الهيستري ضد مجاهدي خلق، يطلق العنان لعملائه حتى الهجوم على خامنئي، شريطة مراعاة الحصة الكبرى لاستهداف مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية. لأن الهجوم على خامنئي يأتي بهدف التضليل والإلهاء عن إلقاء اللوم على عملاء مخابرات الملالي في هجومهم على مجاهدي خلق.
كما ورد قبل سبع سنوات في مثل هذه الأيام في البيان السنوي للمجلس الوطني للمقاومة وفي المادة 34: إن “رمز” مخابرات الملالي المعروف هو أن المجاهدين ورفاقهم يصفون أي شخص يعارضهم بالانتماء إلى المخابرات دون تردد. وهذا يعني وضع مظلة وحماية سياسية لعملاء الملالي وعملاء المخابرات بحيث يمكن تبييضهم والقدرة على عرض أنفسهم على أنهم “منتقدين” أو “خصوم مجاهدي خلق”.
فيما يتعلق الأمر بمخابرات الملالي، فإن أصل وعنوان «الأعضاء السابقين لمجاهدي خلق» يأتي لهذا الغرض. وفي السنوات الماضية فإن الأجهزة الأمنية والوكالات الأمنية في دول أوروبية مختلفة في تقاريرها كشفت النقاب مراراً وتكراراً عن هكذا جهود مخابرات الملالي للتسلل إلى صفوف المعارضة.
على سبيل المثال، ينص المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور على أن «أنشطة التجسس الإيرانية ضد ألمانيا غالبًا ما تقوم بها وزارة المخابرات. وهنا، فإن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، هما مستهدفان لهذه الأنشطة».
كما قالت دائرة الاستخبارات والأمن الهولندية «علمت جهاز الأمن الهولندي أن وزارة المخابرات الإيرانية تقود شبكة أوروبية. أعضاء هذه الشبكة هم أعضاء سابقون في مجاهدي خلق تم تجنيدهم من قبل وزارة المخابرات الإيرانية، وهؤلاء مكلفون بالتأثير سلبًا على الرأي العام حيال مجاهدي خلق، وجمع المعلومات عن مجاهدي خلق لصالح وزارة المخابرات الإيرانية».
في ألبانيا أيضًا. بعد المؤامرات الإرهابية، وبعد طرد السفير وموظفي مخابرات النظام، وبعد مؤتمر رئيس الشرطة الألبانية حول التجسس والأنشطة الإرهابية للمرتزقة ضد مجاهدي خلق تحت عنوان العوائل والصحفيين، وبعد قيام خامنئي بسل السيف ضد ألبانيا، فقد رأينا قبل يومين أن رئيس الوزراء الألباني إدي راما حذر مرة أخرى من الأنشطة العدائية للنظام على الأراضي الألبانية، قائلاً إن تصرفات النظام أجبرتنا على اتخاذ إجراءات ضد هذه الأعمال الشنيعة.
وشدد رئيس الوزراء الألباني بوضوح: «بناء على الحقائق والأمثلة، نعرف كيف يعمل النظام الإيراني في ألبانيا، بغض النظر عن الأيديولوجية التي يحملونها أو الاسم الذي يطلقون على أنفسهم».
وأضاف «لكننا بالتأكيد فخورون جدا بأننا تمكنا من مساعدة مجاهدي خلق».
ترون أن الموضوع فيما يخص هذا النظام وقوة القدس والمخابرات ومرتزقته مبني على حقائق وأمثلة. لذلك خدعة مخابرات الملالي هي نفس تكتيك اللص الذي يصرخ ”خذوا اللص“ وهذا ما تم فضحه منذ فترة طويلة.
ولهذا السبب دعت منظمة مجاهدي خلق ولجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قبل يومين وفي هذا المجال، المشتكين، إلى رفع دعوى والمقاضاة حتى ينال كل من يستحق الجزاء…

مواجهة نشر الإرهاب

أيها الأصدقاء الأعزاء
إن الإفصاح عن سياسة نشر الإرهاب والتطرف والتصدي لهذه السياسة التي عمل عليها المجلس الوطني للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق بجد طوال العقود الأربعة الماضية هو جزء من المعركة الواسعة لإسقاط الفاشية الدينية. وهنا اسمحوا لي أن أبلغ عموم الشعب الإيراني بأن مؤامرات الفاشية الدينية طيلة العامين الماضيين وجهودها المكثفة لإفلات الدبلوماسي الإرهابي المحتجز في بلجيكا قد منيت بالفشل حتى الآن بفضل سلسلة إجراءات قضائية وتقديم كم هائل من الوثائق والأدلة والشهود. وبعد عامين من التحقيق ستعقد الجلسة الأولى للمحاكمة غير العلنية قريبًا.
وقبل عامين بالضبط، في 30 يونيو / حزيران 2018، خطط النظام لمجزرة واسعة النطاق، وربما أكبر هجوم إرهابي على تجمع المقاومة الإيرانية في فيلبينت، بباريس، حيث تم إحباطها في الساعات الأخيرة من الخطة واعتقل الإرهابيون. من الواضح أنه خلال هذين العامين، لم يدخر النظام الإيراني أي إجراء و ضغط للإفراج عن الإرهابيين وإغلاق الملف، لكنه لم يستطع من منع مواصلة التحقيقات وبدأ المحاكمة. وإلى هنا، هذا يعتبر نصرًا لجميع الذين يحاربون الإرهاب وأشدد على أن هذه هي نقطة البداية وأن قادة نظام الملالي يجب تقديمهم إلى العدالة لكونهم أكبر رعاة الإرهاب في عالم اليوم وكذلك جميع وكلائهم ومرتزقتهم داخل البلد وخارجه لضلوعهم في الجريمة.

أصدقائي الأعزاء!
إن الإطاحة بنظام ولاية الفقيه هو المطلب الحاسم للشعب الإيراني وانتفاضات نوفمبر ويناير.
إن شعبنا يتجه نحو الإطاحة بالنظام كل يوم باحتجاجاتهم وإضراباتهم وبأنشطة وأعمال أعضاء معاقل الانتفاضة.
السجناء السياسيون في جميع أنحاء إيران يقاومون سفاحي خامنئي لهذا الغرض.
وعلى المجتمع الدولي سماع الرسالة التالية:
نقول ونكرّر دائما أنه لا ينبغي السماح لهذا النظام ليحصل على رصاصة واحدة.
لا يجوز أن يحصل حتى على فلس واحد من عوائد النفط الإيراني.
يجب أن لا ينفق ولو دولاراً واحداً من موارد الشعب الإيراني.
إن المقاومة الإيرانية، كما أكدت منذ فترة طويلة، تدعو إلى إعادة فرض ستة قرارات لمجلس الأمن الدولي بخصوص المشروع النووي لهذا النظام .
ونشدد على تمديد العقوبات الدولية على أي صفقة أسلحة مع هذا النظام.
يجب أن يعترف المجتمع الدولي بحق الشعب الإيراني في محاربة الاستبداد الديني.
يجب محاكمة قادة النظام في محكمة دولية لقتل 120 ألف من أبناء الشعب الإيراني، بما في ذلك في مجزرة 30 ألف سجين سياسي وقتل أكثر من 1500 مواطن في نوفمبر 2019.

قرار مجلس النواب الأمريكي

قرار مجلس النواب الأمريكي الصادر قبل أيام والذي يعترف بحق الشعب الإيراني في إقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على الفصل بين الدين والدولة وخالية من الأسلحة النووية هو أنموذج رصين لجميع الحكومات والمجتمع الدولي بشأن إيران والشعب الإيراني.
القرار يدين إرهاب نظام الملالي وبالتحديد المؤامرة الإرهابية ضد التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في عام 2018.
جوهر القرار هو دعم حق الشعب الإيراني في تغيير النظام والحصول على جمهورية ديمقراطية، ويصرح أن الشعب الإيراني رفض ديكتاتورية الشاه ولا يقبل الاستبداد الديني ويعارضه. كما يستشهد بخطة النقاط العشر للمقاومة الإيرانية لمستقبل إيران، والتي ترسم صورة إيران حرة:
1. لا لولاية الفقيه. نعم لحكم الشعب في جمهورية تعددية بأصوات حرة للشعب.
2. حرية التعبير وحرية الأحزاب وحرية التجمع وحرية الصحافة والفضاء السيبراني
حل قوات الحرس، قوة القدس الإرهابية، شبيحة النظام، قوة الباسيج، وزارة المخابرات، مجلس الثورة الثقافية، وجميع الدوريات والمؤسسات القمعية في المدن والقرى وفي المدارس والجامعات والدوائر والمصانع.
3. ضمان الحريات والحقوق الفردية والاجتماعية وفقاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان
حل أجهزة الرقابة وتفتيش المعتقدات، ومقاضاة المسؤولين عن مجزرة السجناء السياسيين، وحظر التعذيب وإلغاء عقوبة الإعدام.
4. الفصل بين الدين والحكومة وحرية الأديان والمذاهب.
5. المساواة الكاملة بين النساء والرجال في الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ومشاركة المرأة المتساوية مع الرجل في القيادة السياسية وإلغاء جميع أشكال التمييز، والحق في حرية اختيار الملبس، والزواج، والطلاق، والتعليم والعمل. حظر استغلال المرأة تحت أي عنوان.
6.تأسيس السلطة القضائية ونظام قضاء مستقل، وفقاً للمعايير الدولية القائمة على مبدأ البراءة، والحق في الدفاع، والحق في المقاضاة، والحق في التمتع بمحاكمة علنية، والاستقلال الكامل للقضاة. وإلغاء قوانين شريعة نظام الملالي ومحاكم الثورة الإسلامية
7. الحكم الذاتي ورفع الاضطهاد المضاعف عن القوميات والطوائف الإيرانية على غرار مشروع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لمشروع الحكم الذاتي لكردستان إيران
8. العدالة وتكافؤ الفرص في التوظيف والأعمال والتجارة والسوق الحر لجميع الإيرانيين.
إحقاق حقوق العمال والفلاحين والممرضين والممرضات والموظفين والمعلمين والمتقاعدين
9. حماية البيئة المدمرة في حكومة الملالي وإحيائها
10. إيران غير نووية خالية من أسلحة الدمار الشامل وتحقيق السلام والتعايش والتعاون الاقليمي والدولي

في ذكرى العام الأربعين لانطلاقة المقاومة الإيرانية ضد الاستبداد الديني، تجدد المقاومة الإيرانية عهدها مع الشعب الإيراني ومع مائة وعشرين ألف شهيد من أجل الحرية.
قلنا منذ اليوم الأول إن هدفنا ليس الوصول إلى السلطة بأي ثمن كان، بل هدفنا إقامة الحرية والعدالة والديمقراطية في إيران بأي ثمن كان.
لننهض وبالتضامن الوطني وتوسيع نطاق الانتفاضة والحراك، لتقريب يوم التحرير أكثر فأكثر.
تحية للحرية
تحية للشعب الإيراني

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید