03 ديسمبر 2014

مريم رجوي في مؤتمر عقده المنتخبون الفرنسيون ضد التطرف الديني وتضامنا مع المقاومة

Catégories // الاحداث // نشاطات

مريم رجوي في مؤتمر عقده المنتخبون الفرنسيون ضد التطرف الديني وتضامنا مع المقاومة

أيها السيدات والسادة رؤساء البلديات،
أيها الأصدقاء الأعزاء!
بداية أود أن أتوجه بشكري إلى كل من السادة رؤساء البلديات: جاك بوتو وجان بير مولر وفرانسوا لوغارة وكذلك إلى الرؤساء المشتركين للجنة رؤساء البلديات المدافعين عن الأشرفيين على عقد هذا المؤتمر. ويثبت الدعم الواسع من رؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين للمقاومة الإيرانية والمناضلين في درب الحرية في كل من أشرف وليبرتي على وجه التحديد ما يتعهد به المواطنون والمنتخبون الفرنسيون من الدفاع عن قضية الحرية وحقوق الإنسان. ومن دواعي الفخر بالنسبة للشعب الإيراني أن يجد المنتخبين الفرنسيين بجانبه في النضال ضد الاستبداد وغول التطرف.

أيها الأصدقاء الكرام!
ان القرار القاضي بتمديد المفاوضات النووية الذي اتخذته الدول الغربية يوم أمس يمنح فرصا أكبر للنظام الإيراني ليجعل السلام والأمن في المنطقة والعالم على حافة هاوية خطيرة. كما يحمل عدم التوصل إلى اتفاق وذلك بعد عام من المفاوضات رسالتين رئيسيتين وهما:
الرسالة الأولى: يعيش نظام الملالي ظروفا صعبة وهشاشة الى درجة أنه ورغم تقديم أمريكا وباقي الدول الغربية تنازلات غير مبررة، غير قادر على أن يكف عن مشروع القنبلة النووية. ولقد احتدم هذا العجز منذ أن أرغم عميل هذا النظام في العراق أي المالكي على التنحي عن السلطة. ويحتاج الخامنئي الولي الفقيه في النظام الإيراني ومن أجل البقاء في السلطة إلى القنبلة النووية.
الرسالة الثانية: لم تتمخض سياسة تقديم التنازلات للنظام الإيراني متزامنا مع استهداف الشعب والمقاومة عن نتيجة بل هي تعد هزيمة. ولا يعني تواصل هذه المساومة إلا تقديم القنبلة النووية للملالي وتعريض السلام والأمن العالميين للخطر.
وقد تراجعت الدول الغربية في العام الماضي وعند انطلاقة هذه المفاوضات عن تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الملالي. ولقد أدى هذا التراجع إلى الهزيمة التي أعلنت عنها أمس.
الجانب المستتر لهذا الأداء الضعيف للغاية هو الصمت المشين إزاء انتهاك رهيب لحقوق الإنسان في إيران وتدخلات النظام الإيراني الإجرامية في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن كون صمت الحكومات قد ضحى بمصير الشعب الايراني وشعوب المنطقة.
كما ان مواكبة الولايات المتحدة في قضية التشريد القسري للأشرفيين ونقلهم إلى مخيم ليبرتي الذي لا يعد سوى سجنا كبيرا، تعد جزءا من التنازلات المقدمة للنظام الإيراني أيضا في المفاوضات السرية التي بدأت منذ عام 2011.
ولكن كل هذه التنازلات أعطى فعلا نتائج معكوسة تماما. وما ينبغي الاتعاظ به من المفاوضات الفاشلة على مدى 12 عاما مع هذا النظام هو أن الصرامة هي السياسية الوحيدة التي من شأنها أن تحول دون امتلاك هذا النظام القنبلة النووية والتي تتمثل في تنفيذ تام للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن وإيقاف عملية تخصيب اليورانيوم واجراء عمليات التفتيش الدولية المفاجئة لجميع المواقع المشتبه بها.
كما ومن شأن هذه السياسة أن تنطوي على الاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني لتغيير النظام من جهة أخرى.

أيها السيدات والسادة!
إن العالم اليوم قلق حقا إزاء ما يرتكبه تنظيم داعش المعادي للاسلام من الجرائم في المنطقة. الواقع أن دعم النظام الايراني لبشار الأسد وحكومة المالكي الطائفية في العراق قد تسبب في تمدد داعش. انه حصيلة للسياسات الطائفية والقمعية لكل من المالكي والأسد وذلك بناء على ما أمرهما به نظام الملالي حيث تم بموجبه تهميش مكون كبيرمن الشعبين في كلا البلدين.
ورغم ذلك نعود نشاهد محاولات خطيرة للتغاضي عما يرتكبه كل من النظام الإيراني وميليشياته من جرائم في كل من العراق وسوريا. والأنكى أن البعض يقدمون نظام الملالي كحليف لهم في مكافحة داعش وذلك على نحو خاطئ أو من أجل مصالحهم.
ووعد الرئيس الأمريكي الخامنئي في رسالته الموجهة له في آب/ أغسطس الماضي بأنه سيسهم النظام الإيراني في عملية الائتلاف الدولي ضد داعش إزاء حصول اتفاق نووي. انه استمرار وتكرار لنفس الخطأ الفادح الذي خلق الأزمة الحالية في المنطقة.
ان اشراك النظام الايراني في أزمة العراق لا يوقف صناعة القنبلة النووية ولا داعش ، وإنما يسبب في استعارة نار الإرهاب لداعش؛ كون حضور النظام الإيراني في المنطقة يؤجج الحروب الطائفية. كما اليوم تقلق العوائل الفرنسية إزاء انضمام أعداد كبيرة من الشباب الفرنسيين إلى الجهاديين.
والسؤال المهم هو، ما هو الحل لازالة هذه الأزمة؟ هل ينبغي إضفاء الطابع الشرعي لمصدر التطرف والإرهاب أي النظام الإيراني أم الوقوف في وجهه؟ واجابة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية بعد خمسة وثلاثين عاما من المقاومة ضد الدكتاتورية المتطرفة هي: لا بد من الوقوف في وجه هذا النظام وعدم الانخراط في أي نوع من التعاون معه.

أيها السيدات والسادة!
إن الأزمة التي يواجهها نظام الملالي عميقة ويمكننا مشاهدتها في المجالات التالية:
الأول، تشديد النقمات الشعبية المناهضة للحكومة: وقد زادت ممارسة القمع الوحشية في الأشهر الأخيرة معنويات المجتمع الإيراني للاحتجاج. وفي تشرين الأول/ أكتوبر طفح السخط الشعبي على السطح ضد اعتداءات العناصر التابعين للنظام الإيراني برش الحامض حيث شاهدنا مظاهرات كبيرة في مدينة إصفهان التأريخية كما لعبت النساء فيها دورا هاما.
في هذا اليوم أي اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أحيي جميع النساء الإيرانيات ممن يقاومن أمام بربرية الملالي. ولقد وقعت في العام الأخير ثلاثة آلاف حركة احتجاجية على الأقل وذلك بحسب المسؤولين الرسميين في النظام. ولا يفقد المواطنون أية فرصة للإعلان عن احتجاجاتهم كما وعندما توفي أخيرا مغن شاب، فخرجت أعداد كبيرة من المواطنين إلى الشوارع فتحولت هذه التجمعات فعلا إلى اصطفاف ضد الحكومة بحيث شنت عناصر الآمن هجوما على المتظاهرين في بعض من المدن واعتقلوهم.
ورد الملالي تجاه هذه النقفمات الشعبية هو الإعدام أمام المرأى العام في كل ثمان ساعات. ولكنه بات هذا المدى من القمع لا يجدي نفعا للنظام حيث آذعن وزير الإرشاد للنظام علي جنتي مؤخرا يقول: « نسبة الإعدامات وكمية الذين ينتظرون الإعدام تثير الذهول» كما أذعن بفشل لاقته لهذه السياسة خاصة وأن ر‌ئيس هذا النظام حسن روحاني فشل حتى في التظاهر بالاعتدال.
أيها الأصدقاء الأعزاء
بينما تورطت الفاشية الدينية الحاكمة في إيران في أزماتها الداخلية والدولية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية أكثر فأكثر فتشعر بتهديدات من قبل معارضتها المنظمة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق. لأن وجود هذه المعارضة يحفز الأزمة حيث يمكن أن يؤدي إلى الإطاحة بالنظام.
ولهذا السبب أصبح التصدي لهذه المقاومة وأعضائها في مخيم ليبرتي في العراق يتصدر أولويات النظام. وخلال السنوات الثمان الماضية، هجمت الحكومة العراقية الموالية للملالي 27مرة على مخيم أشرف ومن ثم على مخيم ليبرتي مما أسفر عن 116 قتيلا و1400جريح و7رهائن. كما قضى 22 من السكان نحبهم جراء الحصار الطبي فيما يعيش عشرات آخرون حالات صحية متدهورة.
وأنا أدعو اليوم جميع رؤساء البلديات الكرام إلى توسيع نطاق دعمهم للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وأتوقع منكم أن تحثوا الحكومة الفرنسية على تولي مبادرة دولية بغية الحصول على الأهداف التالية:
1. إبداء الصرامة الحازمة أمام مشروع السلاح النووي للنظام الإيراني
2. اشتراط العلاقات السياسية والتجارية مع النظام الإيراني بوقفه الإعدامات
3. قطع أذرع الدكتاتورية الدينية الحاكمة في طهران في كل من سوريا والعراق
4. وضع حد للحصار المفروض على مخيم ليبرتي والإعلان عنه كمخيم للاجئين تحت إشراف الأمم المتحدة
5. دعم المقاومة الإيرانية التي تعد بديلا للتطرف الديني الذي مصدره في طهران.
وأشكركم جميعا.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید